دروس وعبر

نشر في 05-11-2019
آخر تحديث 05-11-2019 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي أثناء عملي رئيسا للبعثة الدبلوماسية في مدينة كراكاس عاصمة جمهورية فنزويلا الصديقة تلقيت دعوة كريمة من وكالة الفضاء الأوروبية لحضور حفل إطلاق القمر الصناعي العربي "عرب سات" من القاعدة البحرية الفرنسية في جمهورية غوايانا الفرنسية، وكان الأخ والصديق العزير ريمون قبشة المستشار السياسي للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز يرافقني في تلك الرحلة، ونظراً لعدم تمكننا من دخول العاصمة "كايين"، فقد استضافنا الصديق العزيز "فرانسوا قبشة" في منزله الرائع الذي يقع على أحد مشارف غابات الأمازون الهائلة التي تعتبر رئة العالم، والتي تتميز بالتنوع في الأشجار والنبات والأزهار وأنواع الكائنات الحية ومساقط المياه والأنهار ومناظر رائعة يصعب وصفها.

وأنا أشاهد تلك الأمواج من البشر التي تتحرك على مساحة الشوارع في "لبنان" الشقيق عادت بي الذاكرة إلى تلك الأمسية في ذلك البيت الرائع في جلسة رائعة، ضمت عدداً من العائلات اللبنانية التي هاجر رعيلها الأول من لبنان إلى هذه الديار، بعيدين عن لبنان بأجسادهم قريبين منه بقلوبهم، ويحملونه بوجدانهم.

تحدث الجميع عن "لبنان" الوطن وكأنه لوحة مرسومة في وجدانهم، إنه لبنان فيروز وهي تخاطب "جارة الوادي"، لبنان الوادي والجبل وأشجار الزيتون والتفاح وألحان الرحابنة، يتردد صداها في ذلك الاتساع، لبنان الضيعة وقد تشابكت أيدي الشباب والشابات في رقصة الدبكة الرائعة، لبنان الفن والأدب والثقافة والحرية ومهوى الشعراء ورجال الإعلام والأدباء، لبنان الرخاء والرفاهية، كم هي رائعة تلك اللوحة!!

والآن في ظل ما تشهده شوارع لبنان من أمواج من البشر تشتكي من معاناة قاسية فاض بها اليأس، فلم تجد إلا الشارع ليصهر الجميع في عالم الألم والمعاناة، ألا تستحق منا هذه الأوضاع التي وصل إليها هذا الوطن على الرغم مما أفاء الله عليه من خيرات، ففقد الأمن والأمان والرخاء والرفاهية، ألا تستحق منا هذه الأوضاع أن نتعظ؟ والتساؤل موجة لكل دول المنطقة وبشكل خاص لدول مجلس التعاون.

كم نتمنى أن تهب دولنا بكل مكوناتها لنتصالح مع شعوبنا، كم نتمنى أن تنعم الشعوب بخيرات بلادها، وألا تكون حكراً لفئة دون غيرها حتى لا تكون دولة بين الأغنياء، لنوقف سيول الفساد التي جرفت خيرات البلاد، كم نتمنى أن يحظى المواطن بمستوى راق من التعليم والصحة، لنعمل بجد لإزالة الأزمات المتراكمة وتلاحم وترابط دول المجلس وشعوبه فالأوضاع لا تحتمل المزيد.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

الإخوة أعضاء مجلس الأمة

قبل أسابيع قليلة تحدث العضو الكريم في مجلس الأمة السيد عبدالوهاب البابطين عما تم صرفه من مبالغ تجاوزت الملايين قيمة "نهاية الخدمة" لإخوة أعزاء من دول شقيقة خدموا الوطن، أثار ذلك المقطع من كلمة العضو الكريم شجون الإخوة سفراء دولة الكويت المتقاعدين الذين جابوا الدنيا، وعلى مدى يقارب الأربعين عاما حاملين رايات الوطن، وتعرضوا للكثير من الأخطار التي كانت تهدد حياتهم وعائلاتهم، ولعل فترة الغزو والاحتلال الغاشم لبلادنا الغالية شاهد على تلك المعاناة، ففي الوقت الذي أنزلت فيه رايات الوطن داخل الوطن ارتفعت تلك الراية خفاقة على مباني البعثات الدبلوماسية في كل أنحاء الدنيا، وتحولت تلك المباني إلى خط الدفاع الأول للوطن، فيا ترى لماذا حرم السفراء من نهاية الخدمة؟ ثم إن كانت وزارة الخارجية قد تخلت عنهم، فلماذا لم يتصدّ أعضاء المجلس أو بعضهم لهذا الموضوع؟ وهل يعتقد الأعضاء بأن السلك الدبلوماسي لا يمثل رقما انتخابيا؟ إن كان كذلك ألا يكفي أنهم أبناء الكويت؟

هذه ليست شكوى فما قمنا به يحتمه الواجب تجاه بلد يسكن القلب والوجدان، وهي ليست استغلالاً لقرب الوصول إلى انتخابات برلمانية.

back to top