مي مصري: تكريم «الجونة» لي اعتراف بنجاحاتي

«يعطي الفنان دفعة من وقت لآخر»

نشر في 08-10-2019
آخر تحديث 08-10-2019 | 00:00
مي مصري
مي مصري
كرّم مهرجان الجونة السينمائي، في نسخته الأخيرة المخرجة الفلسطينية مي مصري عن مسيرتها الفنية والأعمال التي قدّمتها بتاريخها الفني.
وفي دردشتها مع "الجريدة"، تتحدث ميّ عن التكريم ومشاريعها السينمائية، وسبب تأخرها في خوض تجربة تقديم الأفلام الروائية الطويلة.
● كيف استقبلت خبر تكريمك بمهرجان الجونة السينمائي؟

- التكريم بالنسبة لي اعتراف بما حققته من نجاح، والتكريم يعطي الفنان دفعة من وقت لآخر، لأن من المهم أن تجد ما يدفعك للعمل، وفي نفس الوقت يجب أن تقوم بعمل المزيد، ولا تتوقف عند محطة في حياتك، وهذا ما أعمل عليه باستمرار، خاصة أنني شخصية بطبعي لا أحب الأضواء كثيراً، وما يهمني هو تقديم أعمال جيدة باستمرار، ومثل هذه التكريمات تعطيني الدفعة لتقديم أعمال أفضل.

فترة زمنية

● هل توقّعت تكريمك بمهرجان مصري؟

- الحقيقة لا، خاصة أنني شاركت في غالبية المهرجانات المصرية، سواء بأعمالي أو برئاسة لجان التحكيم، وعندما تمّ إبلاغي بالتكريم من إدارة المهرجان سعدت للغاية، لأنني كنت أسمع عن المهرجان قبل أن يتحول إلى مهرجان بالفعل، وخلال فترة زمنية قصيرة استطاع المهرجان أن يفرض نفسه وسط المهرجانات العالمية، وأول من أخبرني باختياري للتكريم رئيس المهرجان صديقي انتشال التميمي، وخلق لديّ شعورا لا يوصف.

● تتحدثين دائما عن السينما المصرية وتأثيرها بك، لماذا؟

- نشأت على السينما المصرية وأفلامها الأولى وأفلام يوسف شاهين على وجه التحديد، وأثرت السينما المصرية التي كنا نشاهدها عبر التلفزيون في تكويني بدرجة كبيرة.

أثر كبير

● ما سبب تأخرك في خوض تجربة الأفلام الروائية الطويلة؟

- في تجربة "3 آلاف ليلة"، وكنت أرغب في تقديم عمل يعبّر عني وعما أريده، وبالتالي فضلت أن يكون هو تجربتي في الأفلام الروائية الطويلة، وأركز على الجماليات التي أريد تقديمها بالفيلم، وأن التجربة نجحت وتركت أثرا كبيرا في كل من شاهدها.

منتجة فرنسية

● لماذا لا تعملين في "هوليوود"؟

- ليس لديّ حافز للعمل هناك، لأنهم يضعونني في نظام لا أفضل التقيد به، فهناك تمييز ضد العرب، فما بالك بمخرجة سيدة وفلسطينية، وهذا ليس في "هوليوود" فقط، لكن أيضا في عدة دول، وأتذكر أن منتجة فرنسية قدمت فيلمي عليها للحصول على الدعم كإنتاج مشترك أخبرتني بصعوبة التمويل لفيلم فلسطيني، وأنه لو وصلها فيلم إسرائيلي بنفس القصة لمنحته الدعم على الفور.

الصورة السلبية

● لكن ثمة مخرجين وفنانين نجحوا في ذلك؟

- بالتأكيد هذا الأمر مهم لتغيير الصورة السلبية الموجودة هناك عن العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، وهنأت هاني أبوأسعد على تجربته الأخيرة مع كيت وينسلت، ومهم أن تكون هناك تجارب اخرى متعددة، وبالنسبة لي إذ طلب مني دعم أحد لن أتأخر، لكن بالنسبة لي لا أفكر في الأمر كثيراً.

أنواع الرقابة

● هل تجدين نفسك محصورة في العمل بنطاق معيّن؟

- تلقيت عروضا عدة للعمل في أكثر من مكان، لكن في النهاية لا يمكن أن أقدم إلا العمل الذي أقتنع به، وهو ما يجعلني أعمل في نطاق لا أراه محدداً، لكنه يشابه واقعنا العربي والصعوبات التي نعيشها، فأنا لا أقبل المساومة على أفكاري ومبادئي، ولا أحب أن أعمل في بيئة تجعلني رقيبة على ما أقدمه، فالرقابة الذاتية من أصعب أنواع الرقابة على الإطلاق.

● في كل لقاء لك تتحدثين عن زوجك الراحل جان سمعون؟

- بالتأكيد، فأنا أتذكره دائما، فهو شريك لعمري وحياتي، ولا يمكن ان أنساه وأفتقده بشدة، لكن في النهاية عزائي أن تجربتنا معا راسخة في حياتي وفي بناتنا، فعلاقة الحب التي جمعت بيننا ليس من السهل نسيناها على الإطلاق، فهو رفيق عمري، وتعرفنا على بعضنا في ظل ظروف غاية في الصعوبة بلبنان، وتحديداً خلال فترة الحب، وجمعتنا قضايا فكرية وأفكار وطموحات، فكل منا كان يكمل الآخر، لكنني مع ضرورة أن يكون هناك صناع للسينما العربية في "هوليوود" للمساهمة بتغيير هذه الصورة السلبية عن العرب، وكذلك للتأثير في المحتوى الذي يتم تقديمه، وهذه الأمور مهمة للغاية للمستقبل، ومن التجارب التي أسعدتني تجربة هاني أبوأسعد العام الماضي.

فيلم جديد

● ما هي مشاريعك القادمة؟

- أعمل الآن على تحضير فيلم جديد روائي عن فلسطين في الماضي بشكل أكبر، لكن لا أريد الحديث عنه في الوقت الحالي، لحين الانتهاء من تفاصيله، فهو تجربة مختلفة بالنسبة لي، ولا يشبه أي عمل قدمته من قبل مطلقا.

يجب أن يكون هناك صنّاع للسينما العربية في "هوليوود"

في تجربة "3 آلاف ليلة" كنت أرغب في تقديم عمل يعبّر عني
back to top