روحاني يعلن انتصار «النظام كله» على «انتفاضة البنزين»

• تظاهرات موالية في عدة مدن... والشرطة تعلن اعتراف المعتقلين «المشاغبين» بالتبعية للخارج
• قتلى وجرحى وتوقيف العشرات في تبريز... والحكومة تعلن إحباط محاولة تخريب ميناء عسلوية

نشر في 21-11-2019
آخر تحديث 21-11-2019 | 00:05
بدا أمس أن إيران استكملت الحل الأمني الهادف إلى إخماد انتفاضة البنزين. فقد أعلن الرئيس حسن روحاني انتصار "النظام كله" على المحتجين، بينما قالت الشرطة إن الموقوفين اعترفوا بالتبعية للخارج.
اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن "النظام كله" في إيران خرج منتصراً من الاضطرابات التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة، متهماً المحتجين الذين خرجوا ضد قرار حكومته زيارة أسعار الوقود وتقنين الدعم، بأنهم ينفذون أجندات خارجية.

وفي غياب أي إدانة منه لتعامل قوات الأمن بطريقة عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصاً في أقل من أسبوع، قال روحاني في كلمة أمام مجلس الوزراء: "نجح الشعب الإيراني مرة أخرى في اجتياز اختبار تاريخي، وأظهر أنه لن يسمح للأعداء مطلقاً بتنفيذ مخططاتهم المقيتة، على الرغم من أنه قد يواجه مشاكل اقتصادية ويشكو من إدارة البلاد".

وأضاف: "الشعب الإيراني نجح في إحباط مؤامرات أولئك الذين فرضوا العقوبات القصوى في السنتين الماضيين".

ورأى الرئيس الإيراني أن "القليل ممن نزلوا إلى الشوارع في الأيام الأخيرة كانوا من مثيري الشغب، وهؤلاء كانوا أكثر تنظيماً وتنسيقاً ومسلحين أيضاً، ويعملون بالكامل وفقاً لبرنامج أعد من قبل القوى الأجنبية والرجعية في المنطقة والصهاينة والأميركيين".

وفيما بدا أنه عرض للعضلات، أشار روحاني الى التظاهرات الموالية التي خرجت في عدة مدن، واصفاً إياها بالعفوية، كما اعتبرها "الدليل الأقوى على قوة الأمة الإيرانية"، مضيفا أن "إيران أظهرت للعالم يقظتها ووعيها الذاتي ووحدتها وتضامنها مع النظام السياسي بأكمله".

وكان روحاني يردد كلاماً سبقه اليه المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي علّق أمس الأول على التظاهرات بالقول إنه "تم دحر العدو"، مشيراً إلى أن ما حدث من تظاهر "كان ممارسات أمنية وليست شعبية".

وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون: "فرضنا التقهقر على العدو في ميادين الحرب العسكرية والسياسية والأمنية".

تظاهرات موالية

وكما جرى أمس الأول، نظمت مسيرات داعمة للحكومة والمرشد، ومنددة بالمحتجين بوصفهم مشاغبين. وبث التلفزيون الرسمي تظاهرات في مدينة اردبيل ومدن أخرى في شمال غرب إيران ولمسيرات حاشدة في مدن إيلام وهمدان ونوشهر وبم، ردد فيها المتظاهرون شعارات: "الموت لأميركا ومثيري الشغب".

وكان التلفزيون الحكومي الذي نادراً ما يورد إشارات إلى معارضة في إيران، عرض أمس الأول لقطات لشبّان ملثمين يشتبكون مع قوات الأمن.

الشرطة والمعتقلون

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الشرطة الايرانية، العميد أحمد نوريان، أنه "تم اعتقال العناصر المثيرة لأعمال الشغب وكشف ارتباطاتهم مع الجهات الخارجية"، دون إعطاء أي أرقام حول عدد الموقوفين الذي قدّرته تقارير بأكثر من 4 آلاف منذ اندلاع الاحتجاجات مساء الخميس الماضي.

واتهم نوريان المحتجين بالتبعية لمنظمة "مجاهدي خلق" والنظام الملكي، مؤكدا تلقيهم مساعدة خارجية. من ناحيتها، نقلت وكالة "فارس" عن مسؤول أمني قوله إن "عددا من الأشرار ومثيري الشغب الذين اعتقلوا اعترفوا بارتباطهم بأجهزة التجسس الأجنبية".

وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن اعتقال خلية من 7 أجانب ينتمون الى دولة مجاورة كانوا يقومون بأعمال تخريبية.

مصائب إيران فوائد للعراق
.

علّق السفير الأميركي السابق، آدم إيرلي، على التظاهرات الحاصلة في إيران، وأثرها على الساحة العراقية، بالقول «كلما ظهرت مشاكل في إيران أصبح الأمر جيدا للعراق».

وقال إيرلي، الذي عمل سنوات في السفارة الأميركية بالعراق بعد 2003، لموقع الحرة الأميركي «إذا انشغل النظام في إيران بالمشاكل الداخلية فسيكون أقل قدرة على التركيز على العراق، وسيكون العراقيون قادرين على السيطرة أكثر على بلادهم».

مواجهات

وبينما تحولت العاصمة طهران الى ثكنة كبيرة، أمس، بسبب كثافة انتشار قوات الأمن فيها، أعلن قائد في الحرس الثوري اعتقال 30 شخصاً في تبريز، حيث أفادت تقارير بأن المحتجين تمكنوا في الليل من السيطرة على أحياء كاملة. وأضاف القيادي أن 15 من قوات الباسيج والشرطة أصيبوا في اشتباكات مع المحتجين في تبريز.

وأفادت أشرطة مصورة عن إطلاق القوات الأمنية الرصاص الحيّ باتجاه المحتجين في مريوان، غربي إيران، بينما زعم متحدث باسم الحكومة أن "هناك من كان يحاول القيام بتفجيرات في ميناء عسلوية، جنوبي البلاد، وتدمير شبكة الهواتف المحمولة، ومنع حركة الشحن".

وكانت منظمة العفو الدولية قد أشارت أمس الأول الى تقارير موثوقة تفيد بمقتل أكثر من 100 متظاهر في 21 مدينة. وذكرت أن قوات الأمن تلقت "ضوءا أخضر لقمع" التظاهرات. وذكرت أن تسجيل فيديو أظهر أن "قناصة اطلقوا النار كذلك على حشود من أسطح المباني، وفي إحدى الحالات من مروحية".

وقالت إنه رغم أن معظم التظاهرات سلمية على ما يبدو، فإن "عددا صغيرا من المحتجين ألقوا حجارة وقاموا بأعمال تخريب لبنوك وحوزات علمية".

ولفتت الى أن عناصر من قوات الأمن شوهدوا ينقلون جثث قتلى وأشخاص جرحى من الطرق والمستشفيات، وفق شهود عيان، ورفضوا تسليم جثامين الضحايا الى عائلاتهم.

الإنترنت

وإيران منقطعة عن العالم منذ مساء السبت، بعد قطع الانترنت الذي حذرت الحكومة أنه لن يعود قبل عودة الهدوء. يأتي هذا في حين قالت مواقع إيرانية إن قطع الإنترنت عن البلاد عرّض قطاع النفط لمشاكل في الإنتاج. وقدرت إحصائية شركة "نت بلاكس" لخدمات الإنترنت أن خسائر إيران من قطع الإنترنت بلغت 369 مليون دولار يوميا.

اتهام للبهائيين

زعم المدير العام للإعلام الإسلامي في محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية، أمس، أن "عددا ملحوظا من معتقلي أحداث الشغب الأخيرة كانوا من فرقة البهائية"، التي يجرمها النظام في إيران.

وقال رجل الدين حسن شعباني في مؤتمر مناهض للبهائية بمدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية (شمال شرق)، إن "هذه الفرقة مدعومة بقوة اكبر من قبل الأجانب".

back to top