33 قتيلاً في غزة... ومئات الصواريخ على إسرائيل

تل أبيب تسعى إلى تحييد «حماس» وتدعوها إلى لجم الفصائل... وارتباطات «الجهاد» تعرقل تبلور أي وساطة

نشر في 14-11-2019
آخر تحديث 14-11-2019 | 00:04
 رتلٌ من الدبابات الإسرائيلية على حدود غزة أمس (أ ف ب)
رتلٌ من الدبابات الإسرائيلية على حدود غزة أمس (أ ف ب)
لليوم الثاني على التوالي، تواصَلَ التصعيد بقطاع غزة، بعد أن استهدفت «إسرائيل» حركة الجهاد الاسلامي. وبينما بدا أن «تل أبيب» تحاول تحييد «حماس» عن المعركة، أشارت مصادر إلى أن الارتباط الإقليمي لأحد أجنحة «الجهاد» يعقد محاولات الوساطة.
لليوم الثاني على التوالي، استمر، أمس، التصعيد في قطاع غزة، مع تكثف الغارات الإسرائيلية، وإطلاق صواريخ على إسرائيل، بعد اغتيال إسرائيل لقيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" بالقطاع، والفشل في قتل آخر في دمشق.

وارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية الى ٣٣ قتيلا فلسطينيا من بينهم القيادي في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" بهاء أبوالعطا وزوجته، اللذان قتلا في عملية محددة الهدف أمس الأول، و69 إصابة بجراح مختلفة.

في المقابل، استيقظ السكان في مدينتي نتيفوت وعسقلان الإسرائيليتين على أصوات صافرات الإنذار التي أطلقت لتحذير السكان من الصواريخ، ومن أجل النزول الى الملاجئ. وعلقت وزارة التربية والتعليم في إسرائيل، أمس، الدراسة في جميع المدارس والجامعات بالبلدات والمستوطنات القريبة من غزة.

وأعلنت "سرايا القدس" مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ قائلة، إنها "رد طبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني".

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 2 بسقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على منزل في مدينة عسقلان.

نتنياهو

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، في مستهل جلسة الحكومة "نواصل ضرب الجهاد الإسلامي بعدما قضينا على قائده الكبير في قطاع غزة، وإن اعتقد قادة الجهاد الإسلامي أن هذه الرشقات والإصابات ستضعفنا وستخفف من عزيمتنا فهم مخطئون، لذا أمامهم خيار واحد إما الكف عن شن الهجمات، أو تكبد المزيد من الضربات. هذا هو الخيار أمامهم".

وأضاف نتنياهو: "أعتقد أن هذه الرسالة باتت تستوعب لدى الجهاد الإسلامي، وهم يدركون أننا سنستمر في ضربهم بلا رحمة، وأن قوة إسرائيل كبيرة، وأن إرادتنا كبيرة جدا".

وأكد "دمرنا خلال الـ 24 ساعة الماضية أهدافا مهمة تابعة للجهاد الإسلامي، واستهدفنا خلايا إرهابية خططت لإطلاق صواريخ على دولة إسرائيل، وبعضها كان على وشك الإطلاق".

وأشار إلى أن "نظام القبة الحديدية نجح في اعتراض أكثر من 90 في المئة من الصواريخ التي أطلقت علينا".

بينيت

وفي أول تصريح له كوزير دفاع، أعلن نفتالي بينت أن اغتيال أبوالعطا كان "خطوة ضرورية لضمان أمن إسرائيل"، واصفاً إياه بأنه كان "مهندسا إرهابيا"، مشددا على أن "​الحكومة الإسرائيلية​ لن تتردد في التصرف مستقبلا، وقد بعثنا برسالة واضحة إلى جميع أعدائنا أينما كانوا لكل من يخطط للإضرار بنا، ألا يكون على قناعة بأنه سيبقى على قيد ​الحياة​، وكنتم وستظلون في مرمى نيراننا".

بدوره، هدّد وزير الطاقة الإسرائيلي وعضو الكابينيت يوفال شتاينتش أمس، "بتوسيع دائرة الهجمات في غزة، إذا لم تجبر حركة حماس الفصائل على وقف إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل".

كما توقع وزير الداخلية أرييه درعي، أن يستمر التصعيد الحالي عدة أيام أخرى.

من جانبه، قال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش، امس، انه تم رصد إطلاق نحو 220 قذيفة من قطاع غزة، تمكنت منظومة "القبة الحديدية" من اعتراض العشرات منها.

أهداف محصورة

وفي إشارة غير معتادة، كانت الأهداف الإسرائيلية محصورة بمواقع "الجهاد" لا "حماس"، في ما يبدو أنه تجنب لتصعيد كبير، وسارع المعلقون الإسرائيليون إلى التركيز على هذا الأمر.

وكتب المعلق بن كاسبيت في صحيفة "معاريف" اليمينية، "لأول مرة في العصر الحالي، تميز إسرائيل بين حماس والجهاد الإسلامي". وأضاف "بذلك تكون انحرفت إسرائيل عن مبدأها المغطى بالحديد وهو أن "حماس"، بصفتها القوة الحاكمة في غزة، يجب أن تدفع ثمن أي إجراء يقوم به أي شخص في القطاع. لم يعد الأمر كذلك الآن".

من جهتها، كتبت صحيفة "هآرتس" انه "في أعقاب التصعيد عملت مصر وجهات دولية أخرى على التهدئة في المنطقة. وتمت ممارسة الضغط الرئيسي على "حماس"، المسيطرة على القطاع، في محاولة لمنعها من الانضمام إلى الجهاد الإسلامي في الهجمات على إسرائيل".

لكن الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم، صرح قائلاً: "نقول للاحتلال لن تستفرد بالجهاد الإسلامي"، موضحاً أن "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس"، تقف "جنباً إلى جنب مع سرايا القدس في القتال".

وأعربت فرنسا عن أسفها إزاء "التصعيد"، معتبرة أنّ "الاستقرار المستدام في القطاع لن يتحقق سوى بعودة السلطة الفلسطينية إليه وبتحقيق رفع مشروط للحصار".

ملادينوف

وإلى القاهرة، وصل أمس، المنسق الأممي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف قادما من تل أبيب، للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في إطار جهوده لخفض التصعيد في غزة.

وعلمت "الجريدة" أن مطلب ملادينوف الرئيسي، خلال مباحثاته مع المسؤولين الدبلوماسيين والأمنيين المصريين، الذين التقاهم أمس في القاهرة، ضرورة التدخل لدى الفصائل الفلسطينية، الذين تملك القاهرة نفوذاً عندهم للتمسك بـ"ضبط النفس"، لإتاحة الفرصة أمامه لتكثيف الاتصالات بالجانب الإسرائيلي.

وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ"الجريدة"، إن القاهرة لديها علاقات وثيقة مع أحد جناحي حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، بينما يخضع الجناح الآخر، وهو الأقوى حالياً في صفوف الحركة، للنفوذ الإيراني تماماً.

من ناحيته، قال مصعب البريم المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي "لا حديث عن وساطات، وليس من المناسب الحديث عنها مع احترامنا لأي جهد عربي، وعند استكمال رسالة الرد يمكن الحديث عن الهدوء".

وشهد قطاع غزة 3 حروب بين إسرائيل و"حماس" منذ عام 2008.

ويأتي هذا التطوّر في وقت حساس سياسيا بالنسبة لإسرائيل. فعقب الانتخابات النيابية في 17 سبتمبر، التي لم تؤد الى أغلبية كافية لحزب معين تمكنه من تشكيل حكومة، حاول نتنياهو تشكيل ائتلاف، ولكنه تخلى عن محاولاته في 21 أكتوبر، في ثاني إخفاق هذا العام.

back to top