لبنان: الحريري يناور بالصفدي... وعينه على «السراي»

«بوسطة الثورة» من الشمال إلى الجنوب... والأمن يقرر حماية المصارف

نشر في 17-11-2019
آخر تحديث 17-11-2019 | 00:03
«بوسطة الثورة» لحظة انطلاقها في مدينة طرابلس الشمالية أمس باتجاه الجنوب (أ ف ب)
«بوسطة الثورة» لحظة انطلاقها في مدينة طرابلس الشمالية أمس باتجاه الجنوب (أ ف ب)
تراجعت حظوظ الوزير السابق محمد الصفدي لترؤس الحكومة الجديدة في لبنان، بعد الالتباسات التي رافقت طرح اسمه، والتناقض الذي برز حول الموقف من تسميته.

وحفلت الساحة السياسية، خلال اليومين الماضيين، بالمعلومات والتسريبات والمعطيات والمعطيات المضادة التي توالت مصادر وأوساط الاطراف المعنية بالتكليف والتأليف على ضخّها، فلفّت التفاهم الهش الذي حكي عنه، بعلامات استفهام كثيرة. وما يؤكد ذلك هو عدم تحديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعداً للاستشارات النيابية الملزمة، في حين أنّ العديد من المرجعيات السياسيّة تتحدث عن مناورة قام بها رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري لـ«حرق» اسم الصفدي، وفرض الشروط التي يريدها ليعود إلى السراي الحكومي من موقع القوي.

وأشارت مصادر متابعة إلى أن «موافقة الرئيس الحريري على تسمية الصفدي أتت مكبلة ومشروطة، فالحريري لم يتعهد بالمشاركة بالحكومة ولم يوافق على صيغة التكنوسياسية، وبالتالي فإن هناك شكوكا تحوم حول تسميته الصفدي».

يأتي كل ذلك مع استمرار الاحتجاجات التي بدأت تأخذ أشكالاً عدة، بحيث انطلقت صباح أمس من العبدة - عكار «بوسطة الثورة» التي ابتكرها عدد من الناشطين في الحراك الشعبي من عكار الى كل الوطن، في إطار جولة من الشمال إلى الجنوب. وأشار منسقو نشاط البوسطة الى أنها «تهدف إلى المرور على كل ساحات الاحتجاج، من ساحة النور بطرابلس إلى البترون وجبيل، فذوق مصبح وجل الديب، ثم إلى الاشرفية وجسر الرينغ وساحة الشهداء في بيروت، لتصل الى خلدة وتضع اكليل الثورة مكان مقتل علاء أبو فخر».

وأضافوا: «ستكمل البوسطة جولتها جنوباً إلى الناعمة وبرجا، وصولا الى عاصمة الجنوب صيدا، ثم إلى كفر رمان والنبطية، وتختتم الجولة في صور حيث تعقد جلسة حوارية بين أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه».

ويرافق البوسطة عدد من السيارات في محطاتها كافة، لترسم جسر المحبة والوحدة الوطنية وازالة حواجز الطائفية وجدران المناطقية.

وأكد الناشطون أنهم غير آبهين بكل المعوقات، وهم «سيستكملون مسيرتهم متضامنين لتحقيق مطالبهم في بناء دولة القانون والعدالة والحرية والإنصاف»، مؤكدين أن «موقفهم قوي لأنهم لا يطلبون شيئا شخصيا، بل جل طلبهم استعادة حقوقهم المشروعة كمواطنين في هذا البلد ورفع الحرمان والظلم في المجالات كافة، والعيش بحرية وكرامة ومساواة، بعيدا من المحاصصة والزبائنية وحصر السلاح في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية فقط».

وكان لافتاً استقبال الباص عند مثلث خلدة (حيث قتل أبو فخر) من قبل زوجة أبو فخر وأخيه. وكانت كلمة لزوجة علاء قالت فيها: «علاء قال لي قبل وفاته اذا استُشهدت أكملي المسيرة، وخسرت أغلى شخص بحياتي إلا أنني ربحت وطنا». وأكد شقيق القتيل أنهم مستمرون بـ«ثورة علاء في لبنان»، مشددا على أن «قضية علاء أصبحت قضية مجتمع دولي».

في موازاة ذلك، كشفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن قرارها باتخاذ تدابير أمنية أمام المصارف لحمايتها، تجاوباً مع أحد مطلبي موظفي المصارف الذين أعلنوا إضرابهم الثلاثاء الفائت، رافضين فكّه قبل تحقيق مطلبيهما من توفير الحماية الأمنية الكافية، إلى جانب وضع آلية واضحة من قبل جمعية المصارف للتعامل مع الزبائن تسهّل مهمة الموظفين.

وعلّق رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف جورج الحاج، أمس، بالقول: «بذلك، نكون توصلنا إلى حل الشق الاول من الإضراب، وكمجلس تنفيذي نحن في انتظار البحث مع جمعية المصارف في الشق الآخر، أي تمني اتحاد نقابات موظفي المصارف اتخاذ تدابير موحدة لدى المصارف في تعاطيها مع عملائها».

back to top