الغانم: ترك «القضية الفلسطينية» ينذر بعواقب كارثية على الجميع

دعا إلى التصدي لخطاب الكراهية في كلمته بمؤتمر البرلمانات الأوروبية الآسيوية

نشر في 24-09-2019 | 11:40
آخر تحديث 24-09-2019 | 11:40
No Image Caption
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن على آسيا وأوروبا التركيز على الهموم المشتركة لدول القارتين مشدداً على ضرورة التصدي لخطاب الكراهية والعمل حثيثاً على وضع حلول نهائية للملفات المزمنة تاريخياً وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأشار الغانم إلى ضرورة تغيير المعادلة المغلوطة التي تصور صراعاً بين آسيا متخلفة وتعاني عقد النقص مقابل أوروبا متعالية وباردة وغير مبالية.

جاء ذلك في كلمة للغانم أمام مؤتمر البرلمانات الأوروبية الاسيوية الرابع «يورو آسيان» المنعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.

وقال الغانم في كلمته: «دائماً ما أتساءل.. ما الذي يجعل لقاءنا كآسيويين وأوروبيين في كازاخستان حيث قلب آسيا، طبيعياً وعادياً ومألوفاً؟ وماذا عن عشرات الأديان الممتدة من الشرق إلى الغرب؟ وماذا عن الحروب وصراع الحضارات والإمبراطوريات بين القارتين عبر التاريخ؟ وماذا عن إختلاف الأجناس والأعراق والألوان بين ضفتي هذا الحزام الجغرافي الهائل؟ والأكثر أهمية ماذا عن اختلاف لغاتنا ولهجاتنا؟».

وأضاف الغانم: «أنا هنا لا أريد أن أكون قاطعاً في إجابتي لكنني أكاد أجزم أن سبب لقائنا وتواصلنا وتفاعلنا برغم كل شيء، هو همنا المشترك، وهو هم لم يتغير عبر التاريخ، هم الناس في العيش بكرامة وأمن واكتفاء وهم الناس في التصالح مع الطبيعة وهزيمتها إن أمكن، أو التحايل عليها إذا أرغمنا على ذلك وهم الناس في تأمين مستقبل أبنائهم».

وقال «هذا الهم المشترك، أكبر من الحروب والصراعات والأعراق والأديان وهذا ما يجعل لكل صراع نهاية ولكل حرب خاتمة، ولهذا فعمر طريق الحرير أطول بكثير من عمر أكبر معركة حربية وعمر التواصل بيننا أكثر امتداداً، من عمر القطيعة وعمر الحاجة، وهو عنوان الانسان الصارخ، أكثر خلوداً من عمر العزلة والانكفاء والاكتفاء».

وقال الغانم «إن أكثر خطاب يبعث على القلق، هو خطاب الكراهية، الخطاب المتخم بالفوبيات المتخيلة، الخطاب المحرض على الآخر، الخطاب المنطوي على فهم مغلوط، وقراءات مخلة، فتصبح المعادلة هكذا: آسيا المكتظة والمتخلفة، آسيا العبء، آسيا المصدرة للمشاكل والملفات المزمنة، آسيا المسكونة بعقدة النقص، مقابل أوروبا الباردة غير المكترثة، أوروبا المتعالية، أوروبا المسكونة بعقدة الامبريالي الجشع».

وأردف الغانم قائلاً «أن هذا النوع من الخطاب والفهم، وما يستتبعه من ممارسة، هو بوابتنا إلى الجحيم السياسي، لأنه خطاب يتناسى قضايانا الواقعية المصيرية المشتركة، ويركز على المتوهم والمتخيل، أنه خطاب يتناسى مشاكل البطالة في آسيا وأوروبا ومشاكل الطاقة والمياه ومعضلات التنمية في كلتا القارتين وغيرها من ملفات مشتركة».

وقال الغانم «إن مسؤوليتنا، كبرلمانيين وكممثلين للشعوب، أن نساهم في خلق خطاب إنساني جامع، يركز على المشتركات، والهموم الجماعية العابرة للقارات، وعلى الأولويات المستحقة وما هذا الإجتماع إلا خطوة، لتفعيل حوار مستمر وممتد، بين قارتينا».

وأكد الغانم من جهة أخرى في كلمته على ضرورة العمل حثيثاً لإيجاد حلول نهائية للكثير من الملفات المزمنة في آسيا وأوروبا وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وقال «هناك أمر مهم، باعث للقلق أيضاً وهو بقاء الكثير من الملفات والقضايا المزمنة في القارتين، دون حل أتحدث هنا عن جروح مفتوحة، عمر بعضها يزيد على نصف القرن».

وأضاف «بما أنني من الشرق الأوسط، من المنطقة التي نال منها التعب كثيراً بسبب التهاب ظروفها على الدوام، سأعيد التذكير بأقدم ملف مزمن في العالم، وأعني هنا القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي».

وقال الغانم «71 عاماً من الظلم والجور والقمع والقتل والتجويع والحصار، 71 عاماً من الصلف والعناد والمكابرة، 71 عاماً من الإنتهاك الممنهج لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل إتفاقيات حقوق الإنسان والعهود الدولية ولا يزال هذا الجرح مفتوحا، وهو جرح لا يخص الشرق الأوسط، لأن الكل معني به، وشظاياه كانت على الدوام عابرة للقارات».

وحذر الغانم من إن إبقاء هذا الملف دون حل، ودون ضغط على المتسبب، ودون تفعيل آليات الردع السياسية والحقوقية والأخلاقية، ينذر بعواقب كارثية على الجميع.

وأكد أن التخلي عن الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة، سيؤدي على الدوام، إلى إستشراء اليأس والإحباط والغضب والإنفعال «وهذه كلها مواد خام أولية تدخل في صناعة الإرهاب».

يُذكر أن الرئيس الغانم وصل والوفد المرافق له إلى كازاخستان أمس الأول للمشاركة باجتماع رؤساء البرلمانات الأوروبية – الآسيوية الذي انطلقت أعماله أمس وتستمر حتى مساء اليوم.

ويرافق الغانم وفد برلماني يضم كلاً من وكيل الشعبة البرلمانية النائب راكان النصف، وأمين صندوق الشعبة النائب محمد الدلال، وعضوي الشعبة النائبين الحميدي السبيعي وصفاء الهاشم، والنائبين مبارك الحريص وفراج العربيد.

back to top