«الكاش هو الملك»... المستثمرون يزيدون حيازاتهم النقدية

نشر في 15-11-2019
آخر تحديث 15-11-2019 | 00:00
No Image Caption
قال 79٪ من الأثرياء، إن بيئة الاستثمار باتت أكثر صعوبة مما كانت عليه قبل خمس سنوات، فيما يرى 66٪ منهم أن الأسواق المالية تتأثر بالأوضاع الجيوسياسية أكثر من الأساسيات الاقتصادية.
بين المستثمرين، يسود شعار "الكاش هو الملك"، الذي يعكس قدراً كبيراً من الحقيقة والمنطقية، فالاحتفاظ بالمزيد من النقود خلال المراحل المتأخرة من دورة السوق يبدو صحياً، لكن بعض المستثمرين تدفعهم هذه الحكمة إلى نطاق بعيد جداً.

في استطلاع رأي حديث أجراه مصرف "يو بي إس" وشمل مجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال الأثرياء، قال المستثمرون الأميركيون، إن أكثر من خُمس محافظهم يتشكل من النقدية، وهو ما يعتقده البعض حكيماً في ظل عدم اليقين الذي يسود الأسواق حالياً.

ومع ذلك، فإن المستثمرين الذين يكدسون النقود قد يدفعون ثمناً باهظاً بمرور الوقت، ليس فقط لضعف مستويات الفائدة، فعلى مدار الخمس سنوات الماضية كانت آثار امتلاك الكثير من الكاش مخفية بسبب قوة الدولار.

لكن عندما ينعكس هذا الاتجاه ويبدأ الدولار في التراجع يتوقع العديد من المحللين الاستراتيجيين، أن يتعرض أصحاب الحيازات النقدية الضخمة لضربة موجعة بسبب ضعف القوة الشرائية لمدخراتهم.

الهوس بالنقدية يتزايد

- الأشخاص الأغنياء الذين شملهم استطلاع "يو بي إس" في جميع أنحاء العالم، قالوا إنهم يحتفظون بـ27 في المئة من أصولهم القابلة للاستثمار في الكاش، ارتفاعاً من 26 في المئة وفقاً للاستطلاع الذي أجراه المصرف السويسري قبل 3 أشهر.

- أبدى 60 في المئة من الأثرياء المشاركين في المسح اتجاههم للنظر في زيادة مستويات الكاش في حيازاتهم، في انعكاس للرؤية القاتمة التي يتبنونها تجاه التوقعات العالمية، بفعل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والاضطرابات في الشرق الأوسط بجانب "بريكست".

- الشعبية المتزايدة للكاش تأتي بخلاف ما يفضله "يو بي إس" الذي يعتبر أكبر مدير للأصول الخاصة في العالم، إذ ينصح محللوه دائماً المستثمرين بالاحتفاظ بـ 5 في المئة فقط من قيمة أصولهم نقداً.

- في مسح آخر، قال 79 في المئة من الأثرياء، إن بيئة الاستثمار باتت أكثر صعوبة مما كانت عليه قبل خمس سنوات، فيما يرى 66 في المئة منهم أن الأسواق المالية تتأثر بالأوضاع الجيوسياسية أكثر من الأساسيات الاقتصادية.

- من جانبها، قالت "بولا بوليتو" مسؤولة استراتيجية العملاء بوحدة إدارة الثروات العالمية التابعة لـ"يو بي إس": التغير السريع في البيئة الجيوسياسية مصدر قلق كبير للمستثمرين حول العالم، إنهم يرون أنه يؤثر على محافظهم أكثر من الأساسيات التقليدية.

الحذر يلزم أصحاب الحيازات الدولارية

- الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة، والسالبة في أماكن أخرى من العالم، دفعت إلى تحقيق عائدات مرتفعة على الأسهم الأميركية، وخلق دورة جيدة لأداء الدولار، لكن يجب ألا يفترض المستثمرون أن قوة العملة الأميركية ستدوم إلى ما لا نهاية.

- يقول كبير مسؤولي الاستثمار لدى "إكسنشال ويلز أدفيزورز"، "تيم كورتني": على مدار الأربعين عاماً الماضية، كان الدولار يتراجع أكثر مما يرتفع، بيد أن السنوات الخمس الماضية شهدت تعزيزاً استثنائياً في قوته.

- لكن المزيج من خفض سعر الفائدة، والعجز الكبير في موازنة الولايات المتحدة، يمكن أن يعيد ذلك الدولار إلى مسار الانخفاض طويل الأجل، وإذا كان المرء يكسب 1 في المئة أو 2 في المئة على الكاش الذي يحوزه، فإن القوة الشرائية له ستتآكل بسرعة، وربما بمقدار 10 في المئة إلى 15 في المئة إذا استمر ضعف العملة لخمس أو عشر سنوات.

- قد يحتفظ المستثمرون الذين يعتمدون على محافظهم الاستثمارية لتغطية جميع احتياجاتهم من الدخل، بما يصل إلى أربع سنوات من نفقات المعيشة من النقدية وبدائلها ومصادر الدخل الثابت عالية الجودة.

- يقول كورتني: هذا هو متوسط الوقت الذي يستغرقه السوق للعودة إلى ذروته بعد الهبوط الحاد، يجب أن يتطلع المستثمرون إلى الإبقاء على حصة صغيرة من النقد، تعادل 5 في المئة أو قرب هذا المستوى، على افتراض أن لديهم أموالاً طارئة تكفي لتغطية احتياجات 6 أشهر إلى سنة من المصروفات.

- قد تبدو العائدات فوق صفر في المئة ودون 1.5 في المئة لا تستحق العناء بالنسبة للكثيرين، لكنها تتراكم مع مرور الوقت، ويمكنها أن توفر سبيلاً للمستثمر كي يغطي آثار التضخم، بحسب كورتني.

back to top