حكومة ومجلس وشعب

نشر في 20-11-2019
آخر تحديث 20-11-2019 | 00:09
 د. ندى سليمان المطوع "لقد ساءني وآلمني في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات أن نرى هذا التراشق في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وتبادل الإساءات والاتهامات التي يرفضها ديننا الحنيف، وما توارثناه من قيم وتقاليد أهل الكويت الكرام".

من حديث سمو الأمير خلال كلمة وجهها لإخوانه وأبنائه المواطنين، يوم الاثنين الثامن عشر من نوفمبر 2019، بعد اعتذار الشيخ جابر المبارك لسمو الأمير عن إعادة تعيينه بمنصب رئيس الوزراء.

انضم عامنا هذا إلى أعوام ماضية مررنا من خلالها بأحداث عديدة تسببت في استقالات حكومية وتغييرات برلمانية اصطبغت بها الحياة السياسية المحلية بألوان جديدة وأبعاد متعددة بين المعهود والمبهم.

• لو عدنا إلى محطات تركت أثراً في الحياة البرلمانية لوجدنا عام 1961 مدخلا للإصلاح الانتخابي الكويتي بعد إقرار الدستور الكويتي، فمن خلال "الدوائر العشر" ابتدأت الانتخابات في فترة ما بعد الاستقلال، وبعد مبادرة الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم ودعوته لإجراء انتخابات المجلس التأسيسي، وبالتالي تدشين الكويت مبادراتها لتحديد نظامها الانتخابي، وذلك عبر تشكيل اللجنة الأساسية لكتابة الدستور، لم يكن تعبير العرس الانتخابي قد وصل إلى الصحف بعد، كما لم يكن هناك دور للمرأة، حيث كانت العملية ذكورية بحتة، ومرتبطة بالدواوين الرجالية كمراكز لصناعة القرار.

• عام 2004 أيضا كان عاماً مميزاً، ابتدأ بالترويج للحقوق السياسية للمرأة محلياً ودولياً، وشهد تغييراً ملحوظا للخطاب السياسي الكويتي، فدخلت مفردات خاصة بالحقوق السياسية للمرأة، ودعم مبادرات الإصلاح في الشرق الأوسط الكبير، ومنطقة الخليج، فتم طرح تعديل الدوائر إلى الخمس بالإضافة إلى الحقوق السياسية للمرأة، وانقسم الشارع حينها بين مؤيد ومعارض، وارتفعت الأصوات النسائية مطالبة بمقاطعة معارضي دخول المرأة للبرلمان، واكتسب النشاط السياسي روحا شبابية اتخذت من مدونة "ساحة الصفاة" الإلكترونية منصة للتواصل، فكانت الانطلاقة نحو وصول أربع نساء في 16 مايو 2009 (بعد إخفاق في 2006 و2008)، ووضع حد للهيمنة الذكورية، بالإضافة إلى دخول وجوه جديدة للمجلس من الدوائر بتقسيمها الجديد.

• 2012 "محاولة" تطهير البيئة البرلمانية والتنفيذية من المال السياسي، وارتفاع الأصوات المطالبة بمنع الفساد، ودخول البرلمان مخاضا جديدا، وانطلق الناخبون بمبادرات لمقاطعة الأسماء التي تعرضت لكارثة الإشاعات المليونية، وانتهت الأزمة بعد عام بإقرار الصوت الواحد.

ومما سبق أخي القارئ يتضح لنا أن هناك فترات زمنية تتصاعد من خلالها أصوات مطالبة بتنقية البيئة الانتخابية وكسر الاحتكار البرلماني، مشتعلة بوقود كشف قضايا الفساد، فهل ما يجري على الساحة اليوم مشابه لما جرى بالأمس؟

وللحديث بقية.

back to top