منتدى الجوائز العربية

نشر في 09-10-2019
آخر تحديث 09-10-2019 | 00:05
 طالب الرفاعي منذ اندلاع ما سُمي بـ"ثورات الربيع العربي" في عام 2011، تعيش شعوب الوطن العربي حركة اجتماعية متفجِّرة، بين ثورة وتضحية واحتجاج وتظاهر وإضراب، وبين واقع اجتماعي واقتصادي مؤلم ومحبط، مما يعطي مشروعية إنسانية كبيرة لهذا التحرك الشعبي الهادر، الذي يسعى إلى غدٍ أفضل، ويصطبغ في أحيان كثيرة بلون الرصاص والموت.

وبالتوازي مع هذا المشهد اليومي الحاضر، يجد المفكِّر أو المبدع العربي نفسه منتمياً ومطحوناً بهموم شعبه ووطنه وأمته، مندفعاً يسجل بفكره وقلمه توثيقاً إنسانياً فنياً لما يجري أمامه في الواقع. لذا، بقدر اضطراب وسوداوية حركة الواقع، يأتي النتاج الإبداعي والفكري شاهد عدلٍ على مجريات الواقع، وتأتي التجمعات الثقافية ومعارض الكتب ومؤتمرات الإبداع لتكون متنفساً وأملاً للوطن وللإنسان العربي. ومن هنا يأتي إطلاق منتدى الجوائز العربية، ليكون لون أملٍ أخضر في ساحة الثقافة العربية ووصلها بالعالمية.

صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرَّمة، رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، وتقديراً كريماً منه للمنتدى وأهدافه العربية السامية، تفضَّل بحضوره ورعايته في جلسته الأولى، بمقر جائزة الملك فيصل، مجتمِعاً بممثلي الجوائز العربية، وخاطبهم بكلمة موجزة وموحية، ذكر فيها سعادته بوجوده بينهم، وإيمانه بالفكر والأدب والثقافة كمخرج مهم لما تعيشه أقطار الوطن العربي، وأنه آن الأوان لأوطاننا العربية أن تنعم بالسلام بعيداً عن الحروب والدمار. وتالياً، تفضَّل بقبول دعوة أعضاء جوائز المنتدى بأن يكون الرئيس الفخري له.

إن الفكرة الرئيسة وراء إطلاق المنتدى تكمن في إيجاد تنسيق وتعاون بين مختلف الجوائز العربية، وبما يعود بالنفع والفائدة على الكاتب والكتاب العربي، وصلتهما بالقارئ، وبالتالي خلق حالة فكرية اجتماعية ثقافية عربية متنوِّرة. كون الإنسان العربي، وبحُكم العولمة الثقافية، بات يعيش لحظته منغمساً في بيئته ومحيطه القومي؛ اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً وثقافياً وسياسياً وعسكرياً، وبالقدر نفسه يعيش نبض العالم عبر محركات البحث على مواقع الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي، وأخيراً عبر وصله واتصاله بالآخر على مدار الساعة. لذا يجب الوقوف إلى جانبه، وتكريمه وتقديره بما يستحق من جوائز عربية وعالمية، مما يستوجب البُعد عن العمل وفق الجُزر المنعزلة، ووضع استراتيجية تعاون فكري وإبداعي تتخذ من إعلاء شأن الكتابة والكاتب العربي وتقديرهما عنواناً عريضاً لها، وتنتهج الخطوة العلمية المدروسة والتعاون فيما بين مختلف الجوائز العربية طريقاً ودرباً لها.

لقد وُلد منتدى الجوائز العربية قوياً مذ كان فكرة في حضن جائزة الملك فيصل العالمية، وبمبادرة وحماس من د. عبدالعزيز السبيل، الأمين العام لهيئة جائزة الملك فيصل، وخاصة مع اجتماع 32 جائزة عربية من شتى بقاع الوطن العربي، لتعضيد فكرته والمساهمة في وضع واعتماد مواد لائحته الداخلية وهيكلته الإدارية.

إن نظرة متأملة لحال وحالة الكاتب العربي تشير بوضوح إلى أهمية تشجيعه ودعمه، والاعتراف الصريح بنتاجه الإبداعي، وتكريمه بما يستحق؛ مالياً وإعلامياً، وتقديمه للعالم عبر الترجمة كأجمل ما يكون.

لذا فإن ميلاد منتدى الجوائز العربية بطموح كبير وبموقع إلكتروني متكامل يظهر كل الجوائز العربية بمواقعها الإلكترونية التي توضِّح مواعيدها وطلبات الترشيح لها وتاريخ إعلان الفائزين بها، سيكون عوناً كبيراً ومهماً للكاتب العربي، وكذا للناشر وجمهور القراء. كما أن مواد المنتدى تنص على تدعيم وتطوير سُبل التعاون في المجالين العلمي والثقافي، والتبادل المعرفي، بجهد جميع المؤسسات العربية المانحة للجوائز، للسعي إلى مستقبل أفضل في ظل متطلبات العصر الحديث.

منتدى الجوائز العربية، فكرة عربية خلاقة وُلدت لتدعيم سُبل التعاون الفكري والإبداعي العربي، وكم يبدو أنه مشروع أمل كبير يحاكي المستقبل.

back to top