«جراحة التعذيب» لإنقاذ ما يمكن إصلاحه

نشر في 16-10-2019
آخر تحديث 16-10-2019 | 00:05
No Image Caption
إذا كنت تعتقد أن المهاجرين القادمين من ليبيا قاصدين أوروبا لا يفرون من الجحيم، فالجراح الإيطالي العالمي ماسيمو بيني لديه من الدليل، من واقع خبرته العملية، ما يجعلك تغير رأيك، أو ربما تصاب بحالة إغماء.

وليس من المعتاد بالنسبة إلى بيني، المتخصص في جراحات اليدين، إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، لكنه كسر هذه القاعدة خلال الأشهر القليلة الماضية.

وعبر الانفتاح على وسائل الإعلام، يسعى بيني إلى التصدي للروايات التي تنكر وجود معسكرات تعذيب للمهاجرين في ليبيا، لأنه رأى براهين قوية منذ بدأ علاج المهاجرين السابقين الذين سلكوا سبيل البحر من أجل الوصول إلى أوروبا.

وقال بيني، بمكتبه في مستشفى سان جيراردو العام بمدينة مونزا، القريبة من ميلانو، لوكالة الأنباء الألمانية: "نرى هؤلاء الرجال، وما جرى لهم، ونرى الإصابات... ما نقوله ليس هراء".

وأطلق بيني، الذي أجرى أول عملية لزراعة يدين في إيطاليا عام 2010، على عمله مع المهاجرين "جراحة التعذيب" التي تحاول "التعامل مع الإصابات الناجمة عن ممارسات التعذيب التي تعود إلى العصور الوسطى".

وخلال السنوات القليلة الماضية، رأى بيني مهاجرين حُرِقت أيديهم أو كُسِرت بمطرقة، وفي بعض الحالات الأشد قسوة، يتم بترها بآلة حادة.

وأضاف: "يريد ممارسو التعذيب أن يتركوا علامة، وأن يكونوا مقنعين جداً" بأن ما يفعلون من تعذيب هو نوع وحشي جداً، على نحو خاص، وأنه يهدف إلى شل حركة الأشخاص الذين يتعرضون للتعذيب.

وعرض بيني عبر جهاز الكمبيوتر الخاص به صور الجراحة التي أجراها للغاني محمد، البالغ من العمر 24 عاماً، وهو يقول إن من يشاهد هذه الصور سيصاب حتماً بالإغماء.

وأوضح محمد في مقابلات إعلامية أخرى أن إصابة في معصمه الأيمن بمنجل كانت نتيجة محاولة منه للحيلولة دون قطع رأسه.

back to top