إسرائيل تستهدف «الجهاد»... وجولة تصعيد في غزة

الحركة ترد بـ 170 صاروخاً على قتل أحد قيادييها في القطاع وفشل اغتيال آخر بدمشق

نشر في 13-11-2019
آخر تحديث 13-11-2019 | 00:04
صاروخ من «القبة الحديدية» الإسرائيلية لحظة انطلاقه لاعتراض صواريخ من غزة أمس        (أ ف ب)
صاروخ من «القبة الحديدية» الإسرائيلية لحظة انطلاقه لاعتراض صواريخ من غزة أمس (أ ف ب)
في أخطر تصعيد منذ أشهر وفي ضربة موجهة ونادرة بقطاع غزة، قتلت إسرائيل قائداً ميدانياً رفيع المستوى بحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، إضافة إلى 3 آخرين، وردّ الفلسطينيون بإطلاق صواريخ على عدّة مدن في إسرائيل، التي كانت إحدى طائراتها استهدفت منزل مسؤول آخر بـ «الجهاد» في دمشق.
تلقّت «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية المدعومة من إيران، وهي ثاني أكبر الفصائل المسلحة في غزة بعد حركة «حماس»، ضربات موجعة من إسرائيل التي قتلت القيادي في «سرايا القدس» الجناح العسكري لـ «الجهاد»، بهاء أبوالعطا في غارة استهدفت منزله بحي الشجاعية في قطاع غزة، اضافة إلى عنصرين من «وحدة إطلاق الصواريخ»، في حين أفادت وسائل إعلام سورية رسمية بأن إسرائيل نفّذت هجوماً صاروخياً استهدف منزل عضو المكتب السياسي لـ «الجهاد»، أكرم العجوري في دمشق، مما أدى إلى مقتل أحد أبنائه.

وأثارت هذه العمليات مخاوف من جولة عنف جديدة، ومن تصعيد كبير بين إسرائيل وفصائل قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس» المتحالفة مع «الجهاد» التي ردّت على اغتيال أبوالعطا وزوجته أسماء (39 عاماً) وإصابة نحو 30 آخرين بإطلاقها نحو 170 صاروخاً باتجاه مستوطنات في جنوب اسرائيل.

دمشق

في المقابل، نجا عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي»، أكرم العجوري من محاولة اغتيال في العاصمة السورية دمشق، أسفرت عن مقتل نجله.

وأعلنت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية «سانا» أن شخصين قتلا وأصيب 6 آخرون باستهداف مبنى مجاور للسفارة اللبنانية في حي المزة الغربية في دمشق.

نتنياهو

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعطى الموافقة شخصياً على اغتيال أبوالعطا، أن القتال قد يطول مع «حركة الجهاد».

وعقب اجتماع استمر 3 ساعات لمجلس الوزراء المصغر (الكابينت)، قال نتنياهو للصحافيين بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب، إن «إسرائيل لا تسعى للتصعيد، لكننا سنفعل كل شيء لحماية أنفسنا وهذا قد يستغرق وقتا. المطلوب هو الجَلَد والهدوء».

وكشف أن «قرار اغتيال أبوالعطا، نوقش في الكابينت خلال الأشهر الماضية، وتمت المصادقة على قتله قبل أيام، وقد كلفني الطاقم الأمني بتحديد الموعد الملائم لتصفيته».

وقال نتنياهو إن «أبوالعطا المُكنّى بأبو سليم، هو المحرض الإرهابي الأبرز في قطاع غزة وكان قنبلة موقوتة وقرار اغتياله تم بالإجماع»، مضيفا: «كل الإرهابيين يفكرون بنفس الطريقة. يعتقدون أن بإمكانهم إلحاق الضرر بالمدنيين ثم الاختباء وسط المدنيين، وقد أثبتنا أن بإمكاننا توجيه ضربات بدقة جراحية».

أدرعي

من ناحيته، قال الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي في سلسلة تغريدات، إن «أبوالعطا نفذ عملياً معظم نشاطات حركة الجهاد في غزة، كما قاد وتورط بشكل مباشر في العمليات ومحاولات استهداف مواطني إسرائيل وجنود جيش الدفاع بطرق مختلفة، ومن بينها إطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص وإطلاق طائرات مسيرة وغيرها».

تنديد فلسطيني

وبينما حمّلت الرئاسة الفلسطينية «حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في القطاع باستهدافها للمواطنين والممتلكات»، توعّدت «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة» في غزة، والتي تضم الأذرع العسكرية للفصائل باستثناء حركة «فتح»، في بيان بألا يمر اغتيال أبوالعطا «من دون عقاب».

من جهتها، نعت «سرايا القدس» أبوالعطا، «قائد المنطقة الشمالية» وأعلنت حال استنفار قصوى في صفوفها، وتوعدت بأن «اغتيال القائد أبوالعطا هو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني».

ولم يتأخر ردّ «السرايا»، إذ استهدفت مستوطنات سديروت وأسدود والخضيرة والقدس برشقات صاروخية.

وكتب أدرعي على «تويتر»: «تم رصد إطلاق نحو 170 قذيفة صاروخية من غزة باتجاه إسرائيل، وقد تمكّنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض نحو 60 منها».

صفارات الإنذار

وأطلقت صفارات الإنذار في غلاف غزة وفي مدن وسط إسرائيل منها تل أبيب للتحذير من الصواريخ.

وأعلن الجيش رفع حال التأهب على حدود القطاع وإغلاق المعابر، وتعطيل المدارس وفتح الملاجئ في المستوطنات القريبة من غزة، ووقف حركة القطارات في الجنوب، وتقليص مساحة الصيد في غزة إلى 6 أميال حتى إشعار آخر.

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن أكثر من مليون تلميذ وطالب تغيبوا عن الدراسة أمس.

ولاحقاً، شنّ الجيش الإسرائيلي «موجة غارات أخرى» ضد أهداف تابعة لـ «الجهاد» في غزة، مما أسفر عن مقتل «عنصرين من منظومة إطلاق القذائف الصاروخية التابعة للجهاد الإسلامي في شمال غزة، كانا يشكّلان تهديداً فورياً».

كما قتل زكي محمد عدنان غنامة (25 عاما) في غارة أخرى استهدفت بيت لاهيا في شمال غزة.

وبعد ساعات من اغتيال أبوالعطا، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأن «إسرائيل نقلت رسالة لقادة غزة عبر مسؤولي الاستخبارات المصرية بأنها لا تريد التصعيد، وأن الهدوء من القطاع سيقابل بهدوء من إسرائيل».

إلا أن وكالة «معا» الفلسطينية، أفادت بأن «الجهاد أغلقوا هواتفهم ويرفضون التعاطي مع أي جهود إقليمية أو دولية لوقف التصعيد في القطاع».

من هو العجوري؟

أثار استهداف إسرائيل القيادي في «الجهاد الإسلامي» أكرم العجوري في دمشق تزامناً مع اغتيال قائد «سرايا القدس» بغزة بهاء أبو العطا التساؤلات، حول علاقة القائدين وأسباب استهدافهما معاً.

وتتهم الاستخبارات الإسرائيلية العجوري بلعب دور المنسق الرئيسي بين الحرس الثوري الإيراني والجناح العسكري لـ «الجهاد الإسلامي» المعروف باسم «سرايا القدس» وتقول إن إطلاق القذائف الصاروخية بشكل دوري من قطاع غزة على المستوطنات في محيط القطاع يدل على أن إيران وجدت وكيلاً جديداً على الحدود، يتمثل بشبكة تابعة لحركة «الجهاد الإسلامي».

وتعتبر تل أبيب أن إيران معنية بمواصلة شن هجمات منخفضة الوتيرة من سورية أيضاً ضد إسرائيل، وتعتبر أن العجوري المقيم في دمشق يؤدي دوراً قيادياً في هذا المجال.

ويعتبر العجوري الشخصية الأقوى داخل «الجهاد» جراء نفوذه الممتد على القيادات في قطاع غزة حيث مركز وقوة الحركة، وهو شخصية مقربة جداً من العديد من مراكز القرار في المنطقة ورغم الخلافات الكثيرة التي كانت تدور بينه وبين الأمين العام السابق رمضان شلح، لكن الأخير لم يستطع استثناءه من صناعة القرار نتيجة نفوذه الكبير في القطاع وخارجه داخل «الجهاد»، وقد خاض الانتخابات وحصل على ثانية أعلى نسبة أصوات بعد نخالة.

جولة القتال الحالية قد «تستغرق وقتاً» وقرار الاغتيال اتُّخذ قبل أيام نتنياهو
back to top