«صَبا»... أم كلثوم تشدو على إيقاع الريشة والألوان

معرض لوجيه يسى في قاعة «بيكاسو» بالقاهرة

نشر في 04-11-2019
آخر تحديث 04-11-2019 | 00:00
احتضنت قاعة «بيكاسو» للفنون التشكيلية في القاهرة، معرض «صبا» للفنان وجيه يسى، الذي يضم لوحات لرموز الغناء الشرقي، وعلى رأسهم أم كلثوم.
زيارة سريعة لقاعة «بيكاسو» للفنون التشكيلية في حي الزمالك بالقاهرة، كفيلة بأن تنقلك في رحلة عبر زمن الفن الجميل، والطرب الأصيل، وصوت كوكب الشرق الذي لا تطفئه السنون، حيث يقام حالياً معرض «صبا» للفنان وجيه يسى، ويقدم من خلاله رحلة مع أم كلثوم، ومعها رموز فنية مثل محمد عبدالوهاب، وسيد درويش، وبليغ حمدي، ليعيد المعرض إيقاعات موسيقى «السِّت» وهي تشدو بصوتها الصادح في الوجدان، ولكن هذه المرة بالريشة والألوان.

إقبال كبير

ومنذ افتتاحه الأسبوع الماضي، حظي المعرض بإقبال كبير من جانب الجمهور والنقاد، وعشاق سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وزمن الموسيقى العربية الأصيلة، ولايزال الإقبال مستمراً على المعرض، الذي يختتم إيقاعاته التشكيلية بحلول السابع من نوفمبر المقبل.

مقام فريد

وجاء عنوان المعرض معبراً عن ولع صاحبه بالموسيقى، حيث إن «صبا» هو أحد المقامات الموسيقية، وهو مقام فريد من نوعه من الناحية الموسيقية، لأنه في الحقيقة ناقص علمياً، وسلمه يفترض أن يكون غير صحيح، فكل سلم موسيقي لابد أن ينتهي بنفس النوتة التي بدأ منها، إلا مقام الصبا، فقراره لا يماثل جوابه، وهذا يجعله متفرداً معزولاً، كما هو إحساسه، ليس منشقاً عن مقام، ولا ينشق مقام منه، ومن أشهر أغاني أم كلثوم في هذا المقام، طقوقة «هو صحيح الهوى غلاب»، كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد.

ومن خلال المعرض استطاع وجيه يسى، أن يأخذنا في رحلة كلاسيكية هادئة إلى تاريخ الموسيقى العربية، من خلال معرضه الجديد، الذي جاء كحالة انفعالية فطرية لعبت فيها الألوان دور البطولة، فعبر عن العديد من حفلات كوكب الشرق أم كلثوم، المُلحن بليغ حمدي، والموسيقار محمد عبدالوهاب، ومجموعة أخرى من رموز الموسيقى العربية.

الألوان المائية

ورافق الفنان في هذه الرحلة مجموعة من الفنانين التشكيليين ورسامي الكاريكاتير، من بينهم التشكيلي سمير عبدالغني، الذي قال إن وجيه يسى يُعتبر أحد الفنانين المميزين، وأحد أهم من يرسمون لوحاتهم بالألوان المائية، والمتابع لأعماله يلمس بوضوح وجود طاقة في لوحاته تنطلق من الموسيقى، لافتاً إلى أن معرض «صبا» يدور حول نغمة موسيقية لها علاقة بعالم أم كلثوم، فيشعر المتلقي كأن اللوحات تنطق، وكل لوحة يمكن سماع صوت نابع منها.

رؤية اللوحات

أما الفنانة التشكيلية أميمة السيسي، التي تواجدت في المعرض أيضاً، فعبرت عن انبهارها بالأعمال التي أبدعها يسى، وقالت في تصريحات لها: «أعماله من الصعب أن يُخطئها أحد، بمجرد رؤية اللوحات يُعرف أن صاحبها هو وجيه يسى، لما له من بصمة فريدة في العمل الفني، حيث يوظِّف الألوان جيداً، كما أن لديه مهارة عالية في أسلوبه الفني».

سعيد بدوي

وأشاد بالأعمال الفنية رسام الكاريكاتير سعيد بدوي، الذي بدا هو الآخر منبهراً ببراعة اللوحات، وقال إن كل لوحة في المعرض تعتبر بمنزلة مدرسة فنية، لأن الفنان استخدم أكثر من خامة وفق منظور ورؤية بديعة، مع وجود توافق ما بين اللون والإحساس الراقي النابع من العمل. وتابع: «يسى قدَّم حصة ممتعة بمزجه التاريخ والحضارة ورموز مصر مثل أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، بليغ حمدي، وسيد درويش، ورسمها برؤية مختلفة وتقنية تدل على مهارته في الحركة واللون والتكوين».

الغناء الأصيل

ويكشف هذا المعرض مدى ولع يسى بزمن الغناء الأصيل، خصوصا عشقه لكوكب الشرق أم كلثوم، لاسيما أنه قبل ثلاث سنوات، في أكتوبر 2016، قدم معرضاً مميزاً في قاعة «بيكاسو» أيضاً تحت عنوان «الحلم»، وعرض من خلاله العديد من اللوحات عن رقصات الباليه، بشكل مختلف وغير عادي، ونظراً إلى عشقه لوجه أم كلثوم فقد رسم لها «بورتريه» أدخله ضمن لوحات ذلك المعرض، كما ضم المعرض لوحات عن الأحياء الشعبية في القاهرة، إلى جانب شارع المعز لدين الله الفاطمي.

الجدير بالذكر، أن الفنان وجيه يسى وُلد في القاهرة عام 1956، ويقيم حالياً في كندا، وهو عضو في الجمعية الكندية لفن البورتريه، حيث يعد من رواد هذا الفن التعبيري باستخدام الألوان المائية وألوان الزيت.

اللوحات رحلة كلاسيكية إلى تاريخ الموسيقى العربية

سعيد بدوي: الفنان استخدم أكثر من خامة وفق رؤية بديعة
back to top