لبنان: جمر الموازنة يستيقظ تحت رماد الحرائق

نشر في 17-10-2019
آخر تحديث 17-10-2019 | 00:05
منظر يظهر المناطق المحترقة بعد حرائق الغابات في قرية المشرف جنوب شرق بيروت . لبنان
منظر يظهر المناطق المحترقة بعد حرائق الغابات في قرية المشرف جنوب شرق بيروت . لبنان
استفاق لبنان، أمس، على مشهد الدمار الشامل الذي خلّفته الحرائق في غاباته ووديانه، والتي أصبحت في غضون ساعات قليلة سواداً ورماداً تفوح منه رائحة الجمر والنار.

وواصلت الأجهزة المعنية جهودها على الأرض للتثبت من إخماد الحرائق، التي التهمت أمس الأول مئات آلاف الأمتار من الشوف والمتن، وقد تجدد بعضها، أمس، في حين اقتحمت هذه الكارثة «ساحة النجمة» وفرضت نفسها على نقاشات اللجان والنواب الذين أجمعوا على المطالبة بالتحقيق في أسباب عجز الدولة عن التصدي للأزمة وما اذا كانت النيران مفتعلة أم لا.

ولم يحجب دخان هذه الأحداث موازنة 2020، التي بقيت حاضرة في المشهد الداخلي. واجتمع مجلس الوزراء، امس، لاستكمال درسها، على وقع اتصالات سياسية توسّعت دائرتها في الساعات الماضية، في محاولة لرفع العقبات التي تعترضها، في حين استقبل رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، وزير الخارجية جبران باسيل في محاولة منه لإيجاد صيغة مقبولة ترضي جميع الاطراف فيما خص الموازنة.

في السياق، تساءل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في لقاء «الأربعاء النيابي» أمس: «لماذا نعيش حالة إنكار وكأننا لا نعاني أزمة مالية، اقتصادية واجتماعية، على الرغم من توافقٍ بإجماع المستويات الرئاسية والقيادات المسؤولة على 22 بنداً في لقاء قصر بعبدا، وهي إصلاحات بدءاً من الموازنة مروراً بالكهرباء والغاز الى آخره من بنود؟».

وأبدى بري استغرابه «إعادة البحث من جديد بملف الاصلاحات، طالما بتّ بهذا الملف من ضمن البنود الـ 22، وإلا فليحسم التصويت هذا الامر»، مشدداً على «ضرورة حسم المعنيين خلال اليومين المقبلين ملفات الموازنة والإصلاحات».

كما قال رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، عبر «تويتر» أمس: «في السياسة، سيصبّ الحزب جهده في دعم الرئيس الحريري في تمرير الموازنة، على الرغم من بعض الثغرات، بعيداً عنن السجال حول النظام السوري، حيث سيكون للحزب موقف واضح ومفصل. كفانا حرائق متنقلة».

إلى ذلك، اعتبر رؤساء الحكومات السابقون نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، بعد لقائهم أمس، أنه «لا يجوز لمسؤول ولا ينبغي له أن تزدوج شخصيته وأن يمارس التحريض من جهة، في حين هو جزء أساسي من منظومة الدولة».

وأكدوا أنه «لا يجوز لوزير أو رئيس تيار ان يحرض رئيس الجمهورية على الحِنْثِ بقسمه في حماية الدستور، وأن يعتبر مناسبة 13 تشرين الأول إعادة الأمور إلى نقطة ما قبل الطائف»، مشيرين بوضوح الى رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، الذي هدد بقلب الطاولة على الجميع.

في سياق منفصل، وبعد السجال الذي حصل بين وزير المهجرين غسان عطالله والنائبة بولا يعقوبيان، خلال حلولها ضيفة مع الاعلامي جورج صليبي على قناة «الجديد»، مساء أمس الأول، أسف عطاالله في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»، أمس، لاستغلال كلامه «للسيّدة يعقوبيان في غير مكانه، وأن يأخذ منحى التعرّض للمرأة وشرفها، علماً أنني لم أقل كلمة واحدة في هذا الإطار، والقصد كان الحديث عن الأخلاق والتاريخ في إطارهما السياسي والمواقف الشعبوية غير الصادقة تجاه الناس». وأضاف عطاالله: «أكنّ كل الاحترام للمرأة، وأؤكد أنّني كما لا أقبل التعرّض لأمّي وأختي وزوجتي وابنتي والسيّدات في فريق عملي لا يعنيني التدخل في الحياة الشخصيّة لأيّ كان، وكلّي أسف كذلك أن تأخذ السيّدة يعقوبيان كلامي من الاتجاه السياسي الى أمور ومواضيع لم آتِ على ذكرها».

وكان عطاالله اتهم يعقوبيان بأنّها «وصلت الى النيابة بطريقة غير اخلاقية»، ما استدعى رداً عنيفاً من يعقوبيان قالت فيه إنه «من غير المعقول انه كلما فاتحنا أحداً من التيار الوطني الحر بموضوع الأداء السياسي يرد علينا بمواضيع الشرف، الشرف ليس بين الرجلين، إنما بالرأس وهذا ما لا تملكه».

back to top