التنمّر يغيّر بنية الدماغ ويزيد المشاكل النفسية!

نشر في 27-10-2019
آخر تحديث 27-10-2019 | 00:03
No Image Caption
كشف بحث جديد عن وجود اختلافات بنيوية محتملة في أدمغة المراهقين الذين يتعرضون للتنمر باستمرار.
وفق «المركز الوطني لإحصاءات التعليم» و«مكتب إحصاءات العدل»، يتعرّض بين طالب وثلاثة طلاب أميركيين للتنمر في المدارس. في السنوات الأخيرة، بدأ التنمر الإلكتروني يطرح مشكلة واسعة.

يشير التنمر الإلكتروني إلى أي شكل من التنمر الذي يحصل عبر الهواتف الخلوية أو مواقع التواصل الاجتماعي أو شبكة الإنترنت عموماً.

تسمح هذه الأجهزة للمتنمرين بمتابعة مضايقاتهم، من دون الكشف عن هويتهم، في أي وقت من اليوم.

آثار خطيرة

كشفت إحدى الدراسات أن التعرّض للتنمر خلال الطفولة ينعكس على الصحة، ويترافق مع تكاليف بارزة بالنسبة إلى الضحايا وعائلاتهم والمجتمع ككل.

يذكر بحث جديد أن التنمر يسبب تغيرات ملموسة في الدماغ ويزيد احتمال الإصابة بأمراض نفسية. نُشرت الدراسة حديثاً في مجلة «الطب النفسي الجزيئي».

تولّت إيرين بورك كينلان وزملاؤها من كلية «كينغز كوليدج لندن» في بريطانيا إجراء الدراسة، فحللوا استبيانات ومسوحات دماغية تعود لأكثر من 600 شاب من بلدان أوروبية مختلفة.

كان المشاركون جزءاً من مشروع «إيماجن» طويل الأمد، وكانت الدراسة تهدف في الأساس إلى تقييم طريقة تطور الدماغ والصحة النفسية لدى مجموعة من الراشدين الشباب، استناداً إلى استبيانات ومسوحات دماغية عالية الدقة جرت حين كان المشاركون في عمر الرابعة عشرة والتاسعة عشرة.

اكتشف العلماء أن أكثر من 30 مشاركاً تعرّضوا للتنمر المزمن، ثم قارنوا البيانات بالمعطيات الخاصة بالشباب الذين لم يقعوا ضحية تنمر مماثل.

كشف التحليل أن التنمر الحاد ارتبط بتغيرات في حجم الدماغ ومستويات القلق في عمر التاسعة عشرة.

أدمغة الضحايا

تؤكد الدراسة النتائج التي توصّل إليها بحث سابق كان ربط بين التنمر وبين المشاكل النفسية، لكنها كشفت أيضاً عن نتيجة جديدة: يؤدي التنمر إلى تراجع حجم أجزاء دماغية مثل النواة المذنّبة والبطامة.

تؤدي النواة المذنّبة دوراً حاسماً في طريقة تعلّم الدماغ، لا سيما طريقة معالجة الذكريات. يستعمل هذا الجزء الدماغي المعلومات المرتبطة بتجارب سابقة للتأثير في الأفعال والقرارات المستقبلية. أما البطامة، فتتولى تنظيم الحركات وتؤثر في عملية التعلّم.

يقول المشرفون على الدراسة إن التغيرات الملموسة في أدمغة المراهقين الذين كانوا يتعرضون للتنمر دوماً تفسّر جزئياً الرابط القائم بين التنمر وبين ارتفاع مستويات القلق في عمر التاسعة عشرة.

توضح كينلان: «تقليدياً، لا تحمل التغيرات البنيوية في النواة المذنّبة

والبطامة أهمية بارزة بالنسبة إلى اضطراب القلق، لكن تكمن أهميتها بالنسبة إلى نشوء القلق على الأرجح في الدور الذي تؤديه على مستوى سلوكيات ذات صلة مثل الحساسية تجاه المكافآت، والدوافع، والقدرة على التأقلم، والانتباه وتحليل العواطف».

كذلك، تُعبّر كينلان عن قلقها لأن نسبة الشباب الذين يتعرضون للتنمر بشكل شبه يومي تصل إلى 30 %. كذلك تُسلّط الضوء على أهمية تطور الدماغ خلال مرحلة المراهقة.تتمنى كينلان أيضاً تكثيف الجهود الرامية إلى محاربة التنمر مستقبلاً، فقد أصبحت هذه المشكلة عالمية وهي تُسبب تغيرات دماغية وقلقاً واسع النطاق وتفرض تكاليف عالية على المجتمع.

التنمر الحاد ارتبط بتغيرات في حجم الدماغ ومستويات القلق في عمر التاسعة عشرة
back to top