غزة: تهدئة هشّة تُنهي «الحزام الأسود»

نشر في 15-11-2019
آخر تحديث 15-11-2019 | 00:05
رشقة صواريخ لحظة إطلاقها أمس من غزة باتجاه إسرائيل (رويترز)
رشقة صواريخ لحظة إطلاقها أمس من غزة باتجاه إسرائيل (رويترز)
في أعقاب مساع بذلتها مصر والأمم المتحدة، دخل اتفاق هش للتهدئة حيّز التنفيذ صباح أمس في قطاع غزة، بعد يومين من المواجهات الأسوأ منذ شهور بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي"، أسفرت عن مقتل 34 فلسطينياً وجرح أكثر من مئة آخرين.

واندلعت المواجهات بعد اغتيال إسرائيل فجر الثلاثاء القيادي العسكري البارز في "الجهاد"، بهاء أبوالعطا، وفشها في اغتيال قيادي آخر للحركة في دمشق، يعتقد أنه مسؤول التنسيق مع إيران، في إطار خطة أطلقت عليها اسم "الحزام الأسود".

وعلى مدى يومين ردت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لـ "الجهاد"، بإطلاق نحو 360 قذيفة صاروخية تجاه المدن الإسرائيلية، بينما شنّ الطيران الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية التي استهدفت حصرياً مواقع لـ "الجهاد".

وقال مسؤول مصري إنه "تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بعد أن وافقت الجهاد الإسلامي على مقترح مصري بهذا الشأن، وذلك بعدما أُبلغنا بموافقة إسرائيل على التهدئة". وتابع أن الاتفاق يتضمن "موافقة إسرائيل على مقترح مصري بالوقف الفوري لإطلاق النار ووقف الاغتيالات، وكذلك وقف إطلاق النار تجاه المتظاهرين في مسيرات العودة" التي ينظمها الفلسطينيون كل يوم جمعة على الحدود بين إسرائيل وغزة منذ مارس 2018.

من جانبه، أعلن المبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف إن الأمم المتحدة ومصر بذلتا جهودا كبيرة للتهدئة في غزة، مضيفا: "الساعات المقبلة حاسمة، ويجب ضبط النفس".

بدوره، قال المتحدث باسم "الجهاد الاسلامي"، مصعب البريم: "تم التوصل إلى اتفاق لوقف نار برعاية الشقيقة مصر، وبدأ بعد أن خضع الاحتلال الإسرائيلي لشروط حركة الجهاد الإسلامي، والتي تقدمت بها نيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية مع الساعة الخامسة من فجر الخميس".

وكان الأمين العام للحركة، زياد النخالة وضع شروطاً محددة للقبول بوقف النار.

في المقابل، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس، أن "خطة الحزام الأسود لاستهداف كبار قادة الجهاد الإسلامي انتهت، حيث تمكّن الجيش خلال يومين من تحقيق كامل أهدافه، ووجّه ضربة مؤلمة لمنظمة الجهاد الإسلامي".

وأضاف أنه "تم توجيه ضربة ملموسة لمنظومة القيادة والسيطرة للجهاد الإسلامي، بدأت باستهداف القيادي بهاء أبوالعطا الذي كان مسؤولا عن معظم عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من غزة في الأشهر الأخيرة".

وأعلن أدرعي أن الجيش "استهدف نحو 25 مخرباً معظمهم من الجهاد الإسلامي، ينشطون في خلايا مطلقي القذائف الصاروخية، كما استهدف عشرات البنيات التحتية الإرهابية ومجمعات عسكرية فوق الأرض وتحتها، وأيضا مواقع بحرية للجهاد الإسلامي".

وقال إنه تمّ اغتيال القيادي في حركة الجهاد رسمي أبو ملحوس، قبل سريان وقف النار.

إلا أن الناطق باسم "الجهاد الإسلامي"، داوود شهاب، نفى صحة التصريحات الإسرائيلية، قائلاً: "رسمي أبو ملحوس ليس قائداً ولا عضواً بارزاً في الجهاد"، مشيرا الى أن "أبو ملحوس" قضى مع 7 من أفراد عائلته.

بدوره، ألمح وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الى أن قيادة بلاده مستمرة في سياسة الاغتيالات، وقال: "إسرائيل ستؤذي كل من يحاول إيذاءها. الهدوء سيقابل بالهدوء".

back to top