سعي الشيخ مبارك إلى معارك ثأرية أجبر الطواويش على الهجرة (4/3)

في دراسة للباحث بدر الحتيتة المطيري تحكي قصة «هجرة طواويش الكويت 1910»

نشر في 30-10-2019
آخر تحديث 30-10-2019 | 00:14
يرصد الكتاب بداية بروز مجتمع مدني حديث في الكويت، فجاء في خمسة فصول وخمسة عشر ملحقا منوعا من مخطوطات ورسائل موجّهة بمناسبات متعددة من حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح، وطواويش الكويت الكبار، والمعتمد السياسي البريطاني الكابتن شكسبير في الكويت، والوكيل السياسي البريطاني في البحرين.
استفاد الكاتب من مراجع متعددة لتوثيق رواياته عن تلك الفترة من تاريخ الكويت من مؤلفين كويتيين ووثائق أجنبية، فضلاً عن استناده إلى الشعر النبطي الذي تداوله الناس آنذاك، وما زال خالداً في ذاكرة كثير من الكويتيين، ليمنح الكتاب ميزة عن غيره من الكتب.
فلا يعد الكتاب في مجال السير الذاتية أو الأحداث التاريخية، بل هو، إضافة إلى ذلك، دراسة تحليلية اجتماعية، فضلا عن تتبّعه تاريخ طواويش الكويت الذين كانوا ذوي شأن عظيم في تلك الفترة.
كما يحفل الكتاب بصور لمخطوطات ووثائق مهمة صادرة عن حاكم الكويت أو عن الوكيل السياسي البريطاني، أو عن طواويش الكويت، وعلى رأسهم هلال فجحان المطيري، وما تركته هجرته للكويت من آثار على المجتمع وفيما يلي تفاصيل الحلقة الثالثة:
بعد أن أسفرت معركة هدية عن هزيمة جيش الكويت، وانكسار بيرق الشيخ مبارك الصباح، وانتصار جيش المنتفق والظفير بقيادة سعدون السعدون، صمم الشيخ مبارك على الانتقام من جيش المنتفق وإعداد العدة للهجوم عليه في معركة ثأرية، فأعلن التعبئة العامة، فزادت التكاليف المالية على الطواويش وسائر التجار وفئات المجتمع، علاوة على ما تحمّلوه سابقا لتجهيز معركة هدية، وفُرض التجنيد الإلزامي بالقوة على الرجال في المدينة، واستُئجر رجال من المرتزقة للانضمام إلى جيش الكويت المعد للمعركة الثانية الثأرية.

وبسبب تزامن حدوث معركة هدية وتوابعها وما تلاها من استعدادات للمعركة الثأرية القادمة مع موعد بدء موسم الغوص السنوي وتعارض توقيت الغزو وموسم الغوص السنوي، قرر الشيخ مبارك منع خروج الكويتيين للغوص في هذا العام، وجُنّد البحرية ضمن صفوف الجيش الكويتي؛ واستُخدمت أساليب الإكراه في عملية التجنيد، حتى قال أحد المسؤولين عنه مخاطباً أفراداً من البحريّة ممن لا يحسنون القتال والرماية: «إما أن ترمي أو تُرمى»، بحسب الرواية الشفهية المتواترة، فعمّ المجتمع الكويتي من جراء ذلك التعسف والإكراه سخطٌ وتذمّر شديدان.

رسالة هلال المطيري إلى المضف وحسين الرومي

وفي مسعى من الطواويش لحثّ الشيخ مبارك الصباح على إعادة النظر بقراره منع الغوص الذي له عواقب كارثية على معيشة مجتمع الغاصة، ومورد رزقهم الأساسي والكويت بأسرها، قابله ثمانية منهم في مخيمه الربيعي ببر السرّة لثنيه عن هذا القرار الجائر، لكن محاولتهم جعلته أكثر تشدداً، كما ذكر ذلك المعتمد السياسي البريطاني في الكويت، الكابتن شكسبير في تقرير لعام 1910 ، وضم وفد الطواويش هلال المطيري وشملان بن علي الرومي وإبراهيم بن مضف وحمد الخالد وآخرين، وفق رواية حمد ناصر البراك.

واستمرت الشكوى والتذمر وردود الأفعال طوال أبريل 1910 حتى سمح الشيخ مبارك للقلاليف بالعمل على تجهيز السفن بدءاً من مايو، متأخرين شهراً كاملا عن الموعد المعتاد للخروج للغوص، كما سمح للعاملين في الغوص بركوب البحر، بعدما استبدلهم بمن يسد مكانهم في عِداد القوة العسكرية الجاري تأليفها.

وفي هذه الأثناء نقل يوسف الدويري إلى الشيخ مبارك أن التجار أطاعوا أوامرك إلا ثلاثة هم: هلال المطيري، وشملان بن علي بن سيف الرومي، وإبراهيم بن مضف، وأن هلال أعظم الثلاثة عناداً وأكثرهم جرماً، فحرّك الدويري بهذا الافتراء غضب الشيخ مبارك عليهم، فأمره الشيخ بأن يحضّرهم (يستدعيهم) ويراجع كل منهم عن نواخذته، أي يساهم، كل حسب قدرته قوة وضعفاً في تمويل المجهود الحربي المقدر لكل واحد بخيمة أو بيت شعر، وتجنيد سبعة رجال وتسليحهم والإنفاق عليهم، وتوفير خمس ركائب من الإبل لهم، هذا، ثم رُفعت في المرة الثانية لتجهيز غزوة الثأر إلى توفير: خيمة وسبع ركائب من الإبل، وتسليح عشرة رجال، واستمرار الإنفاق عليهم طوال فترة الاستنفار والمرابطة لكن هلال لم يقبل واقترح إلزام البعض بربع خيمة حسب قدرته وغيره خيمة وآخر خيمتين وغيره عشر، فغضب الدويري وأغلق دفاتره وانحل المجلس.

رفض أوامر الشيخ مبارك

رفض الطواويش أوامر الشيخ مبارك الصباح، وأكد المؤرخ عبدالعزيز الرشيد أن هلال المطيري وشملان الرومي وإبراهيم بن مضف قرروا الاجتماع في مجلس الشيخ مبارك لتوضيح الأمر، لكن شملان نمى إلى علمه غضب الشيخ منهم ونصحهم بعدم مقابلته، لكنهما أصرا ولم يسمعا نصحه، فانصرف هو وحده وتركهما في انتظار الشيخ مبارك وعند مجيئه هددهم وتوعد كل من يخالف أوامره، أما شملان فحضر بعد هدوء غضب الشيخ، لكنهم غادروا المجلس والهجرة تلمع في أذهانهم خوفا على أنفسهم وأموالهم، وكف هلال المطيري عن حضور مجلس مبارك الذي يتم عصر كل يوم، وكان يقول إنه لا يستحق ما قاله الشيخ مبارك في حقه.

وأبحرت سفن الغوص أول يونيو 1910 متأخرة شهراً كاملا عن موعد خروجها المعتاد لموسم الغوص، وعاد أسطول الغوص خلال الأسبوع الأخير من أغسطس، نظراً لقرب حلول شهر رمضان، وجاء في تقرير الوكالة السياسية البريطانية الخاص عن هجرة الطواويش ما نصه: مع عودة أسطول الغوص بلغت الكويت أنباء مفادها أن أغنى طواويشها وأبرز تجار اللؤلؤ فيها هلال المطيري وشملان بن علي بن سيف الرومي وإبراهيم بن مضف اتصلوا بالسلطات البريطانية في البحرين، مستطلعين إمكانية الاستفادة من الحماية البريطانية لأنفسهم ولنواخذتهم وبحارتهم، لتجنب المطالب المالية المستمرة للشيخ مبارك، معبّرين عن نيتهم عدم العودة إلى الكويت والاستقرار بشكل دائم في البحرين أو في أي مكان آخر يمكن أن تخصصه لهم الحكومة البريطانية في منطقة البحرين.

الشيخ مبارك يطلب من الشيخ عيسى عدم استقبال الطواويش

جاء في فقرات يوميات الوكالة السياسية البريطانية في البحرين عن الأسبوع المنتهي في 9 سبتمبر 1910م بيان لما حصل في البحرين حول هجرة الطواويش، ونصه:

«تسلم أمير البحرين الشيخ عيسى الخليفة يوم 4 سبتمبر رسالة من الشيخ مبارك الصباح، يطلب فيها الشيخ مبارك منه ألا يسمح للطواويش باللجوء للبحرين والإقامة فيها، وأجابه الشيخ عيسى بأنه لن يمنعهم من الإقامة في البحرين، وأنه في حال هجرة أي من رعاياه إلى الكويت فإنه لن يطلب من الشيخ مبارك طردهم... وأنه يتمنى من أعماق قلبه أن يتم التوصل إلى تسوية ودية بين الشيخ مبارك ورعاياه».

ويذكر المؤرخ عبد العزيز الرشيد في مساعي إقناع الطوايش بالعودة إلى الكويت: « وصل الشيخ سالم المبارك غلى جزيرة جنّة حيث التقى كلاً من: شملان الرومي، وراشد بو رسلي، وأحمد المناعي وإخوته، وسعد أخو ناهض، وصالح المسباح، وقد أظهر الشيخ سالم بعد أن اجتمع بهم تأثره الشديد بما حصل، ورجا الجميع غض النظر عما مضى، فأظهروا الاقتناع بما قال إلا شملان فإنه لم ير البتّ غلا بعد استطلاع رأي صاحبيه (هلال وإبراهيم) وقد حبذ الشيخ سالم هذا الرأي».

في 8 سبتمبر 1910م وصل حسين بن علي الرومي إلى البحرين بصحبة أخيه شملان، والتقى هلال المطيري وإبراهيم المضف، وطلب منهما أن يسامحا الشيخ مبارك الصباح الذي أصبح الآن مستعدا لعمل ما يريدان وما يريحهما في المستقبل، وأن يخت الشيخ مبارك وعلى متنه ابنه الشيخ سالم ينتظرهما في رأس تنوره فـأجاب هلال: إنهما لا يستطيعان قبول أي اتفاق مع الشيخ مبارك، ولا يمكن بأي حال التصالح معه إلا بضمان من الوكيل السياسي البريطاني في الكويت.

بعدها جرى لقاء بين الشيخ سالم وهلال المطيري وابراهيم المضف في مجلس الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، ولم يتم خلاله الحصول على الضمانات التي طلبها هلال من سالم، وهي حمايته من بطش أبيه، فاعتذر الشيخ سالم بأنه لا يستطيع، أما إبراهيم المضف فقبل الصلح وعاد مع الشيخ سالم الى الكويت في يخته، وكتب الشيخ عيسى للشيخ مبارك أن جميع الكويتيين تم التصالح معهم باستثناء هلال المطيري.

ويقال إن الطواويش قد استعدوا فيما بينهم لاتخاذ هذه الخطوة، وقد أخذوا بشكل سري كل أموالهم النقدية، تاركين وراءهم عوائلهم فقط، وقد تلقى الكويتيون هذه الأنباء بفرح ورضا غامرين في كل أرجائها، وقد رافق هلال المطيري عدد كبير من الغاصة الذين وعدهم بإسقاط ديونه عنهم، وأن يتلف دفاتر حساباته أمامهم إذا بقوا معه، ووعدهم أن يبني لهم بيوتا جديدة على نفقته، وإن الشيخ مبارك تأثر كثيراً بسبب ما حصل، والناس عموما كانوا مسرورين ولسان حالهم يقول حان الوقت ليتلقى الشيخ مبارك درساً وأن يوقف ظلمه.

وتوجّه هلال المطيري وإبراهيم بن مضف ومن معهما إلى البحرين، وذهب شملان بن علي إلى جزيرة جنّة ومعه النواخذة راشد بورسلي، وأحمد المناعي وإخوانه، وسعد الناهض السهلي، وصالح المسباح، وشارك في الهجرة نواخذة آخرون منهم: أحمد بن دبوس وجاسم وعيسى بن عصفور، وناصر النجدي وغيرهم، وبدأ الطواويش المهاجرون قبل يوم قفّال الغوص يستطلعون المناطق التي سيهاجرون إليها، وأرسل الطواش شملان بن علي رسالة الى حاكم قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني يطلعه فيها على مجريات الأحداث بين الطواويش والشيخ مبارك، وأخبره بعزم الطواويش على الهجرة، فأجاب الشيخ جاسم برساله مفادها الترحيب بهم في قطر، لكن المهاجرين فضلوا الإقامة في البحرين ومحيطها.

وصل هلال المطيري وإبراهيم بن مضف إلى البحرين ومعهم 17 سفنية 10 منها لإبراهيم والبقية لهلال، حيث بدأت مساعي استطلاع البلد الذي سيهاجر إليه الطواويش ومن يتبعهم، وأرسل هلال المطيري لزملائه في الهجرة رسالة يطلعهم فيها على التطورات، ويخبرهم بعزمه لقاء الوكيل السياسي البريطاني في الكويت، النقيب وليام هنري شكسبير، الموجود وقتها مصادفة في البحرين.

وجرى لقاء هلال المطيري وإبراهيم بن مضف في 29 أغسطس 1910، بالوكيل السياسي، حيث وثق شكسبير في تقريره الأسبوعي ما دار في اللقاء: «كانت لي مقابلة طويلة مع اثنين من الطواويش من أغنى، وربما الأكثر أهمية في الكويت، وقالا إنهما يمثلان أنفسهما، واثنين آخرين من الطواويش والنواخذة وأطقم سفنهم ومن يعتمد على دعمهم المالي».

وأبلغا الوكيل أن ما يقرب من 200 سفينة بملاحيه لن تعود مع أسطول الغوص العائد إلى الكويت عند القفال، كما أبلغاه بثقل ما كان الطواويش ينفقونه على قوة الغزو المرابطة دون أمل قريب في النهاية، ووصلت بهم الحال إلى أقصى درجات التحمل.

وأضاف وليام هنري شكسبير أن الطواويش قالوا له: إنهم عرب كويتيون بالميلاد والارتباط العائلي، ولا يرغبون في الرحيل عن بلدهم، لكنهم لا يستطيعون البقاء مع استمرار التكاليف والجبايات المالية الحالية، وإنهم يأملون أن يهتم المقيم والوكيل السياسيان البريطانيان بالنظر في الصعوبات التي تواجههم، وأن يسعى الوكيل السياسي لضمان من الشيخ مبارك يمنع الانتقام منهم وفرض تكاليف أخرى عليهم، وفي هذه الحالة فإنهم يرغبون ومستعدون للعودة، لأن غاية ما يريدونه هو المعاملة العادلة.

وقال الوكيل في تقريره أيضاً: «إن الطواويش يملكون ثروة تتراوح ما بين 2.5 إلى 3 ملايين روبية كرأسمال نقدي، ويملكون بشكل مباشر أو غير مباشر حوالي 200 إلى 300 سفينة، ويتبعهم أو يعمل معهم ما يقرب من 6000 الى 8000 الاف رجل». وهذا يعني التأثير الاقتصادي الكبير وإعاقة الازدهار الاقتصادي لميناء الكويت.

زيارة الشيخ عيسى

وبعد مغادرة الوكيل شكسبير البحرين زار هلال المطيري وإبراهيم بن مضف الشيخ عيسى الخليفة، واستفسرا منه عن السياسة التي يراها في قضيتهما، فأجابهما الشيخ عيسى بأنه يحب أن يتوصلا إلى حل ودي مع الشيخ مبارك، لكنه لن يسلمهما له، وسيسمح لهما بالإقامة في البحرين إذا رغبا في ذلك، فقرر الطواويش عدم العودة للكويت حتى لو تلقوا ضمانات من الشيخ مبارك.

بلغ خبر هجرة الطواويش الشيخ مبارك في يوم 29 أغسطس 1910م، وأطلعه عليه زيد الخالد الذي عاد مساء ذلك اليوم من مغاصات اللؤلؤ، وذهب لرؤيته مباشرة، وقال زيد الخالد للشيخ مبارك، إن كل من لم يرجع إلى الكويت مع قفال الغوص حتى الآن لن يعود إليها، فغضب الشيخ غضبا شديدا، وكتب عدة رسائل الى البحرين أرسلها بواسطة حسين بن علي بن سيف الرومي وفارس الوقيان.

وخلال الأسبوع التالي لهجرة الطواويش جرت العديد من التطورات ذكرها التقرير الأسبوعي للمعتمد البريطاني في الكويت النقيب شكسبير كما يلي: «إنّ الشيخ مبارك الصباح طلب خيل هلال المطيري التي كانت مودعة لدى شيوخ قبيلة مطير في البادية وصادرها».

ثم عاد جنود الشيخ مبارك من الجهراء مساء 1 سبتمبر 1910 م، وأعيدت الإبل والأسلحة إلى أصحابها، ويقال إن الشيخ سمح في البداية لكبار التجار فقط باسترداد إبلهم وسلاحهم واحتفظ بالباقي، وتسبب هذا الإجراء في ظهور شكوى وتذمر في وسط صغار التجار الذين تساءلوا عن سبب تفضيل كبار التجار عليهم في المعاملة بإعادة ممتلكاتهم إليهم وحرمان الآخرين.

ويقال: إن جاسم بودي، الذي يحظى بود الشيخ مبارك، قام بعدها بمفاتحة الشيخ حول ما يدور من شكوى بين الناس، وأنّ من الأفضل أن تُعاد ممتلكات الجميع إليهم، ويُقال: إن الشيخ مبارك وافق بسرعة على ذلك، وأصدر أمره بالتنفيذ، ويقال كذلك إن الشيخ مبارك أصبح ودوداً جداً ومتواضعاً بعد الخلاف مع الطواويش، وهو الآن مستعد جداً للإصغاء لصوت العقل وللنصيحة المقدمة له.

وعاد خلال هذا الأسبوع عدد جيد من النواخذة وغيرهم الذين كان أمر عودتهم مشكوكاً فيه في البداية، متأملين أن العودة ستمنحهم فرصة لأخذ ممتلكاتهم معهم، وفرصتهم قائمة بعد أن يصوموا رمضان مع أهلهم ويرجعوا للمغاصات بعد عيد الفطر، وعاد حسين بن علي من البحرين دون أن يستطيع إقناع أخيه شملان بالعودة، إلا بتعهد الشيخ مبارك بعدم التعرض لممتلكاته.

أبيات من قصيدة موجهة إلى الشيخ مبارك على لسان هلال المطيري

حيّ الكتاب اللّي به الرّسم ممهور

حيّه وحيّ الطارش اللّي لفى به

من شيخنا اللّي بالاقطار مشهور

الشيخ أبو جابر عدوّ الحرابه

جاني وحطّيته على الرأس مابور

ولا عندي إلا قولةٍ مرحبا به

أدن القلم وأكتب كما الدّر مسطور

ردٍّ لأبونا يوم جانا كتابه

***

يا شيخ ما رحنا بهسّه ومحقور

ولا من جوابٍ خافيٍ ما درى به

رحنا نبي الطولات والعزّ وسرور

والعزّ يا شيخ العرب ودّنا به

العزّ لو أنّه على رأس عنقور

يفرح به الخاطر ولو هو خرابه

***

أشيل حمْلٍ جنّبوا عنه واثور

وازود فوق هقوة اللّي هقا به

لا شكّ عند الشيخ ماني بمشكور

أفعل جميل ولا يلقّيه جابه

كنّي مفرغٍ قربته باوسط الخور

يدفق صميله والبحر ما درى به

أنا صبرت وراعي الصّبر مأجور

واللّي صبر يرجي من الله ثوابه

ونحرت ربعٍ من قديمٍ لهم دور

هم الخليفة عزّهم ينحكى به

الشيخ عيسى حاكم البرّ وبحور

هو خيّر كل القبايل تهابه

جمع ثلاث خصال نورٍ على نور

حاش الديانه والصّخَى والحبابه

الشيخ مبارك منع خروج الكويتيين للغوص في 1910 وجنّد بالإكراه البحارة ضمن صفوف الجيش الكويتي

الطواويش يملكون حوالي 200 إلى 300 سفينة ويتبعهم أو يعمل معهم ما يقرب من 6000 إلى 8000 آلاف رجل

الطواويش حثّوا الشيخ مبارك على إعادة النظر بقراره منع الغوص لعواقبه الكارثية على معيشة مجتمع الغاصة لكنه رفض

الكويت دفعت في معركة هدية ثمناً باهظاً من المال والهيبة والنفوذ

بعد علم الشيخ مبارك بهجرة هلال المطيري طلب خيله التي كانت مودعة لدى شيوخ قبيلة مطير في البادية وصادرها

عندما أخبر زيد الخالد الشيخ مبارك أن من لم يرجع إلى الكويت مع قفال الغوص حتى الآن لن يعود إليها غضب غضباً شديداً
back to top