واشنطن تخلي أكبر قواعدها بسورية وتنقل عناصرها للعراق

الأكراد ينسحبون من رأس العين... ودمشق تعيد إعمار حقول النفط والغاز بالرقة

نشر في 21-10-2019
آخر تحديث 21-10-2019 | 00:04
القافلة الأميركية في أحد شوارع تل تمر أمس   (أ ف ب)
القافلة الأميركية في أحد شوارع تل تمر أمس (أ ف ب)
استبق الجيش الأميركي انتهاء وقف إطلاق النار في سورية، وأخلى أكبر قاعدة له بمطار صرين على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً جنوب مدينة كوباني، بالتزامن مع تنفيذ الوحدات الكردية أول عملية إجلاء من مدينة رأس العين الحدودية قبل الانسحاب منها كاملاً لمصلحة تركيا والفصائل الموالية لها.
وسط ترقب لانتهاء المهلة المحددة لوقف إطلاق النار شمال شرق سورية غداً، انسحبت القوات الأميركية، أمس، من مطار صرين بريف كوباني، الذي يعد أكبر قواعدها العسكرية شمال سورية، تنفيذاً لقرار الرئيس دونالد ترامب بسحب نحو ألف جندي من تلك المنطقة.

ووفق "فرانس برس" والمرصد السوري، فإن أكثر من 70 مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأميركي عبرت مدينة تل تمر وسلكت طريق القامشلي، وسط تحليق لطائرات مروحية بالأجواء.

وأكد المرصد أن هذه هي القاعدة الرابعة التي تنسحب واشنطن منها خلال أسبوعين، مشيراً إلى أن "جميع القواعد الأميركية في شمال محافظة الرقة وشمال شرق حلب باتت خالية"، بينما لا تزال تحتفظ بقواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، بالإضافة إلى قاعدة التنف الأهم على مثلث الحدود مع العراق والأردن جنوباً.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن القوات الأميركية تواصل سحب قواتها وإخلاء عدة قواعد لها ونقل عتادها العسكري باتجاه العراق، مشيرة إلى أنها تعمل على نقل زوجات عناصر "داعش" من داخل مخيم الهول بالحسكة.

وأكد ترامب، تغريدة على "تويتر"، أن جنوده لا يوجدون في مناطق القتال أو وقف إطلاق النار، مضيفاً أن النفط "تم تأمينه".

وفي مستهل جولة بالشرق الأوسط وأوروبا، أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أمس الأول، أن "الانسحاب ماضٍ على قدم وساق من خلال طائرات وقوافل برية"، متوقعاً انتقال كل القوات المنسحبة من شمال سورية والبالغ عددها نحو ألف جندي إلى غرب العراق لمواصلة الحملة ضد "داعش" و"للمساعدة في الدفاع عن بغداد".

وغداة اتهام قائد "قوات سورية الديمقراطية "قسد" مظلوم كوباني تركيا بمنع إجلاء مقاتليه، غادرت قافلة تضم عشرات سيارات الإسعاف والشاحنات تقل عشرات المقاتلين الأكراد بلباس عسكري من على خط التماس مع القوات التركية والفصائل الموالية لها برأس العين، قبل أن تنسحب منها كاملة، بحسب "سانا".

للمرة الأولى، كشف القيادي الكردي البارز ريدور خليل عن تنفيذ عملية إجلاء جزئي من رأس العين يوم السبت، بعد إرجائه مراراً، مشيراً إلى أنه وبالتنسيق مع واشنطن استكملت الانسحاب أمس عقب سماح تركيا بإجلاء مقاتلي "قسد" والمدنيين من المدينة المحاصرة.

وأكد خليل التزام الأكراد بالاتفاق المبرم بين أنقرة وواشنطن والانسحاب من المنطقة الحدودية بطول 120 كلم الممتدة بين رأس العين وتل أبيض وبعمق 30 كلم داخل سورية.

انتهاك الاتفاق

وفي حين أكد الهلال الأحمر الكردي إجلاء دفعة تتضمن 4 قتلى و37 جريحاً من رأس العين بعد تأمين ممر له، قُتل جندي تركي وأصيب آخر بجروح في هجوم للوحدات الكردية على "مهمة استطلاع ومراقبة في منطقة تل أبيض.

وبحسب وزارة الدفاع التركية، فإنه "رغم كل الخطوات المعادية المنتهكة للاتفاق، تمكّن موكب مؤلف من 39 آلية هي سيارات إسعاف بشكل أساسي، من الدخول والخروج بسلامة من رأس العين وإجلاء عدد من الجرحى".

في المقابل، اتهمت "قسد" الجيش التركي باستهداف رأس العين بالقصف الجوي والسلاح الثقيل وقتل 16 من عناصرها وإصابة 3 آخرين رغم وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنه استقدم المزيد من القوات والتحضيرات على محور قريتي تل خنزير وعلوك.

وبينما حذر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف من أن تطور الأحداث قد يضر بعملية التسوية السياسية، دعا المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين واشنطن إلى استخدام "نفوذها" لدى الوحدات الكردية لضمان انسحابها المنظّم من شرق الفرات دون قتال، مؤكدة أن إخراجهم أيضاً من مدينتي منبج وكوباني سيناقش في روسيا خلال محادثات الرئيسين رجب طيب إردوغان وفلاديمير بوتين.

ومع تبادل الاتهامات لليوم الثاني بانتهاك الاتفاق، الذي انتزعه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس من إردوغان الخميس، نفى كالين "وجود أي نية لاحتلال أي جزء من سورية أو للبقاء فيها لأجل غير مسمى"، مؤكداً أن الوحدات الكردية باستخدام نحو 12 ألف مقاتل من تنظيم "داعش" بينهم 3000 أجنبي، كـ"وسيلة ابتزاز للحصول على دعم الغرب" ولزيادة الضغط الدولي على تركيا تعمّدت تحرير العشرات منهم في الأيام الأخيرة، لكن الجيش التركي "قبض" على 196 عنصراً واحتجزهم في مكان آمن.

«داعش» و«خلق»

وبالتزامن مع العمليّة التركية، يجري تداول فيديو يظهر قواته تحرر سجناء من "داعش"، لكنّه في الحقيقة جزء من تقرير صحافي بريطاني صوّر في سجنٍ تديره الوحدات الكردية قبل بدء الهجوم في 9 أكتوبر.

وإذ اعتبر أن قضية اتهام بنك "خلق" بالضلوع في مخطط بمليارات الدولارات للالتفاف على عقوبات إيران لن تفضي إلى شيء "إذا جرى تطبيق القانون في الولايات المتحدة"، شدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو على أن تركيا لا تريد أن ترى أي عنصر من الوحدات الكردية في المنطقة الآمنة، بعد انتهاء مهلة الـ 120 ساعة، مشيراً إلى قمة سوتشي ستناقش غداً خروجهم من منبج وكوباني والقامشلي.

من جهة ثانية، أعلن رئيس إدارة حقل الثورة النفطي السوري علي إبراهيم عن تحرير كل حقول النفط والغاز في محافظة الرقة وفي المنطقة ما بينها ومحافظتي حماة وحمص، مؤكداً بدأ العمل على إعادة إعمارها.

وأشار إبراهيم إلى أن كل الحقول وكل البنية التحتية في محطات المعالجة مدمرة بالكامل نتيجة للغارات التحالف الدولي على "داعش"، أما خطوط الأنابيب فتم تدميرها جزئياً واستئناف العمل بها يتطلب إجراء عمل ضخم وجذب الشركات الكبيرة.

back to top