«عزل ترامب»: عرض سياسي كبير أمام الكاميرات

أولى جلسات الاستماع العلنية لشهود رئيسيين بعد جلسات مغلقة بالكونغرس

نشر في 13-11-2019
آخر تحديث 13-11-2019 | 00:03
مؤيدون لترامب يشاركون أمس الأول في عرض عسكري بذكرى المقاتلين القدامى في نيويورك (أ ف ب)
مؤيدون لترامب يشاركون أمس الأول في عرض عسكري بذكرى المقاتلين القدامى في نيويورك (أ ف ب)
يبدأ عرض سياسي كبير اليوم، في واشنطن مع أولى جلسات الاستماع العلنية لشهود رئيسيين في التحقيق الرامي إلى عزل دونالد ترامب الذي يصف الأمر بأنه «مهزلة» متوعداً بالانتقام من الديمقراطيين في انتخابات 2020.

فبعد أسابيع من جلسات الاستماع الطويلة حول القضية الأوكرانية التي جرت في جلسات مغلقة في الكونغرس، ستسمح الجلسات الجديدة للأميركيين «بسماع أشخاص يتحلون بروح وطنية عميقة وهم يروون قصة رئيس قام بابتزاز بلد ضعيف عبر تأخير تسليم المساعدات العسكرية»، وفق ما قال النائب الديمقراطي جيم هايمز.

يفتتح بيل تايلور القائم بالأعمال الأميركي في كييف الجلسة متحدثاً أمام لجنة الاستخبارات القوية بمجلس النواب.

لم يقع اختيار الديمقراطيين عليه عشوائياً، فروايته التي أدلى بها في أكتوبر هي من بين تلك التي تؤكد بوضوح الشكوك حول ابتزاز دونالد ترامب لأوكرانيا.

تشير هذه المرحلة من جلسات الاستماع العلنية إلى أن الديمقراطيين يقتربون من نهاية تحقيقهم لتشكيل ملف اتهامي «دعوى بالعزل» ضد رئيسهم الملياردير. وهو إجراء استثنائي لم تشهد له الولايات المتحدة مثيلاً منذ أكثر من 20 عاماً مع قضية مونيكا لوينسكي ضد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون.

يتهم الديمقراطيون اليوم ترامب بإساءة استخدام سلطاته الرئاسية عن طريق الضغط على أوكرانيا خدمة لمصلحته الانتخابية.

وفي أساس القضية: محادثة هاتفية في 25 يوليو طلب خلالها من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أن «يهتم» بأمر نائب الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن الذي يبدو في وضع جيد لمواجهته في السباق إلى البيت الأبيض في عام 2020.

ويُشتبه في أن الرئيس الجمهوري اشترط حينها من أجل صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار يفترض أن تتسلمها أوكرانيا، أن تعلن كييف أنها ستحقق بشأن هنتر بايدن، نجل جو بايدن، الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة غاز «بوريسما» الأوكرانية الكبيرة.

لكن البيت الأبيض وصف الأمر بأنه «تشهير» رافضاً التعاون في التحقيق، أما ترامب فلا يكل عن الحديث عن «حملة مطاردة» أو حتى محاولة «انقلاب» ضده.

وكتب على «تويتر» أمس الأول، «المكالمة مع الرئيس الأوكراني كانت مثالية ولم نرتكب أي خطأ»، داعياً أتباعه إلى قراءة النص الذي نشره البيت الأبيض. ويركز ترامب الذي تؤيده أغلبية كبيرة من البرلمانيين الجمهوريين على تشويه سمعة المبلغ عن المخالفة، وهو عضو في أجهزة الاستخبارات كان وراء الكشف عن القضية.

وطلب الأعضاء الجمهوريون في لجنة الاستخبارات دون جدوى بأن يدلي هنتر بايدن والمبلغ الذي ما زال مجهولاً ويحظى بالحماية من الأعمال الانتقامية بشهادة علنية.

لم يتم تحديد الجدول الزمني للجلسات رسمياً بعد، لكن افتتاح جلسات الاستماع العامة يجعل احتمال التصويت على «العزل» قريباً، وربما بحلول نهاية العام. ويجب أن يقر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموقراطيون لائحة الاتهام.

ثم يعود إلى مجلس الشيوخ حيث يشكل الجمهوريون الأغلبية إجراء محاكمته السياسية. وسيكون دعمهم حاسماً لمستقبل الملياردير.

ويبدو من غير المرجح في الوقت الحالي أن يتمكن الديمقراطيون من إقناع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين العشرين أو نحو ذلك اللازمين لإزاحته. وسيتم بالتالي «تبرئة» ترامب على الأرجح.

ولكن تحت قيادة آدم شيف المتكتم الذي أصبح هدفاً لهجمات ترامب، يواصل الديمقراطيون تحقيقهم.

فقد جمعوا شهادات نحو 10 من المسؤولين اعتبروها كافية لتوجيه الاتهام ونشر محتواها واستدعاء بعض الشهود مجدداً أمام الكاميرات.

وأكد بيل تايلور أن السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، أوضح بصراحة للأوكرانيين شروط الصفقة في سبتمبر، وفقاً للرواية التي سمعها ومفادها بأنه «لن يتم الإفراج عن أموال المساعدة الأمنية طالما لم يلتزم الرئيس زيلينسكي ببدء التحقيق بشأن بوريسما».

وستستمع لجنة الاستخبارات بعد ذلك من جورج كنت، المسؤول في وزارة الخارجية المختص بشؤون أوكرانيا.

ثم تستمع بعد غد إلى السفيرة الأميركية السابقة في كييف ماري يوفانوفيتش التي أعفيت فجأة من مهامها في الربيع بعد أن كانت موضوع حملة عدائية قادها رودي جولياني.

back to top