«أم الدنيا»

نشر في 27-09-2019
آخر تحديث 27-09-2019 | 00:04
 فواز يعقوب الكندري تقول الست "أم كلثوم" وأتمنى منكم أن تتغنوا بها كما لحنها العملاق السنباطي حتى لا تفسدوا رونقها فتقول:

"وابتسامة شمسنا أحلى تحية للضيوف

والنسيم يرؤص بموج النيل على الناي والدفوف

طوف وشوف".

وهُنا رد مباشر من الست على كل من يحرمنا أن نتحدث عن مصر بحجة "لا تتدخل بشؤون غيرك"، سأنصت للست ومش سامعلك! فإن كانت المطارات هي الانطباع الأول الذي يستشعره المسافر عن الدولة القادم إليها وطبيعة شعبها، فإن "حمادة" السواق هو الإلهام الحقيقي لي والمؤشر الفعلي لحالة الشعب في مصر، فبعد أن كان ينتظرني في قاعة القادمين مرتدياً البابيون ويفتح لي باب المرسيدس التي لا تخلو من رز باللبن صناعة (المالكي)، بدأ تدريجياً ينحدر في الشياكة، حتى وصلت به الحال إلى أنه يستقل مركبة صديقه ليأخذني بها للهوتيل، وفي آخر زيارة وجدته يأخذني بالأحضان مرحباً بقدومي ويهمس بأذني قائلاً: "ممعيش عربية، سيبنا ناخذ تاكس يصحبي". علمت هنا أن المعاناة تفشت، وأن دولاراتي بسببه "اتفشخت".

نحزن لها لعظمتها، ويكفيها أن رب الكون جل في علاه قال في قرآنه: "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ"، ولأنها القلب العربي الذي بنبضه تتدفق الدماء في جسد الأمة، ولأن سوق العمل في وطني يعتمد على هذا الشعب، فإن المعاناة امتدت من شارع جامعة الدول العربية إلى الرميثية، وبدأت تتمكن من شعبها الذي أنتج نجيب محفوظ وجلال عامر وبقية العباقرة، وأمسى يورد لنا من يشتم بالكويت وأهلها من سفهائها وفُسادها.

وجهة البُسطاء، وملاذُ القُراء، وسلطنة الغناء لا ينبغي لها أن تتألم أكثر، وأن يكثر فيها الفقراء، فكل هذه الثروات من قنواتٍ ومحميات وزراعة للفواكه والخضراوات إلى جانب الكم الهائل من المساعدات ولا يزال هناك من ينام في العراء؟! وشرف حمادة السواق هذا هُراء، إننا يا ست الطرب نبكي على "الأطلال".

back to top