«أسرار مصر الغارقة» يبهر العالم في كاليفورنيا

المعرض يضم 293 قطعة أثرية ويستمر حتى أبريل 2020

نشر في 17-10-2019
آخر تحديث 17-10-2019 | 00:03
 من داخل المعرض
من داخل المعرض
في معرض "أسرار مصر الغارقة"، المقام بولاية كاليفورنيا الأميركية ويستمر حتى أبريل 2020، يحتشد آلاف الزوار، حيث يشاهدون قطعاً أثرية نفيسة أبهرت العالم، تعود إلى العصر اليوناني والروماني والدولة الحديثة.
بعد النجاح الكبير الذي حققه معرض "أسرار مصر الغارقة" منذ انطلاق محطته الأولى عام 2015 في فرنسا ثم انكلترا وسويسرا فالولايات المتحدة، وصل إلى ولاية كاليفورنيا، ليستمر المعرض قائماً خلال الفترة من 5 أكتوبر الجاري حتى أبريل 2020، وهو يعرض قطعاً أثرية قمة في الروعة تنتمي إلى عصر الدولة الحديثة والعصر اليوناني والروماني، جرى انتشالها من قاع البحر المتوسط قبل نحو 20 عاماً.

إقبال جماهيري

ويواصل المعرض محطات نجاحه وسط إقبال جماهيري كبير من جانب عشاق التاريخ والحضارة والآثار المصرية، وخصوصاً تلك القطع التي تم استخراجها عام 2000 من قاع البحر المتوسط قرب مدينة الإسكندرية الساحلية، فيما يعرف بآثار مدينتي "هيرقليون" و"كانوبيس".

تماثيل ضخمة

ويضم المعرض 293 قطعة أثرية انتُشلت من المدينتين التاريخيتين عند الميناء الشرقي لمدينة الإسكندرية، وتضم المعروضات تماثيل ضخمة للآلهة إيزيس وسيرابيس، وتماثيل لأبي الهول ومجموعة من الحلي والأدوات المنزلية، إلى جانب تمثال صغير من البرونز لأحد الفراعنة، ارتفاعه 20 سنتيمتراً، وهو منحوت بدقة عالية، ويجسد التمثال الفرعون وهو واقف يرتدي التاج الأزرق والنقبة المعتادة (الشنديد الملكي) متخذاً وضع السير، وممسكاً بعصا في يده اليمنى، يعتقد أن يكون لأحد ملوك الأسرة الثلاثين أو ربما هو الملك "بسماتيك الثاني" من الأسرة السادسة والعشرين، إلى جانب تمثال للإلهة "تاورت" من عصر الأسرة السادسة تظهر فيه على هيئة فرس النهر واقفة تستند إلى كفوف الأسد، وتميمة على هيئة عين حورس من العصر البطلمي.

المحطة الثالثة

وولاية كاليفورنيا هي المحطة الثالثة للمعرض الذي انطلق عام 2015، إذ عُرض في فرنسا والمتحف البريطاني بإنكلترا ثم انتقل إلى مدينة زيوريخ في سويسرا، وبدأ بعدها رحلته إلى الولايات المتحددة، وتضمنت المحطة الأولى مدينة سانت لويس بولاية ميسوري ومينابولس، ليصل أخيراً إلى ولاية كاليفورنيا التي هي محطة المعرض الثانية في أميركا.

وشارك الأمين الأعلى للمجلس الأعلى للآثار المصرية، مصطفى وزيري، في افتتاح المعرض الأثري.

وخلال العامين الماضيين، قامت وزارة الآثار المصرية بنقل 1199 قطعة أثرية من المخازن إلى المتحف المصري الكبير، وتنتمي القطع المنقولة حديثاً للمتحف إلى عصر الدولة الحديثة والعصر اليوناني والروماني، ومن بينها قطع من الغرانيت الوردي وتمثال لأبي الهول ورؤوس تماثيل.

مدينة "هيراكلون"

ويعود اكتشاف مدينة "هيراكلون" بالقرب من سواحل الإسكندرية إلى عام 2000، حينما كان يبحث عالم الآثار فرانك جوديو عن سفينة حربية فرنسية تعود إلى القرن الثامن عشر قرب السواحل المصرية.

وبعد إزالة طبقات من الرمال والطين، ظهرت معالم مدينة هيراكلون الغارقة، التي يعتقد آثاريون أنها كانت أهم مراكز التجارة في منطقة البحر المتوسط قبل نحو 1200 سنة، وكانت تقع قرب المعبد الذي افتتحته الملكة كليوباترا خلال فترة حكم البطالمة لمصر، وقد غرقت المدينة الأثرية بالقرب من خليج "أبوقير"، نتيجة انهيار أرضي بسبب خطأ في تشييدها على أرض رخوة.

متحف تحت الماء

ورغم أن كمية التماثيل والقطع الأثرية الرائعة التي تم اكتشافها في قاع البحر قبالة شواطئ الإسكندرية وتعتبر بمنزلة متحف طبيعي للآثار تحت الماء، فإن حلم إنشاء متحف لها تحت الماء لم يجد فرصة للتحقق على أرض الواقع، أو بالأحرى في قاع البحر، لكن الحديث يتجدد مع كل محطة يصل فيها معرض "أسرار مصر الغارقة " إلى مدينة غربية جديدة.

يُشار إلى أن منظمة اليونسكو قررت قبل سنوات، بالتعاون مع الحكومة المصرية، إنشاء أول متحف في العالم يقع تحت سطح المياه لمشاهدة تلك الآثار الغارقة.

ووضعت شركة أجنبية تصميماً رائعاً للمتحف الذي سيتكون من أربعة مبانٍ طويلة على شكل أشرعة مراكب نيلية متصلة ببعضها على مساحة 22 ألف متر مربع، ومصطفة في شكل دائرة قطرها 40 متراً.

مشاهدة الآثار

ويتكوّن المتحف من قسمين الأول فوق سطح الماء، ويعرض الأجزاء التي انتُشلت، والآخر تحت سطح الماء ويمتد مسافة سبعة أمتار لعرض الأجزاء التي لم يتم انتشالها، وسيتمكن الزوار من مشاهدة الآثار إما عن طريق الغوص أو من خلال السير داخل أنابيب زجاجية، وسيتسع المتحف لثلاثة ملايين زائر سنوياً، وقد تم الانتهاء من التصميم منذ عام 2009 لكن في انتظار التمويل، ومن المخطط أن يستغرق البناء ثلاث سنوات.

back to top