المرشح والجلاد

نشر في 01-11-2019
آخر تحديث 01-11-2019 | 00:02
 ناصر المحياني مع بدء العد التنازلي لقرب انطلاق زخم التحليلات والزيارات الخاصة بالعرس الديمقراطي، والمتزامن مع قوة ماراثون الاستجوابات وجمع التواقيع ورص الصفوف نقف دقيقة صمتٍ نلقي من خلالها نظرة خاطفةً على مؤشر الديمقراطية، الصادر من وحدة "إيكونوميست إنتيليغنس" التابعة لمجلة "إيكونوميست" التي تأسست عام 1946، لنجد التراجع في قائمة المؤشر أمراً ليس بغريب ولا يرتقي الى عامل المفاجأة، لا سيما أن ذلك لم يكن إلا بقوة تأثير الأسباب الجوهرية الإرادية واللا إرادية عند الناخب تجاه المرشح. فبحسب التناقضات الفكرية الحادة بين أوساط الشباب وما يؤثر عليها من مصالح شخصية ضيقة، أو قوة التأثير الخارجي التي لا تتعدىٰ أقصىٰ حدودها أفق نطاق المحيط الانتمائي يقول نيوتن: "الجسم الثابت يبقى ثابتاً والمتحرك يبقى متحركاً بسرعة ثابتة ما لم تؤثر عليه قوة تغير من حالته تلك".

وعلى ذلك ندعو الغالبية من محاربي الفساد قولاً دون فعل، والقابعين خلف كواليس الإخفاقات في اختيار المرشح الأفضل وسط سوق العرض والطلب الانتخابي، والذين يقودون أشرس معارك الحجج الواهية تحت سقف الدواوين للدفاع عن اختياراتهم السيئة في كل دوره، بأن يقوموا بمسحٍ شاملٍ لالتقاط الإشارة الصائبة في اختيار المرشح الأكفأ والأنسب فكرياً وعملياً ضمن إطار الأمانة لتمثيل الأمة، وهذا ما يعكس النجاح في التقاط إشارة الإيجابية على ديناميكية الناخب للوصول إلى نتائج مرضية حقاً، سواء من الناحية الدينية أو الديمقراطية الحقيقية أو حتى التنموية، دون الحاجة للنزول الى أقوىٰ وأشرس ميادين التبرير غير المنطقية للاختيار.

لذلك يجب أن يعي الجميع أن صوت الناخب أمانة لمن يستحق، وسوطٌ في يد الناخب يجلد كل من لا يستحقه، ليكون المواطن السد المنيع في وجه سيل الانحدار التنموي على مختلف الصعد، والحد من هبوط المستوىٰ الديمقراطي على مؤشر الديمقراطية، الصادر من وحدة "إيكونوميست إنتيليغنس".

back to top