بُلينا بأقوام وايد...

نشر في 01-11-2019
آخر تحديث 01-11-2019 | 00:20
 فهد البسام أخطر الناس على الناس هم دعاة إصلاح الناس، وقد بلينا بأقوام كثيرة منهم، وكل جماعة منهم تريد السيطرة على الآخرين بدعاوى وأسباب مختلفة، وإن كان الهدف واحداً في النهاية، وأمثال هؤلاء موجودون في كل زمان ومكان، إلا أن وسائل التواصل الحديثة زادت من ظهورهم وتأثيرهم، فهم خير مَن يستفيدون من وجود وسائل وأدوات حديثة ومتطورة؛ للترويج من خلال استخدام مصطلحات تقدمية وحداثية لأفكار ومبادئ في حقيقتها متخلفة ورجعية.

فمنهم الطامع في الحريات الشخصية والتحكم في الناس تحت دعاوى وتفسيرات دينية لم يسمع غيرها، وإن لم تتبعه وتَسِرْ وراءه كان حجز مقعدك في النار أسهل عليه من حجز مقعدك إلى لندن في عز الموسم السياحي الصيفي الساخن، وهناك مَن تهمه القضايا والصراعات الكبرى أكثر، فالحريات الشخصية أمر هين يمكن التغاضي عنه في سبيل تحقيق الأهداف النهائية التي لا أحد يعرفها إلا هو وصحبه، فإن خالفته أو لم تتفق معه أو لم تُبدِ رأياً بالأساس وضعك فوراً في ملف الخونة والعملاء أعداء الأمة، أما أخبثهم، وليس آخرهم، رغم أنهم الأقل ضجيجاً، فهم دعاة الفهم المطلق في الاقتصاد وعوالم المال والتجارة، فهم سادة المجالس الخاصة والمصطلحات الإنكليزية الكبيرة التي غالباً ما يجهلون أصلها الفكري، لكن ما إن تخالفهم الرأي وتلفت انتباههم إلى أن البشر ليسوا مجرد أرقام "مصمتة" تخضع للربح والخسارة، رموا كلماتهم الصعبة في وجهك ليسكتوك ويظهروك بمظهر الساذج الجاهل بآلية العمل الاقتصادي العالمي؛ تبريراً لفسادهم أو تربحهم بطرق ملتوية وغير شريفة في أفضل الأحوال.

بلينا بأقوام كثر وهؤلاء مجرد أمثلة، إنما الأسوأ من تعددهم وتنوعهم هو أن يحمل أحدهم جميع المواصفات أعلاه، فيكفرك ويخونك ويسرقك وتطلع إنت الغلطان بالنهاية، الله يجيرنا ويعينا عليه وعليهم أجمعين.

back to top