عادل بنيامين: أستهدف تعويد العيون على الفنون

يعرض لوحاته في محطات السكك الحديدية والمقاهي ومرافئ السيارات

نشر في 14-10-2019
آخر تحديث 14-10-2019 | 00:03
الفنان التشكيلي عادل بنيامين
الفنان التشكيلي عادل بنيامين
لا أحدَ في مصر يجهل الفنان التشكيلي عادل بنيامين، فهو علامة بارزة في عالم الريشة والألوان، إذ استطاع أن يخرج بالفن من القاعات المغلقة إلى فضاء الطرقات، وصولاً إلى الجمهور العادي، وتجده يعرض لوحاته في محطة قطار أو مرفأ سيارات أو داخل إحدى الجامعات أو في ضاحية شعبية وسط المهمشين، لذا استحق عن جدارة لقب "رائد فن الشارع".
وفي حوار أجرته معه "الجريدة"، قال بنيامين إنه أقام أحدث معارضه على سلم المعهد القومي للأورام (وسط القاهرة)، الذي تعرض لعملية إرهابية قبل أشهر، لتأكيد أن الفن وحده هو أداة الارتقاء بعقول الناس، لافتاً إلى أنه يستهدف تعويد العيون على الفنون... وفيما يلي نص الحوار:
● مَن هو عادل بنيامين؟ ومتى بدأت علاقتك بالفن التشكيلي؟

- فنان من القاهرة، معجون بحب بلدي، وأحببتُ الفن منذ نعومة أظفاري مع تشجيع من أبي وأمي إلى جانب الموهبة التي حباني بها الله، والدراسة والخبرة، وكلها عوامل جعلتني أعشق الفن التشكيلي.

● حدثنا عن مبادرتك التي تستهدف من خلالها توعية الجمهور العادي بالفن التشكيلي.

- مبادرتي هي أن نعوِّد العيون حب الفنون، وأن نخلق وعياً لدى رجل الشارع العادي بالفن وجماله وتأثيره وقيمته وقدرته على مساعدة الناس على راحة النفس وتعميق السلام الداخلي، وإبراز قيمة الفن في حياتنا.

منطقة الأهرامات

● ما أبرز الأماكن التي زرتها لنشر هذا الوعي الفني وعرض لوحاتك على الجمهور العادي؟

- زرت كل مكان غير متوقع، الشوارع الجانبية، ومحطات السكك الحديدية، ومترو الأنفاق، والمقاهي، وورش السيارات، ومرافئ السيارات والميكروباص، والكباري، ومنطقة الأهرامات، وغيرها الكثير من الأماكن.

● كيف كانت ردود فعل الناس؟

- ردود الفعل كانت أكثر من رائعة، وتنوعت بين الدهشة والأسئلة التي تأتي نتيجة الإعجاب، والابتسامة، والسعي إلى المعرفة والتفاعل بإيجابية، والناس العاديون عيونهم تعشق الفنون ويحتاجون فقط إلى من يساعدهم في ذلك.

زرع الفنون

● ماذا في خطتك لتحقيق مزيد من الانتشار لفكرة المبادرة؟

- لا يعنيني الانتشار كثيراً، ويكفيني أن أفعل أقصى جهدي لنشر مبادرتي في كل مكان أستطيع الذهاب إليه. ولست بطامع في شهرة أو مكسب، بل أحلم بزرع الفنون في العقول وغرس بذور السلام والمحبة في نفوس البشر من خلال أعظم لغة، وهي لغة الفن.

مصلحة الأطفال

● أحدث معارضك أقمتها أيضاً في الشارع لكن هذه المرة على أبواب معهد الأورام الذي شهد تفجيراً إرهابياً قبل أشهر.. حدثنا عن المعرض.

- أول معرض أقمته من هذا النوع كان منذ نحو عام، لمصلحة الأطفال مرضى السرطان في "مستشفى 57357" لعلاج الأورام، وقد بيعت كل لوحاتي، وحقق المعرض دخلاً بملايين الجنيهات، والمعرض الثاني أقيم بمشاركة عدد من الفنانين في المعهد القومي للأورام في أعقاب الحادث الإرهابي، وحقق ردود فعل إيجابية.

نهضة فنية

● من وجهة نظرك مَن المسؤول عن غياب الوعي والثقافة التشكيلية في مصر وعلى المستوى العربي؟

- لا أستطيع الجزم بأن ثمة غياباً للوعي والثقافة في مصر، فالوعي بالفنون موجود داخلنا بمن في ذلك البسطاء، لكن ربما نتيجة الظروف الاقتصادية والأحداث التي مرت بها البلاد، تعامل البعض مع الفن باعتباره رفاهية في وقت الجد والأزمات، إلا أن الفن في الحقيقة حاضر دائماً، وله دوره في المجتمع.

أما عربياً، فثمة نهضة فنية رائعة، ولي أصدقاء فنانون وفنانات مشاهير من دول عربية مختلفة، نتبادل نشر ثقافة الفن التشكيلي.

إقامة المعارض

● كيف يمكن الارتقاء بالفن التشكيلي في مصر ليصل إلى ذائقة شرائح المجتمع المختلفة؟

- هنا يبرز دور الدولة والمثقفين، فالدولة مسؤولة عن إقامة المعارض للشباب ومساعدتهم ومساندتهم حتى تصل رسالتهم إلى الناس، ويجب الاهتمام بقصور الثقافة وتشجيع الشباب من خلال عقد مسابقات، ومنح جوائز للمتميزين، والاهتمام بحصة الرسم في المدارس، وهي أمور تقوم بها الدولة بالفعل، لكنها تحتاج إلى تطوير لتواكب العصر.

أما دور المثقفين فيكون من خلال إطلاق مبادرات تستهدف زيادة وعي الناس وحثهم على المشاركة في المعارض وزيارة المتاحف، وخلق مناخ يساعد الجمهور العادي على الاستمتاع بالثقافة والفن، بعيداً عن القوالب الجامدة والمصطلحات الصعبة، كما يجب أن يتخلى الفنانون عن القاعات المغلقة وينزلون إلى الشارع للارتقاء بالذوق العام، حيث أسعى إلى أن أترك لمسة جمال يراها الجميع خارج قاعات الفنون.

● ألم تتواصل معك وزارة الثقافة أو أي جهة رسمية لدعم المبادرة ومساعدتك في نشرها؟

- أتمنى أن تتواصل معي أي جهة رسمية، لتنمية هذه المبادرة ونشرها على نطاق أوسع لتصل إلى كل الناس.

الفنان التشكيلي في سطور

ولد عادل بنيامين مرقص، في ضاحية "روض الفرج" بالقاهرة عام 1953، وحصل على البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة (ليوناردو دافنشي) عام 1977، وعمل في قسم الميكروفيلم بجريدة الأهرام، وكبير مهندسي الديكور في عدة شركات إيطالية في مصر.

وبنيامين هو صاحب فكرة إقامة أول معرض فردي على قارعة الطريق لتقليل الفجوة بين الفنان والجمهور، فخلال عام 1974 أقام معرضاً على سور المتحف المصري في ميدان التحرير (وسط القاهرة)، وتابعه نحو مليون مشاهد، وتوالت المعارض التي أقامها، أبرزها في حقبة السبعينيات داخل حديقة الأزبكية، وسجن ليمان طُرة، بخلاف مشاركاته في فعاليات دولية، مثل "بينالي الرياضة" في برشلونة – إسبانيا، الذي حصد من خلاله جائزة عالمية.

أحلم بزرع الفنون في العقول وغرس بذور السلام والمحبة بنفوس البشر
back to top