«افتح يا سمسم»

نشر في 18-10-2019
آخر تحديث 18-10-2019 | 00:09
 سناء راشد السليطين ما أجمل برامج الطفولة التي تعلمنا منها الكثير وتتلمذنا عليها مثل برنامج "افتح يا سمسم"، فهو برنامج تعليمي تربوي ترفيهي للصغار من إنتاج مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي، فهو النسخة العربية من المسلسل الأميركي الشهير شارع السمسم، عدا أن هناك شخصيات إضافية مثل نعمان وملسون فهما ابتكار خليجي، هذا البرنامج هو سلسلة تلفزيونية أميركية تهدف إلى تعليم الأطفال الألوان والأرقام والحروف بطريقة ممتعة ومفيدة بأسلوب مشوق للصغار بالاستعانة بالدمى المتحركة، لتثير انتباه الصغار وتشد حماسهم للمتابعة والاستفادة من تلك المعلومات التربوية والتوعوية.

فما زلنا نتذكر أغنية "افتح يا سمسم"، ونتذكر أحداث المسلسل وشخصياته التي ارتبطت بأذهاننا نستمد منها المعلومة والحكمة من خلال الشخصيات الحقيقية التي كانت تخاطب الدمى بهذا المسلسل، وآنذاك عندما يتم الاقتباس من البرامج الأجنبية يتم تنقيحها والتعديل عليها بما يناسب أخلاقيات ومبادئ المجتمع، لا أن تُنقل بحذافيرها، بل تطويرها لتنمية المجتمع والمحافظة على عاداته وقيمه، على عكس ما نراه اليوم من الاستعانة ببعض البرامج المقتبسة حرفيا والتي لا تمتّ لنا بأي صلة ولا لأصالة مجتمعنا.

نحن جيل تمتع بخبرات ومهارات حياتية كثيرة لأننا جيل نما وترعرع مع البرامج التوعوية لمختلف مؤسسات الدولة، فكان الاهتمام بالشباب والصغار من أولويات البلد، وبما أننا في زمن الملهيات والمتغيرات مع البرامج الإلكترونية المختلفة والمتعددة فإننا نطالب بعودة وتكثيف مثل تلك البرامج لمستويات الأعمار المختلفة لحماية أبناء هذا الجيل من المتغيرات الاجتماعية والأخلاقية والعقيدية التي تحاول بعض البرامج الإلكترونية تغييرها والمساس بها، ونؤمن إيماناً راسخاً أن لدينا من الكفاءات الشبابية الوطنية القادرة على إنتاج مثل تلك البرامج الجيدة، بل لديهم إبداع تتعجب منه الدول، ويتم الاستعانة بهم من قبل الدول الأخرى، فلمَ لا تتبنى الدولة إبداعات أبنائها وقدراتهم فهم سيعطونها أكثر عندما تحتويهم وتساندهم وتدعمهم؟ لأن العطاء للوطن سيكون واجبا وطنيا قبل أن يكون مجرد عطاء.

وعندما تجد القدرات الشبابية منفذاً لإبداعاتها فإنها ستسغله بشكل سليم ومثمر، بدل تفريغ تلك الطاقات المفرطة والمواهب الجبارة بشكل سلبي ومزعج للآخرين وللمجتمع، وهذا بمثابة استثمار لمواردنا البشرية، لذا نهيب بالمؤسسات المعنية للبحث عن المبدعين عبر الوسائل الإعلامية المختلفة ودعمهم وتشجيعهم.

إن تطور البلد يكون بالمحافظة على القيم والتمسك بها ونشر الوعي الثقافي والاجتماعي والديني لأبنائه فهم صناع المستقبل المشرق للبلد.

back to top