العود الهندي آلة موسيقية انتشرت بالكويت في نهاية القرن الـ 19 ثم اندثرت

نشر في 15-11-2019
آخر تحديث 15-11-2019 | 00:00
أحمد الصالحي
أحمد الصالحي
يعد العود الهندي من الآلات الموسيقية القديمة التي دخلت الكويت في نهاية القرن الـ19، وسرعان ما اندثرت، ولم يبق منها سوى روايات المطربين القدامى.
انتشرت آلة العود الهندي في الكويت قديما، لكنها اندثرت حاليا، ففي بداية القرن الـ20 لم يكن العود العربي قد انتشر أو استخدم في الكويت بصورة واسعة، بل في حدود ضيقة، وكان معظم الموسيقيين الكويتيين يستعيضون عنه بآلة أخرى أطلقوا عليها اسم العود الهندي، الذي يختلف اختلافا كليا عن العود العربي المشهور من حيث الشكل ومواد الصنع.

أربعة أوتار

وقال الباحث المتخصص في موسيقى الشعوب د. أحمد الصالحي أمس، إن العود الهندي يحتوي على أربعة أوتار، ثلاثة منها مزدوجة والرابع مفرد.

وأضاف الصالحي أن العود الهندي كان يصنع من قطعة واحدة كبيرة من خشب الساج، بحيث يحفر جزء منها بشكل دائري، ويفرع من الخشب لصناعة صندوق العود، وتنجر بقية أجزاء القطعة لصناعة الرقبة وصندوق المفاتيح، وفي النهاية تكون جميع أجزاء العود مصنوعة كقطعة واحدة، فيصبح شكله شبيها بالملاس (ملعقة كبيرة يغرف بها الطعام) كما وصفه المطرب والملحن محمود الكويتي.

وذكر أن أشهر من عزف على العود الهندي قديما هو الفنان الكويتي عبدالله الفرج، والفنان يوسف البكر الذي سمى عوده "بطلوس"، ومحمود الكويتي الذي عزف عليه مدة طويلة، مشيرا إلى أن العود الهندي كان مكرسا على الاغلب لعزف موسيقى الصوت.

وأوضح أن العود الهندي تشوبه الكثير من العيوب التقنية التي تجعل منه آلة موسيقية غير عملية، فصوته كان ضعيفا لأن صندوقه كان صغيرا، ونغمته كانت غير مستحسنة، وأوتاره لم تكن مستقرة لأن الوجه (السطحة) مصنوع من الجلد، وذلك جعله يتأثر كثيرا بالجو تمددا وارتخاء، إلا أنه انتشر بين الموسيقيين الكويتيين قديما "بسبب ثمنه الزهيد".

وبين الصالحي أن استخدام العود الهندي قد تراجع كثيرا في عشرينيات القرن الماضي، ولم يستمر في العزف عليه إلا بعض الهواة أو كبار السن، ثم اختفى في العقد الثالث بعد ستة عقود من الانتشار في الكويت، وكان آخر من عزف عليه يوسف البكر وعلي التميمي.

وأفاد بأن المصادر التي تتناول الموسيقى تشير الى وجود آلة وحيدة مطابقة لمواصفات العود الهندي موجودة في متحف متروبوليتان في الولايات المتحدة الأميركية جلبت من زنجبار عام 1889 وأطلق عليها اسم "كويترة".

مدور الشكل

وأشار إلى أن صندوق هذه الآلة مدور الشكل ومحفور، وهي ذات رقبة طويلة ورباعية الأوتار وفيها فتحة في الجلد وتربط الاوتار في نهاية صندوق العود، وأن هذه الآلة قد تكون معروفة في زنجبار آنذاك باسم كويترة وفي الكويت باسم عود هندي.

وأكد الصالحي أن الغموض يكتنف العود الهندي وشكله، لكن توجد اشارة كويتية يتيمة قد تساعد في البحث عن اصل هذه الآلة، إذ ذكر المطرب داود الكويتي أن خاله ويدعى رحمين حبوشة، كان تاجرا مقيما في الهند ولما علم بتعلق داود بالموسيقى، أرسل له آلة "مندولين" من هناك وكان ذلك عام 1918 تقريبا، وربما يشير داود هنا إلى ما أطلق عليه زملاؤه من فناني الكويت اسم العود الهندي، لأنه كان الآلة المتداولة في الهند آنذاك.

يذكر أن الباحث والمؤرخ أحمد البشر الرومي عند حديثه عن تاريخ العود في الكويت يورد ان الفنان عبدالله الفرج هو أول من جاء بالعود الى الكويت من الهند، وأن نوع عوده كان هنديا، وذلك بعد سنوات قليلة من وفاة والده عام 1854، ورجوعه الى الكويت.

back to top