خاص

ميادة سليمان لـ الجريدة•: أكتب عن الحب والحرب

اعتبرت قصيدة النثر «موضة العصر»

نشر في 29-09-2019
آخر تحديث 29-09-2019 | 00:14
دافعت الأديبة السورية ميادة سليمان عن قصيدة النثر، التي تبدع في كتابتها بريشة فنان، وأكدت أن هذه القصيدة موجودة شاء من شاء وأبى من أبى، معتبرة أنها «موضة العصر»، بينما جمال الموسيقى العروضية لم يعد كافياً.
وقد بزغ اسم ميادة سليمان في الساحة الثقافية عربياً، في ضوء تنوع إبداعها بين الشعر والقصة القصيرة والومضة القصصية، كما أنها تمارس النقد الأدبي.
وفي حوار أجرته معها «الجريدة» من القاهرة، قالت إنها تكتب عن الحب والحرب والظلم والفقر، فالقصة أنسب من وجهة نظرها لطرح الموضوعات الاجتماعية، بينما الشعر فسحة جميلة للكتابة عن الحب... وفيما يلي نص الحوار:

• يتنوع إبداعك بين الشعر والقصة والومضة القصصية... على أي أساس تختارين القالب الأدبي لطرح موضوع ما؟

- أختار الجنس الأدبي الذي يشعرني أنني غير مقيدة بشكل عام، وللموضوع دوره في هذا الاختيار، فالقصص أجدها الأنسب لطرح مواضيع حياتية اجتماعية، والشعر الفسحة الجميلة للكتابة عن الحب، والمشاعر الإنسانية النبيلة.

• حدثيني عن القضايا العامة التي تنشغل بها نصوصك؟

- المهم عندي الإتيان بالجديد، فالموضوعات كثيرة وقد يطرحها أي كاتب، لكن الإبداع يكمن في الثوب الجديد الذي يُلبسه لتلك المواضيع، لذلك أكثر من الكتابة عن الحب لكن في كل مرة بتعابير مختلفة، وطرق متجددة وكتبت عن الحرب وما جرته من ويلات، عن الظلم، والفقر، والاستغلال، والعقوق، والطفولة، والتخاذل العربي.

• تنسجين قصيدة النثر ببراعة، كيف تردين على من يهاجمون هذا اللون الأدبي ولا يعتبرونه شعراً؟!

- بصراحة لا أشغل بالي كثيراً بمن يهاجم، أو من يقلل من شأن هذا الجنس الأدبي الرائع، فهو موجود ويفرض نفسه شاء من شاء، وأبى من أبى، والمضحك أن عقلية العربي منفتحة على كل ما هو حضارة، وحداثة، وتجديد، وحين يذكر الشعر الحديث تجد من يهاجم لسبب بسيط أنه عاجز عن الإبداع في هذا الجنس الأدبي، وهذا لا يعني كما يفهم بعض محدودي التفكير أنني أقلل من شأن القدماء وأدبهم، ولكن أولًا: هذه وجهة نظري الخاصة، وثانياً: لِمَ علي أن ألبس ثوباً «ليس على الموضة العصرية»؟ هذا بكل بساطة.. سل أي شخص هل يقبل أن يسير في الشارع بثياب موضتها قديمة، أو ألا يغير هاتفه الجوال، أو سيارته إن كان ميسوراً ووجد الأحدث؟ سيقول لك بعفوية: لا! الأمر ينطبق على كل شيء في الحياة، فالحداثة لا تتجزأ، وكل ما يهمني حين أكتب قصيدة النثر رأي القارئ، ومشاعره حين يدخل عالمي الشعري، تساؤلاته، وانطباعاته، وكل ما عدا ذلك من سفسطة تثار حول هذا الشعر لا تعنيني، فالإبداع هو الذي يفرض نفسه، والقارئ هو الحكم الذي سيختار ما يعجبه، ويرمي في سلة مهملات عقله ما لا يروق له، هذا عدا أن قصيدة النثر فيها زخم جمالي لا حدود له، لا تهبه قصيدة من الشعر القديم، فجمال الموسيقى العروضية لم يعد كافياً، وجمال ورصانة لغة القدماء لا تعني أن الإبداع خلق لهم وحدهم، من يعتقد أن الإبداع انتهى بعد تلك العصور أجزم أنه أحمق، ولا يفقه شيئاً في الشعر.

• بجانب الإبداع، تمارسين النقد الأدبي أيضاً، فهل نالت أعمالكِ أنتِ الاحتفاء الكافي من أقلام النقاد؟

- أرى أن حركة النقد الأدبي لا تواكب الكم الكبير من النصوص الأدبية، وأقصد هنا النصوص الجيدة، لا الكم الهائل مما يسمى شعراً وهو مجرد رصف كلمات، ونأمل أن يكون هناك حفاوة كافية من النقاد والمهتمين بالحركة الثقافية الأدبية، بالنصوص والإبداعات الجميلة.

• أيهما يشغل بالك أكثر: اللغة أم تقنية الكتابة؟

- أكثر ما يشغل بالي هو الفكرة الجديدة الجميلة، فحين تأتي الفكرة غير المستهلكة يسهل تحديد الأمور الأخرى كاللغة، وتقنية الكتابة، وكلاهما لا يقل أهمية عن الآخر، وعلينا ألا ننشغل بالشكل على حساب المضمون، فاللغة الجميلة يجب أن يرافقها ثراء فكري، ومعنىً عميق كي تكتمل اللوحة الأدبية.

• «تباً للقرنفل الأحمر» ليس مجرد قصائد، بل باقة حب كبيرة للعاشقين، كيف صنعت هذا الجمال في أجواء الحرب؟

- الشاعر الحقيقي من يجد الجمال في أبشع صور الحياة، فقد توحي لك رصاصة فارغة بمشهد شعري جميل، وربما لأنني أمتلك نظرة متفائلة للحياة استطعت تحويل مفردات الحرب إلى رموز حب جميلة، وأعتقد أن كل شيء خالٍ من الجمال بإمكاننا أن نحتال عليه أدبياً وفكرياً، ونسخره ليكون أداة تواصل خلاقة، سواء كان ذلك بالشعر، أو القصص، أو أي جنس أدبي، كما أن الكتابة متنفس جميل في غمرة الحياة ومتاعبها، لا سيما إن كانت الحرب تذيق الناس ويلاتها، لذلك كان لي عالمي الشعري الذي أهرب إليه من الواقع الذي عشناه طوال سنين الحرب.

• ما المشروع الأدبي الذي تعكفين عليه راهناً؟

- معظم المشاريع الأدبية الصغيرة أنشرها في صفحتي على «فيسبوك»، كسلسلة قصص قرية الفراشات للأطفال، وسلسلة حروف كالفراشات، والقصائد، والومضات الشعرية في كل حين، وآخر ما نشرته وأحبه الأصدقاء سلسلة «يوميات طالبة مظلومة»، ربما لأنها تذكرهم بشقاوة المدرسة والطفولة والزمن البريء، ولأنها تتضمن رسائل ساخرة، وناقدة.

ولدي فكرة أخرى مشابهة سأنشرها لاحقاً وأحتفظ باسم الفكرة لنفسي لأن السارقين باتوا كثيرين، وهذا دليل نجاح وألقٍ ومثابرة وجهود كبيرة أشكر الله دوماً عليها.

الشاعر الحقيقي من يجد الجمال في أبشع صور الحياة

حركة النقد لا تواكب الكم الكبير من النصوص الأدبية الجيدة
back to top