سورية: دبابات أميركية ثقيلة إلى تل تمر

تواصل المعارك السورية ـ التركية... وصحف روسية عاتبة على الأسد

نشر في 11-11-2019
آخر تحديث 11-11-2019 | 00:03
صبية يطالعون جندياً أميركياً خلال دورية مشتركة مع الوحدات الكردية بالحسكة أمس الأول   (أ ف ب)
صبية يطالعون جندياً أميركياً خلال دورية مشتركة مع الوحدات الكردية بالحسكة أمس الأول (أ ف ب)
مع احتدام المعارك في ريف الحسكة بين الجيش السوري والوحدات الكردية ضد القوات التركية والفصائل الموالية لها، تحركت القوات الأميركية على متن عربات ودبابات "أبرامز"، التي ظهرت في المنطقة لأول مرة، باتجاه بلدة تل تمر شرق الفرات.

ووفق شبكة "روسيا اليوم"، فإن القوات الأميركية سلكت الطريق الدولي "إم 4" من قاعدتها "قسرك" باتجاه تل تمر، بعد أيام من تكثيف انتشارها قرب حقول النفط وإنشائها قاعدتين جديدتين لحمايتها من تنظيم "داعش" أو أي جهات أخرى.

وبعد ساعات على استعادة الجيش السوري السيطرة على قرية أم شعيفة وتقدمها باتجاه المحمودية في ريف رأس العين، قصف سلاح الجو التركي أمس المنطقة الحدودية شمال الحسكة ونفذت الفصائل المولية له سلسلة هجمات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة على أم الكيف والدردارة والأسدية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا" والروسية "سبوتنيك".

وعلى الفور، بدأ الجيش السوري بالرد على مصادر الإطلاق لينتقل المشهد الميداني إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من 12 من الفصائل الموالية لتركيا، وإصابة 8 بينهم قائد عمليات الحسكة اللواء أحمد شريف أحمد والعقيد منيف منصور ومقاتلين أكراد، إضافة لكادر قناة "الإخبارية" الحكومية خلال تغطية الاشتباكات في أم شعيفة.

ومع تأكيد الرئيسين رجب طيب إردوغان وفلاديمير بوتين تمسكهما باتفاق وقف عملية "نبع السلام" الهادفة لإبعاد الوحدات الكردية عن الحدود وإقامة المنطقة الآمنة، أفاد المرصد السوري أمس بوصول 5 مدرعات روسية إلى منطقة الدرباسية، وانتقلت إلى قرية شيريك، حيث التقت مع القوات التركية لتفقد المنطقة وسط أنباء عن سقوط طائرة استطلاع في قرية صورصور.

في غضون ذلك، اعتبر الرئيس بشار الأسد أن هدف السلطات البريطانية من احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غريس1" في يوليو الماضي إلحاق الضرر بالشعب وإجباره على دفع الثمن جراء وقوفه مع حكومته.

وقال الأسد، في مقابلة تنشرها "روسيا اليوم" كاملة اليوم، إن "بريطانيا مارست قرصنة باعتراضها الناقلة، بزعم أنها كانت تنقل وقود تدفئة للسوريين، مضيفاً: "كان هناك من يتوقع من السوريين أن ينتفضوا خلال المراحل المختلفة من الحرب ويقدموا الدعم للإرهابيين والمعارضة المسلحة المعتدلة وملائكة الخوذ البيضاء، لكنهم لم يفعلوا بل وقفوا مع حكومتهم ولذلك كان يجب أن يعانوا".

وفي تغيير مفاجئ، اعتبرت وسائل إعلام روسية مقربة من الكرملين أن دور الأسد ونظامه ربما انتهى كونه لا يحظى بتأييد شعبي كافٍ ليفوز بفترة رئاسية جديدة لو حصلت انتخابات حرة مستقبلاً.

وعللت وكالة "تاس" الحكومية موقفها بعدم قيام دمشق بإجراء أي تغيير في سياستها الداخلية والإقليمية والدولية، مؤكدة أنها لا تريد العملية السياسية وتسعى لعرقلة أعمال اللجنة الدستورية لأن الأسد لا يريد الوصول إلى انتخابات رئاسية حرة.

وعرضت "روسيا اليوم" مقالاً مترجماً عن صحيفة "زافترا" وجه الانتـقاد لتصريحات الأسد الأخيرة و"غير المقبولة بتاتاً" عن لجنة الدستور وسبّه الرئيس التركي، مؤكداً أن نظامه يحظى بتأييد نسبة 20 في المئة فقط من الشعب و50 في المئة مع تغيير جذري في المنظومة.

وأشارت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى أن حكومة الأسد تمارس نهجاً قمعياً لمعالجة مشاكل القبائل المحلية وغالباً ما تم إهمال سلطة شيوخها، كما تم تأييد الحملات المدعومة بقوة من إيران لإجراء تغييرات ديمغرافية في مناطق يقطنها السنة. وتحت ضغط احتجاز الحرس الثوري ناقلة بريطانية بزعم "تعطيلها نظام تحديد المواقع وإلقاء نفايات نفطية في مضيق هرمز، أفرجت المملكة في أغسطس الماضي عن "غريس1" بعدما منعتها سلطات جبل طارق والبحرية الملكية من التحرك للاشتباه في نقلها نفطاً إيرانياً إلى سورية، بالمخالفة للعقوبات الأوروبية على دمشق.

back to top