High Light: محمد بندر الظفيري والمدرسة الحلم

نشر في 11-10-2019
آخر تحديث 11-10-2019 | 00:05
 د. حمود حطاب العنزي تستشعر الإدارة العامة لمنطقة الجهراء التعليمية أهمية تبادل الزيارات بين إدارات المدارس لتعم الفائدة، وانسجاماً مع هذا التوجه قمنا، نحن إدارة مدرسة المقداد بن الأسود المتوسطة، بزيارة مدرسة عبدالرحمن عبدالجادر المتميزة، وقابلنا مديرها المبدع المربي الفاضل محمد بندر الظفيري، وبعد إتمام الزيارة المفيدة جداً، دار بيني وبينه حديث جله ينصب باتجاه النهوض بالعملية التعليمية، استعرضنا فيه تجارب الشعوب، وانتهى بحلم المدرسة المثالية.

ومن المفيد هنا أن نذكر أهم ملامح حلمنا، نحلم بمدرسة بلا أسوار، بمعنى أن تكون ذات اتصال عضوي مع المجتمع بكل مكوناته ومؤسساته ذات الصلة ببناء الإنسان الكويتي، متصلة بقواعد الإنتاج مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالرأي العام ومعبرة عنه، مدرسة أنشطتها اللاصفية تنطلق من النسق الثقافي والقيمي للمجتمع الكويتي، ولديها القدرة على التواصل مع كل من يستطيع المساهمة الفاعلة التي تصب في اتجاه صياغة العقلية الكويتية من جديد، ليتم تبني قيم التسامح والحرية، وتقبل الآخر والديمقراطية وكل القيم الأخلاقية التي تعكس عادات وتقاليد المجتمع الكويتي، وفي المقابل يتم نبذ قيم الكراهية والتطرف الفكري والثقافي وكل القيم السلبية التي أسست لثقافة الفساد المنتشرة بين مجموعة من أفراد المجتمع الكويتي للأسف الشديد.

مدرسة لها امتداد أفقي إلى مراكز الأبحاث وخطوط الإنتاج والمتاحف والمراكز البيئية، وإلى كل موقع يمكن أن يسهم في إعطاء المكانة والجودة، وامتداد رأسي إلى كل التجارب الإنسانية والتربوية في كل دول العالم المتحضر، مدرسة تدرس فيها الحياة بكل أشكالها ومتطلباتها ومتغيراتها وأنشطتها المختلفة، ليتلاشى فيها كل ما يفصل المناهج الدراسية عن متطلبات المجتمع والحياة العصرية الحديثة، مدرسة متطورة في رؤيتها ورسالتها وأهدافها، ومواكبة للموقف التعليمي بأبعاده الثلاثة: التعليمية والمهارية والوجدانية، مدرسة يحظى فيها المعلم بمكانة عالية في المجتمع تضعه في أعلى سلم المهن مادياً ومعنوياً لكي تتحقق له حياة كريمة مستقرة.

مدرسة مناهجها الدراسية تخلو من الحشو والتكرار، ويساهم في وضعها واختيارها أولياء الأمور والطلاب على غرار ما يحدث في مدارس الدول المتقدمة، مدرسة ذكية تعتمد على تكنولوجيا التعليم الحديثة بما تشمل من وسائل تعليمية وطرق تدريس، مدعومة بوحدة تحسين الأداء لتتمكن من جمع المعلومات وتحليلها، ما من شأنه تحقيق أعلى درجات الجودة الشاملة في التعليم.

ختاماً:

لابد أن يعي القائمون على «التربية» أن الهدف الرئيس من التعليم ليس الحشو والتلقين، إنما غرس القيم والمفاهيم الأخلاقية التي تساعد في بناء الشخصية الكويتية القادرة على التعايش مع الآخر مهما كانت حدة الاختلاف، وهذا ما عبر عنه صراحةً رئيس الوزراء الياباني عندما سئل عن سر نهضة اليابان فأجاب: نحن لا نملك عقولاً خارقة، ولكن لدينا معادلة بسيطة هي على النحو التالي: «علم + أخلاق + عمل = نهضة».

انتهت الزيارة وكل منا يحمل هم كيفية تحقيق الحلم، والمحزن ونحن في هذه الحالة يخرج علينا متنفذ كل همه أن يضع قريبه مديراً! وهذا ما سنتناوله في مقالنا القادم إن شاء الله.

back to top