هدنة شرق سورية تصمد... وإردوغان يضغط على بوتين

الأكراد في مواقعهم ويحذرون من تفرد الروس... وأنقرة تهدد بسحقهم

نشر في 20-10-2019
آخر تحديث 20-10-2019 | 00:04
تطاهرة كردية في كولونيا بألمانيا أمس (إي بي إيه)
تطاهرة كردية في كولونيا بألمانيا أمس (إي بي إيه)
بعد مناوشات قصيرة تبادلت أنقرة وأكراد سورية على إثرها الاتهامات بانتهاك الهدنة، التي توصل إليها، الخميس، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال محادثات ماراثونية مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، ووزير الخارجة مايك بومبيو، شهدت جبهات القتال شرق نهر الفرات، أمس، هدوءاً نسبياً، في وقت لم تخل الوحدات الكردية أيا من مواقعها بعد، مطالبة بإرسال مراقبين دوليين لمراقبة وقف إطلاق النار.

وفي حين اتهمت وزارة الدفاع التركية الوحدات الكردية بتنفيذ 14 هجوماً 12 من رأس العين، وواحدة من تل أبيض، وأخرى من منطقة تل تمر، حملت "قسد" بنس وبومبيو مسؤولية إلزام أنقرة بوقف النار، وفتح الممر لإخلاء الجرحى والمدنيين المحاصرين في منطقة العمليات في رأس العين.

وجاء الهدوء غداة مقتل 14 مدنياً في قصف جوي ومدفعي للقوات التركية والفصائل الموالية لها في قرية شرق بلدة رأس العين الحدودية، فضلاً عن تسعة عناصر من "قسد"، بحسب المرصد السوري.

وتوعد إردوغان بتحطيم "رؤوس" الأكراد إذا لم ينسحبوا قبل انتهاء مهلة الـ120 ساعة، مشيراً إلى أنه سينفذ خططه في حال لم يستطع التوصل إلى حل بشأن قوات الرئيس بشار الأسد المنتشرة على الحدود، خلال محادثاته يوم الثلاثاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي.

واتهم قائد "قسد" مظلوم كوباني تركيا بمنع انسحاب مقاتليه من مدينة رأس العين، محذراً من أنه "إذا لم يتم الالتزام بوقف النار فسنعتبره لعبة بين الأميركيين والأتراك".

وفي محاولة لثني ترامب عن قراره، حذر كوباني من مغبة ترك الساحة السورية لتتفرد بها روسيا وأطراف آخرون، مشدداً على أهمية القوات الأميركية في الحفاظ على التوازن.

وبعد تجميدها جراء الهجوم التركي، أعلن كوباني استئناف العمليات ضد خلايا "داعش" بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مؤكداً أنها دخلت حيز التنفيذ مجدداً.

وفي وقت سابق، اتفق مبعوث الكرملين ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين مع الرئيس السوري، أمس الأول، على اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد شرق الفرات، وتحقيق الاستقرار الطويل المدى في المنطقة ذات الأغلبية الكردية، واستعادة الحكومة جميع المناطق.

ونبّه وزير الدفاع مارك إسبر إلى أن قواته تواصل انسحابها، ولن تساعد أو تشارك في إقامة المنطقة الآمنة، مؤكداً أنه تحدث مع نظيره التركي خلوضي آكار، وحثه على التزام وقف النار، وضمان سلامة السكان و"حماية الأقليات الدينية والعرقية".

وأقرّ المبعوث الأميركي جيمس جيفري بأن أنقرة تتفاوض الآن مع موسكو ودمشق حول السيطرة على مناطق تنسحب منها القوات الأميركية، ولم يشملها وقف إطلاق النار، وفي منبج إلى الغرب من نهر الفرات، مشدداً على أن الاتفاق المعلن يوم الخميس يغطي مساحة أصغر بين مدينتي رأس العين وتل أبيض تفصل بينهما 120 كلم فقط.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "مبادرة مشتركة" مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تقضي بلقاء إردوغان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي يومي الثالث والرابع من ديسمبر قرب لندن، لتحديد كيفية "إعادة تركيا لمواقف أكثر عقلانية".

وبينما حضت لجنتان تابعتان للأمم المتحدة لجأت إليهما عائلات زوجات وأبناء جهاديين محتجزين لدى الأكراد، فرنسا على اتخاذ إجراءات لحماية حقوقهم، ومنع نقل الأطفال إلى العراق، أفادت صحيفة "الغارديان" بأن بلجيكا تستعد لاستعادة مواطنيها المنتمين إلى "داعش" والمعتقلين في معسكرين كرديين، قبل انتهاء الهدنة المعلنة بين أنقرة وواشنطن، مشيرة إلى أن دولاً أوروبية أخرى، بما فيها فرنسا وألمانيا، تدرس أيضاً السبل المتاحة لديها للاستفادة من الهدنة في استعادة النساء والأطفال من عوائل التنظيم دون مسلحيه الأسرى.

back to top