ترامب لإردوغان: لا تكن شيطاناً متصلباً أحمق

• الكرملين ينتقد الرسالة الرئاسية غير المعهودة .... وأنقرة: ألقيناها في سلة المهملات
• الأكراد يطلبون ممراً إنسانياً من رأس العين... وبغداد تجدد رفضها استقبال سجناء «داعش»

نشر في 18-10-2019
آخر تحديث 18-10-2019 | 00:05
شاحنة تركية تنقل دبابات إلى سورية أمس (إي بي إيه)
شاحنة تركية تنقل دبابات إلى سورية أمس (إي بي إيه)
مع وصول نائبه مايك بنس إلى أنقرة للدعوة إلى وقف الهجوم المستمر منذ 9 أيام على الوحدات الكردية، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نص رسالته لنظيره التركي رجب طيب إردوغان حذره فيها من التوغل في سورية، قبل أن يشن هجوماً لاذعاً على رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
في رسالة انتقدها الكرملين واعتبر لغتها غير معتادة أبداً بين قادة الدول، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب إردوغان، في التاسع من أكتوبر، من التوغل في سورية، قائلاً: «لا تكن متصلباً. لا تكن أحمق».

وفي رسالته، التي نشرها البيت الأبيض، أمس الأول، كتب ترامب لإردوغان: «فلنتوصل إلى اتفاق جيد! أنت لا تريد أن تكون مسؤولاً عن ذبح آلاف الأشخاص وأنا لا أريد أن أكون مسؤولاً عن تدمير الاقتصاد التركي، وسأفعل ذلك وقدمت لك مثالاً بسيطاً بقضية القس برونسون»، مضيفاً: «عملت جاهداً على حل بعض مشاكلك. لا تخذل العالم. يمكنك إبرام اتفاق عظيم».

وقال ترامب في الرسالة، التي دعمت موقفه وتأكيد أنه لم يمنح إردوغان الضوء الأخضر لغزو سورية: «سوف ينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا قمت بذلك بطريقة صحيحة وإنسانية، وسوف ينظر إليك إلى الأبد كشيطان إذا لم تحدث الأمور الجيدة، فلا تكن متصلباً. لا تكن أحمق!، وسأتصل بك لاحقاً».

وذكر ترامب أنه أرفق مع رسالته، التي تحمل تاريخ بدء عملية «نبع السلام» ضد الوحدات الكردية، نسخة من خطاب سري تسلمه من قائد قوات سورية الديمقراطية (قسد) مظلوم كوباني أبدى فيه استعداده للتفاوض مع إردوغان وتقديم تنازلات لم يسبق له تقديمها في الماضي.

ولاحقاً، نقلت شبكة BBC عن مصادر في الرئاسة التركية عن طريقة تعامل إردوغان مع رسالة ترامب، مؤكدة أنه «رفضها قطعياً ووضعها في سلة المهملات».

نانسي بيلوسي

وفي يوم نشر الرسالة، انسحب مسؤولون ديمقراطيون من اجتماع مع ترامب لمناقشة سياسته بسورية وقراره سحب القوات منها، بعد أن توجه بكلام قاس لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووصفها بأنها «سياسية مضطربة من الدرجة الثالثة».

وبعد الاجتماع، كتب ترامب في تغريدة، «نانسي بيلوسي تحتاج إلى مساعدة وبسرعة! إما أن شيئاً ما لا يعمل في عقلها أو أنها ببساطة لا تحب بلدنا»، موضحاً أنها «انهارت بالكامل في البيت الأبيض اليوم. من الحزن. صلوا من أجلها إنها إنسانة مضطربة جداً».

ورئيسة مجلس النواب، التي اختار لها ترامب لقب «نانسي العصبية»، اتهمته أيضاً «بالانهيار» في أول اجتماع بينهما منذ إطلاقها إجراءات عزله في 24 سبتمبر.

إيران وروسيا

وعشية لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة الوضع في سورية و«الحاجة إلى مواجهة سلوك النظام الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة»، حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، أن تعزيز دور روسيا وإيران في سورية بشكل كبير بعد انسحاب القوات الأميركية.

واعتبرت ميركل أن العملية التركية «مأساة إنسانية ذات تداعيات جيوسياسية كبرى، ولهذا السبب فإن برلين في ظل الظروف الحالية لن تورد أي أسلحة لأنقرة».

وبحسب الكرملين، فإن الرئيس فلاديمير بوتين سيبحث يوم الثلاثاء مع إردوغان في سوتشي قلقه من العواقب الإنسانية المحتملة لحملته المستمرة شرق الفرات، مؤكداً أن موقف موسكو معروف ولم يتغير.

وجددت الخارجية السورية رفضها وإدانتها للعدوان التركي، معتبرة أنه «رغم سيل الإدانات الدولية لا يزال نظام إردوغان يزرع الموت والدمار وعدوانه الغادر وليد الأطماع التوسعية والأوهام البائدة ويؤكد أنه في مصاف المجموعات الإرهابية التي قدم لها مختلف أشكال الدعم».

رأس العين

ووسط اتهامات الإدارة الذاتية لها باستخدام «أسلحة حارقة» ومطالبتها بفتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين والجرحى، حققت القوات التركية والفصائل الموالية لها، أمس أول، تقدم حقيقي داخل مدينة رأس العين وباتت تسيطر على نحو نصف مساحتها، بحسب المرصد السوري.

وبعد استقباله مستشار الأمن الأميركي روبرت أوبراين، سارع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى نفي اتهام الإدارة الذاتية باستخدام «الأسلحة المحرمة كالفوسفور والنابالم في رأس العين»، متهماً الأكراد أنفسهم «باستخدام أسلحة كيماوية».

وفي حين دعت الإدارة الذاتية «العالم أجمع إلى فتح تحقيق رسمي ودولي حيال هذه الانتهاكات»، أكد المرصد نزوح أكثر من 300 ألف مدني منذ بدء الهجوم، في «واحدة من أكبر موجات النزوح خلال أسبوع» منذ 2011، موضحاً أن أغلبيتهم من الحسكة وكوباني وتل أبيض.

وبناء على طلب الإدارة الكردية، وسعت قوات الرئيس بشار الأسد انتشارها على أكثر من جبهة على طول الحدود مع تركيا وباتت موجودة في مناطق عدة أبرزها مدينتا منبج وكوباني.

وقبل وصول القوات السورية إلى الحدود مع تركيا من منطقة سوق الهال شمال كوباني ورفع العلم فوقها، دمرت القوات الأميركية مستودعاً للذخيرة وعتاداً عسكرياً، قبل انسحابها من قاعدتها بمصنع «لافارج» للأسمنت في المدينة.

ووسط أنباء عن تسلل نحو ألف من عناصره من سنجار إلى العراق، أعلن «داعش» على تطبيق «تلغرام» أنه «حرر عدداً» من النساء «المسلمات» المحتجزات، إثر هجوم شنه على مقر للوحدات الكردية في محافظة الرقة.

وفي تطور ميداني أعقب انصرافها لصد الهجوم التركي، قررت «قسد» تجميد كافة العمليات ضد تنظيم «داعش» وخلاياه النائمة وقصر العمليات على صد هجماته، مشددة على أنها لن تسلم مسلحيه وعائلاتهم المعتقلين لديها لأي جهة أو إلى تركيا أو الحكومة السورية حتى في حال سيطرتهما على الأرض.

محاكمة الأجانب

وخلال مؤتمر مشترك مع نظيره الفرنسي جان ولدريان، رفض وزير خارجية العراق محمد الحكيم إمكان استقبال ومحاكمة «الدواعش» الأجانب، بمن فيهم 60 فرنسياً محتجزين بسورية، مشدداً على أنه يتعين على دولهم البالغ عددها 72 التحرك بشأنهم.

وإذ أوضح الحكيم أن بغداد قررت وبشكل رسمي استقبال العراقيين وأسرهم ليحاكمهم قضاؤها، اعتبر لودريان أن أعداد الأجانب في سجون الأكراد كبيرة ومن مختلف الجنسيات ولابد من دعم أمن هذه السجون والمساعدة في تعزيز حراستها، مؤكداً أن كل من قاتل في العراق وضد شعبه يجب أن يحاكم بالآليات القضائية المناسبة بأقرب وقت.

وحذر لودريان من أن مكاسب محاربة الإرهاب في 5 سنوات مهددة بسبب التوغل التركي بسورية، مبيناً أن هذا يتطلب عقد اجتماع للتحالف الدولي لمواجهة الخطر المحدق وعودة «داعش».

ترامب: بيلوسي سياسية مضطربة من الدرجة الثالثة صلوا من أجلها
back to top