سدانيات: حزب الشيطان!

نشر في 18-10-2019
آخر تحديث 18-10-2019 | 00:07
 محمد السداني من المضحك ونحن على أعتاب مراحل التطور والازدهار متطلعين إلى رؤية جديدة نحقق فيها نقلة اقتصادية حقيقية تنتشلنا من واقع النفط المظلم إلى مرحلة جديدة تختلف شكلا ومضمونا عما هو موجود حاليا، أنه عندما يتحدث الجميع عن التطوير يخيل إلى الكثير أنَّ التطوير لا يكون إلا بالاقتصاد وإصلاح الأنظمة المالية وبناء الشوارع والمستشفيات والجامعات، وتعزيز ثقافة الإسمنت التي غزت أفكار المسؤولين قبل أن تغزو هذه البلدة الصغيرة الآمنة، ولا يكاد أحد يتحدث عن إصلاح النظام! وكأن التحدث عن إصلاح نظام سياسي يضبط كل مشاكلنا ويضعها في إطارها الصحيح محرم علينا.

إنَّ إصلاح النظام السياسي لا يعني الانقلاب على السلطة، ولا يعني القفز على الكراسي الخضراء أو الحمراء– حاشا لله– نتحدث عن الإصلاح السياسي كإصلاح للممارسة التي عانت الكويت كثيرا منها بعشوائية وطائفية وقبلية وعنصرية وتخلف دون إطار فكري ومرجعي يضمن لهذه البلاد التطور والخروج من نفق "الدَور" غير المنطقي الذي يعيدنا إلى نقطة البداية في كل مرة تمارس فيها الانتخابات. إنَّ الممارسة السياسية الفردية التي يمارسها الأفراد هنا وهناك لا يمكن أن تكون أداة تغيير أو بناء لأي منظومة سياسية؛ لأنَّ العمل السياسي في طبيعته هو عمل جماعي يقوم على تبادل الأفكار واختلاف وجهات النظر واتفاقها والتي تطرح كبرامج عمل ملزمة للحزب والكتل وغيرها من أشكال الممارسة الحقيقية للسياسة، إنَّ محو الفكر الحزبي من المجتمع يؤصل في المجتمع ذاته الفردية التي لا ترى المصلحة العامة أساسا لبقائها، ولا يمكن أن يكون للأفراد القوة التي يمتلكها الحزب في فرض أجندته وبرامج عمله التي يسعى إلى تحقيقها.

إن الممارسة العرجاء التي تمارسها أشباه الديمقراطيات لا يمكن أن تكون سبيلا إلى التطور والنجاح، لأنَّ أنصاف الحلول في الممارسة السياسية لا تعطيك دائما نتائج كاملة، وتأصيل الفردية في الممارسة السياسية هو أفضل وسيلة للسلطة لاختراق أي فكرة أو توجه أو طرح مخالف لرغبتها وهواها، وهي التي ترى مصالحها أعلى من مصالح الكثير من أبناء الشعب، فلا يوجد حزب يقوده الشيطان ولا يوجد حزب تقوده ملائكة، الأفكار فقط هي من تحدد صلاح الحزب من عدمه.

كنت سأعذر المنتخب إذا أصدر رأيا في شأن سياسي ما؛ لأنه بهذا يمثل شريحة أوصلته إلى هذا المنصب، أما أن تكون معينا بقوة القانون وتنتقد خيار الشعب ورغباته، وأن تفرض وصاية على أفكار وتوجهات غيرك لأنك فقط مرتبط بعلاقة نسب أو دم أو صداقة فتحتكر الفضيلة لأفكارك دون غيرك، وتعتقد أن الصواب مرافق لك أينما ذهبت فلا عذر له، ولا يمكن– مهما حدث- أن يكون الباطل حقاً وإنْ تلبس برداء القانون والدستور، ولا يمكن للحقيقة أن تصير باطلا وإن طال الزمن، فكل دفوع الباطل ستسقط يوما ما أمام قوة الحق.

خارج النص:

- "المرأة التي لا تكفي" هي المرأة التي تنازلت عن دورها كأم وزوجة وأخت وعاملة في المجتمع، فالمرأة لا تكون مفردا (واحدة) أبدا لأنها دائما تحمل بين طيات عقلها وقلبها هموم من يحيط بها وأوجاعه وأفراحه.

back to top