هل تموت فكرة «ليبرا» قبل أن ترى النور؟

نشر في 17-10-2019
آخر تحديث 17-10-2019 | 00:05
هل تموت فكرة «ليبرا» قبل أن ترى النور؟
هل تموت فكرة «ليبرا» قبل أن ترى النور؟
يرى المراقبون أنه حال استطاعت «ليبرا» توفير السرية الحقيقية لمستخدميها، فإنها ستتحول إلى منصة للتهرب من الضرائب وغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
يبدو أن حظوظ إطلاق العملة الرقمية المقترحة من شركة "فيسبوك" تتآكل بعد انسحاب مجموعة من كبريات شركات التقنيات المالية أمثال "باي بال" و"فيزا" و"ماستر كارد" و"ستريب" و"إيباي" كرعاة محتملين، الأمر الذي لم يكن مفاجئاً نظراً للإدراك العالمي السريع للمخاطر الممكنة لهذه العملة.

ويرى المراقبون أنه حال استطاعت "ليبرا" توفير السرية الحقيقية لمستخدميها، فإنها ستتحول إلى منصة للتهرب من الضرائب وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، أما إذا تساهلت مع مسائل الخصوصية، فسوف تمنح "فيسبوك" قدرة على الوصول إلى بيانات حساسة جداً بشأن المستخدمين.

مخاطر اقتصادية ومالية

- هناك مخاطر تفرضها عملة "ليبرا" على الاستقرار الاقتصادي والمالي، ورغم أنها ستُدعم من مجموعة من الأصول ذات التقلبات المحدودة، فإن الكثيرين ممن عاصروا أزمة عام 2008 يعتقدون أن انخفاض درجة التقلبات هو حالة ذهنية أكثر من أنه سمة جوهرية للأصل.

- على سبيل المثال، حال كان هناك رفع (غير متوقع) في أسعار الفائدة، سيؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار السندات التي تشكل جزءاً من الاحتياطي الداعم لقيمة "ليبرا"، وفي هذا السيناريو، ستكون قيمة السندات في محفظة الاحتياطي غير كافية لاستبدال العملات المتداولة.

- إذا تحول سكان أي بلد بعيداً عن عملتهم الوطنية، فسيعني ذلك إفساد سياسات ضبط الفائدة التي يحددها البنك المركزي، ولتقدير عواقب هذه الخطوة، يُكتفى بالنظر إلى تاريخ الأرجنتين المذبذب والممتلئ بالأزمات جراء الدولرة المالية.

- أخيراً ستجد الحكومات التي تستخدم الضوابط لتنظيم تدفقات رأس المال أنه من السهل التهرب منها، بالتالي سوف تكون اقتصاداتها بالكامل عرضة للضعف في الأسواق المالية العالمية.

خوف الشركاء

- خوف الرعاة جاء بعد تحذير المنظمين والسياسيين في أنحاء العالم من أن سوق العملة الرقمية واسع النطاق الذي ستخلقه "ليبرا" يشكل تهديداً للنظام المالي، فضلاً عن المخاوف المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب والتهرب.

- نقلت "فاينانشيال تايمز" عن بعض الرعاة المنسحبين قولهم، إنهم يشعرون بأن "فيسبوك" قللت من أهمية التدقيق التنظيمي الذي سيحظى به المشروع، وبالغت في تقديم التعهدات لأعضاء التحالف المعني بالإشراف على العملة.

- كما قال العديد منهم، إنه رغم طموح الشركة للترويج لـ"ليبرا" كعمل مشترك، فإنها ظلت مرتبطة في الواقع بـ "فيسبوك" فقط، في حين تعاني شبكة التواصل الاجتماعي سلسلة فضائح متعلقة بالخصوصية وتحقيقات بشأن ممارسات احتكارية في الولايات المتحدة وأوروبا.

- القشة القاصمة، جاءت بعد استدعاء رئيس "فيسبوك"، مارك زوكربيغ للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس، وبعدها أرسل العديد من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ خطاباً إلى الشركاء يطالبونهم فيه بإعادة التفكير بشأن المشاركة في مشروع العملة الرقمية.

البدائل موجودة فعلاً

- يدعي المروجون لعملة "ليبرا"، بأن لها فوائد اجتماعية كبيرة تدفع السلطات التنظيمية للموافقة عليها، إذ ستخفض تكلفة المدفوعات العابرة للحدود، وسوف تقلل من تكاليف التحويلات المالية، وتوفر خدمات مالية غير مقيدة بالتعامل مع البنوك.

- في حين أنها حجج حقيقية، لكنها لا تبدو ضرورية، فمثلاً، تواصل تكلفة المدفوعات عبر الحدود انخفاضها، وشركة مثل "ريبل" في سان فرانسيسكو، تستخدم تقنية "بلوك شين" وعملتها الرقمية الخاصة لتسهيل التحويلات المالية بين البنوك التجارية برسوم قليلة جداً.

- نظراً إلى أن "ريبل" تتعاون مع البنوك التجارية الخاضعة للقواعد التي تتطلب معرفة البيانات الأساسية عن العميل والمتطلبات التنظيمية الأخرى، فإن تقنية الدفع التي توفرها (تستخدمها بنوك مثل "سانتاندير" لربط أوروبا بأميركا) لا تشكل نفس المخاوف المتعلقة بـ"ليبرا".

- اختبرت شبكة الاتصالات المالية بين البنوك حول العالم "سويفت" (والتي تتم من خلالها التحويلات بين البنوك بشكل تقليدي)، نظاماً لتحويل الأموال بين المصارف في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا، يمكنه تسوية المدفوعات في أقل من 13 ثانية.

back to top