الحمية القليلة الكربوهيدرات... لمَ تساعد في خسارة الوزن وعدم استرجاعه؟

نشر في 05-11-2019
آخر تحديث 05-11-2019 | 00:00
No Image Caption
استخلصت أكبر وأطول دراسة غذائية اختبرت «نموذج الكربوهيدرات-الإنسولين» أن استهلاك الكربوهيدرات المتدني يحرق مقداراً أكبر من السعرات الحرارية، وذلك يساعد الإنسان في الحفاظ على خسارة الوزن فترات أطول.

قادت الدكتورة كارا إبيلينغ، بالتعاون مع الدكتور ديفيد لودفيغ، من مستشفى بوسطن للأطفال في ماساشوستس، دراسة جديدة نُشرت أخيراً في مجلة BMJ.

بحسب الدراسة، عندما نخسر الوزن، يتكيّف الجسم بخفضه إنفاقه الطاقة. بكلمات أخرى، يحرق مقداراً أقل من السعرات الحرارية. بهذه الطريقة، تحمي عملية الأيض نفسها من تبدلات الوزن طويلة الأمد.

ولكن عندما تكون خسارة الوزن متعمدة، يسبب رد الفعل التكيّفي هذا الاستياء لمن يتبع حمية غذائية لأنها تؤدي إلى استعادة الوزن.

صحيح أن زيادة الوزن بعد اتباع حمية منحفة تُعتبر ظاهرة واسعة الانتشار، إلا أن الباحثين لا يعرفون الكثير عن كيفية تأثير الحميات الغذائية في طريقة تفاعل العملية الأيضية معها.

لكن ما يُدعى نموذج الكربوهيدرات-الإنسولين يشير إلى آلية مماثلة. يفترض أن الأطعمة المعالجة الغنية بالسكر تحفز تبدلات هرمونية تعزز الشهية وتقود إلى زيادة في الوزن.

يوضح الدكتور لودفيغ: «وفق هذا النموذج، نرى أن الكربوهيدرات المعالجة التي غزت أنظمتنا الغذائية خلال حقبة الحد من استهلاك الدهون رفعت معدلات الإنسولين، ما دفع الخلايا الدهنية إلى تخزين السعرات الحرارية الفائضة. ومع تدني السعرات الحرارية المتوافرة لسائر أنحاء الجسم، نما الجوع وتباطأت عملية الأيض، علماً بأن هذه وصفة لزيادة الوزن».

في هذا الإطار، قرر كل من الدكتورة إبيلينغ، والدكتور لودفيغ، وزملاؤهما التحقق من تأثيرات الأنظمة الغذائية المختلفة في عملية الأيض. وتأملوا خصوصاً معدل الكربوهيدرات إلى الدهون في أنواع مختلفة من الأنظمة الغذائية طول 20 أسبوعاً.

تفحّص الباحثون تأثير الأنظمة الغذائية المختلفة في 234 بالغاً تراوحت أعمارهم بين 18 و65 سنة، ولم يقل مؤشر كتلة جسمهم عن 25. كجزء من الدراسة، التزم المشاركون أيضاً بخطة خسارة وزن دامت 10 أسابيع.

بحلول نهاية الدراسة، حقق 164 مشاركاً خسارة الوزن المرجوة التي بلغت 12% من إجمالي وزنهم ثم اتبعوا نظاماً غذائياً يحتوي على كمية كبيرة، أو متوسطة، أو محدودة من الكربوهيدرات طوال 20 أسبوعاً، ما سمح للباحثين بالتحقق مما إذا نجحوا في الحفاظ على خسارة الوزن.

تألف النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات من 60% من الكربوهيدرات عالية الجودة، في حين بلغت نسبتها في النظام المعتدل الكربوهيدرات 40٪ وانخفضت إلى 20% في النظام قليل الكربوهيدرات. كذلك حدت هذه الأنظمة الغذائية من استهلاك السكر واعتمدت على الحبوب الكاملة.

خلال هذه الفترة، قاس العلماء وزن المشاركين وتتبعوا عدد السعرات الحرارية التي حرقوها. كذلك تفحصوا إفراز الإنسولين والهرمونات الأيضية في حالة المشاركين.

back to top