الصين تتخطّى أميركا في عدد البعثات الدبلوماسية

ميركل تحذّر من عزل بكين وتدافع عن «الأطلسي» بوجه ماكرون

نشر في 28-11-2019
آخر تحديث 28-11-2019 | 00:04
 فرقة من حرس الشرف الصيني تستعد لاستقبال رئيس سورينام في قاعة الشعب في بكين أمس (رويترز)
فرقة من حرس الشرف الصيني تستعد لاستقبال رئيس سورينام في قاعة الشعب في بكين أمس (رويترز)
في أكبر دليل جديد على طموحات بكين الدولية، تخطت الصين، للمرة الأولى، الولايات المتحدة من حيث عدد البعثات الدبلوماسية المنتشرة في العالم، وفق دراسة نشرها، أمس، "معهد لوي" الأسترالي المرموق، الذي اعتبر أن صعود الصين "السريع" في مراتب الشبكات الدبلوماسية تواصل عام 2019، وتعزّز باستحداث مناصب دبلوماسية في بلدان كانت تعترف في السابق بتايوان.

وذكر التقرير، الذي يصدر مرة كل سنتين، ويحمل عنوان "المؤشر العالمي للدبلوماسية"، أنه "مع 276 منصباً على مستوى العالم، فإن الصين، للمرة الأولى، تخطت شبكة الولايات المتحدة بثلاثة مناصب".

لكن الولايات المتحدة بقيت المكان الأول فيما يتعلق بوجود سفارة أو قنصلية، مع وجود بعثات لـ 61 دولة، وما مجموعه 342 منصبا مقابل 256 بعثة دبلوماسية أجنبية في الصين.

وفي الوقت نفسه، تزايد وجود الصين مع فتح بعثات جديدة في "بوركينا فاسو، وجمهورية الدومينيكان، والسلفادور، وغامبيا، وساو تومي، وبرانسيب، وجميعها أصدقاء دبلوماسيون سابقون لتايبيه".

ورغم تعهد بتنمية "بريطانيا دولية" من دون العضوية في الاتحاد الأوروبي، تراجعت المملكة المتحدة إلى المرتبة 11 في التصنيف، خلف إيطاليا وإسبانيا والبرازيل.

ومن ناحية أخرى، عززت ايرلندا وهولندا شبكاتهما الدبلوماسية بأكثر من 6 بعثات لكل منهما "في إطار استراتيجيتهما لبريكست" من أجل الاستفادة اقتصاديا ودبلوماسيا من خروج بريطانيا.

ميركل

وفي برلين، دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أعضاء الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى تنسيق سياساتهم تجاه الصين، محذرة من "التداعيات الكارثية" للتصرفات الأحادية في ظروف تشوبها التوترات على خلفية قضايا حقوق الإنسان وتكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات.

وقالت في كلمة في مجلس النواب، إنّ "واحداً من أكبر المخاطر التي أراها يكمن في أنّ لكل أحد في أوروبا سياسته الخاصة بشأن الصين بهدف عزلها، ونحن نبعث في نهاية المطاف إشارات متباينة تماماً".

وحذّرت من أنّ "ذلك لن يكون كارثياً على الصين، ولكنّه كارثي بالنسبة إلينا في أوروبا".

الناتو

وفي وقت يحتفل الحلف بذكرى 70 عاما على تأسيسه، دافعت ميركل عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقالت إن لألمانيا مصلحة في ضمان وحدة التكتل اليوم أكثر من أي وقت مضى حتى أثناء الحرب الباردة.

وقبل أيام على انعقاد قمة لقادة الحلف في لندن، قالت ميركل إن التكتل كان "سدا منيعا من أجل السلام والحرية".

ويأتي الدفاع الشديد لميركل عن الحلف في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الحلف بات في حالة "موت دماغي"، معتبرا أن "الولايات المتحدة لم تعد ملتزمة تماما بمستقبل التحالف العسكري الغربي".

ولم تتجنب المستشارة الحديث عن الخلافات المتزايدة مع الولايات المتحدة بزعامة ترامب المتقلب الرأي.

بينما أشارت إلى تغير دور واشنطن كشرطي العالم قالت ميركل، إن "الولايات المتحدة ما عادت تتولى المسؤولية تلقائيا عندما تشتعل الأمور حولنا"، ومع ذلك فإن "أوروبا لا يمكنها الدفاع عن نفسها". لذلك، أكدت ميركل أنه من الضروري الحفاظ على الحلف الدفاعي.

ومن أجل ذلك، تعهدت ميركل زيادة إنفاق ألمانيا على الدفاع، لتحقيق هدف تخصيص 2 في المئة من الناتج الداخلي في بداية عقد 2030.

وفي سياق متصل، حذر تقرير عسكري، أمس، من أن القوات البريطانية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) المتمركزة في شرق أوروبا ستخسر أي مواجهة مع روسيا بسبب نقص في سلاح المدفعية والذخيرة.

back to top