المسرحية الغنائية «البؤساء» تثير مشاعر الفنزويليين

تعرض على مسرح تيريسا كارينيو في كراكاس

نشر في 08-11-2019
آخر تحديث 08-11-2019 | 00:00
تأخذ المسرحية الغنائية «لي ميزيرابل» نكهة خاصة في كراكاس، إذ يتماهى المتفرجون الفنزويليون كثيراً مع مغامرات جان فالجان وكوزيت وغافروش على خلفية الأزمة السياسية والحواجز والكارثة الاقتصادية التي تتخبط بها البلاد.
ويسدل الستار على مسرح تيريسا كارينيو في كراكاس، ويغلب التأثر على الحضور، في حين يعلو التصفيق الحار في القاعة للفرقة الفنزويلية كاملة، التي تقدم المسرحية الغنائية المستوحاة من رائعة فيكتور هوغو على مدى عشرة أيام.
ويؤكد الباريتون غاسبار خافيرت أن الجمهور الفنزويلي «يتماهى بعمق» مع الشخصيات والأجواء السياسية والاقتصادية التي كانت مهيمنة على فرنسا في مطلع القرن التاسع عشر.
وأفضل مَن مثَّل في مسرحية "البؤساء" الممثلة الإنكليزية آن هاثاواي، ونالت جائزة الأوسكار عام 2012.
تستقطب مسرحية "لي ميزيرابل"، للكاتب العبقري فيكتور هوغو، الفنزويليين وتساعدهم في تخطي صعوباتهم الحالية، إذ تمر فنزويلا بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها المعاصر.

وقالت غابرييلا اوروبيسا البالغة 43 عاماً، التي حضرت العرض، إن ثمة ميزة علاجية في متابعة مغامرات السجين السابق جان فالجان في محاولته إنقاذ كوزيت، وفي وفاة غافروش على المتاريس خلال الانتفاضة الجمهورية في يونيو 1832 في باريس.

وأوضحت: "هذه الرواية الكلاسيكية المرجعية تتكيف مع كل الحقب وهي رائعة بالنسبة إلينا".

وأكدت ماريانا غوميس التي تؤدي دوراً في المسرحية "خلال التدريبات الأولى، غلب علينا التأثر الكبير وكنا نبكي".

وهي تأثرت خصوصاً بمشهد المتاريس، وتقول الممثلة بهذا الصدد "ثمة معاناة كبيرة" من دون أن تذكر صراحة القتلى الذين سقطوا خلال التظاهرات في بلدها.

وإضافة إلى مسألة "التماهي" مع موضوع المسرحية، شكّل إنتاج هذه الملحمة نجاحاً لوجستياً و"عمل تمرداً" على الأزمة وفق ما أكدت المنتجة كلوديا سالاسار التي احتاجت إلى ثلاثة أعوام لإنجاز المشروع.

وكانت المعركة صعبة، فمسرح تيريسا كارينيو ليس في أفضل حالاته، وهو افتتح عام 1983، لكنه بات اليوم يستضيف مناسبات سياسية تنظمها السلطات أكثر منه مسرحيات وحفلات موسيقية.

وعندما بدأت فرقة المسرحية تتمرن في المسرح، لم يكن مكيّف الهواء يعمل، وقد دفع المنتجون كلفة تصليحه لكنهم اضطروا إلى تقليص عدد المتفرجين من 2500 إلى 1400 شخصاً للوصول إلى تهوية مناسبة.

من جهته، حوّل المخرج الفرنسي روبير حسين "لي ميزيرابل" إلى مسرحية غنائية عام 1980. وهي باتت تشكل بصيص أمل في ليل كراكاس الحالك حيث ترغم الجريمة العالية الفنزويليين على ملازمة منازلهم عند مغيب الشمس فيما الصعوبات المالية الجمة أدت إلى تقليص الفعاليات الثقافية.

بدوره، قال الطالب ريكاردو سكينازي البالغ من العمر 21 عاماً، إن مشاهدة عرض مسرحي "يجعلنا نشعر بأننا في بلد طبيعي ولو للحظة".

لكن حضور هذه المسرحية يكلف غالياً، إذ تراوح أسعار البطاقات بين 30 و65 دولاراً، فيما الحد الأدنى للأجور في فنزويلا يعادل 15 دولاراً.

back to top