ترامب يُرسل قوات إضافية إلى السعودية والإمارات

• الملك سلمان: سنتخذ الإجراءات المناسبة لأمننا بعد استكمال التحقيقات في «هجوم أرامكو»
• سلامي: سننقل الحرب إلى دول أخرى
• موسكو: لا مؤشرات لهجوم بري على إيران

نشر في 22-09-2019
آخر تحديث 22-09-2019 | 00:05
وافقت الولايات المتحدة على إرسال قوات إلى السعودية والإمارات تركز على مجال الدفاع الجوي عقب الهجوم التخريبي الذي استهدف «أرامكو»، في وقت أشاد الرئيس دونالد ترامب بضبط النفس لقوات بلاده.
بعد أسبوع من هجوم تخريبي غير مسبوق نُفذ بطائرات مسيّرة "درون" وصواريخ كروز إيرانية الصنع على منشأتي نفط بالمنطقة الشرقية في السعودية، أعلنت الولايات المتحدة خططاً لإرسال قوات إلى السعودية والإمارات تركز على تعزيز الدفاعات الجوية.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، في مؤتمر بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، مساء أمس الأول، إن القوات سوف تكون ذات طبيعة دفاعية لتعزيز القدرات الدفاعية الجوية والصاروخية وسلاح الجو.

ومُذكّراً بتدمير القوّات الإيرانيّة طائرةً أميركيّة بلا طيّار في يونيو الماضي بعد احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانيّة، قال وزير الدفاع إنّ "هجوم أرامكو يُشكّل تصعيداً كبيراً للعدوان الإيراني"، مضيفاً: "منعاً لمزيد من التّصعيد، طلبت السعودية مساعدةً دوليّة لحماية البنية التحتيّة الحيويّة للمملكة. كما طلبت الإمارات العربية المتّحدة مساعدةً أيضاً".

وأوضح أنّه استجابةً لهذين الطلبين "وافق الرئيس دونالد ترامب على نشر القوّات الأميركيّة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سوف "تسرع من وتيرة توفير معدات عسكرية للدولتين".

من جهته، وصف دانفورد عملية نشر القوات الإضافية بأنها "متوسطة"، مؤكداً أن العدد لن يصل إلى الآلاف من الجنود.

تعزيز العقوبات

وقبل ساعات من كشف الخطوة العسكرية، أعلن ترامب فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني، وصندوق التنمية الوطني، مؤكداً أنه مَن سيقرر توقيت ضرب إيران.

وفي مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أوضح ترامب أن العقوبات المفروضة على طهران هي الأقسى على الإطلاق.

كما حذر الرئيس الأميركي طهران من أن واشنطن تمتلك أقوى جيش في العالم، مدافعاً في الوقت نفسه عن "ضبط النفس" العسكري الذي تحلّت به واشنطن بعد الهجمات التي استهدفت السعوديّة.

ورداً على سؤال حول الخيارات العسكرية، قال إن الولايات المتحدة دائما مستعدة، مؤكداً أنّ "ضرب 15 موقعاً كبيراً في إيران لا يحتاج إلى أكثر من دقيقة وسيُشكّل يوماً بالغ السوء لها"، بيد أنّه أضاف "لكن ليس هذا ما أفضّله".

واعتبر أنّ "إبراز قوة الولايات المتحدة يتمّ من خلال التحلّي بشيء من ضبط النفس"، مؤكّداً أنّه "غيّر مواقف الكثيرين" بهذا الشأن.

وتابع: "إيران أفلست تقريباً، ووضعها الاقتصادي صعب جداً"، داعياً "قادة إيران إلى وقف دعمهم للإرهاب من أجل إنقاذ بلدهم".

موسكو

إلى ذلك، أعرب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، عن قناعته بأن توجه واشنطن إلى تعزيز قواتها في الشرق الأوسط لا يشير إلى تحضيرها لعملية برية ضد إيران، لكنه أشار إلى أن تعزيز الوجود العسكري للولايات المتحدة في المنطقة "يمثل في الواقع عاملا من عوامل تنامي التوتر وزيادة خطورة تصعيد النزاعات والسيناريوهات الفجائية".

ثمن التخريب

ولاحقاً، رأى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الحزمة الأخيرة من عقوبات بلاده ضد إيران تأتي بهدف إجبار الجمهورية الإسلامية على دفع ثمن الهجوم على "أرامكو".

ووصف بومبيو، في بيان، الهجوم بأنه كان "محاولة فاشلة لتخريب الاقتصاد العالمي، وعملا عدائيا مركبا في تخطيطه ووقحا في تنفيذه"، موضحاً أن جميع الأدلة تشير إلى وقوف إيران وحدها وراء الاعتداء، رغم محاولات طهران العلنية التهرب من المسؤولية عبر تحميلها إلى أطراف أخرى، في إشارة إلى تبني جماعة "أنصار الله" الحوثية للاعتداء.

وتعهد بومبيو باستمرار حملة الضغط القصوى في تكثيف الضغط على إيران "ما لم تراجع سياساتها المزعزعة للاستقرار".

إلى ذلك، وفي وقت تدرس واشنطن عدة خيارات للرد على "هجوم أرامكو"، وردت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي عن تعرض عدد من الخوادم والمواقع الإلكترونية الإيرانية، بعضها تابع لشركات بتروكيماويات، لهجوم إلكتروني، لكن طهران نفت هذا الأمر.

قلة حيلة

في المقابل، اعتبر المصرف المركزي الإيراني أنّ العقوبات الأميركية الجديدة تُظهر "قلّة حيلة" واشنطن، في وقت وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي الخطوة بـ "العقوبات القديمة في شكل جديد".

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الخطوة الأميركية: "مؤشر على يأس الولايات المتحدة. عندما يستهدفون نفس المؤسسة مراراً بعقوبات، فإن ذلك يعني فشل محاولتهم إجبار الأمة الإيرانية على أن تجثو تحت الضغوط القصوى".

وأضاف ظريف، الذي كان يتحدث بعد وصوله إلى نيويورك لحضور الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة: "لكن هذا خطير وغير مقبول ويعد محاولة لمنع الشعب الإيراني من الحصول على الغذاء والدواء".

ولفت إلى أنه سيلتقي الأربعاء المقبل وزراء خارجية الدول المتبقية في الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران في 2015 مع كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، إضافة إلى الولايات المتحدة التي انسحبت منه العام الماضي وعاودت فرض عقوبات أحادية الجانب على طهران.

وأشار إلى إمكانية حضور واشنطن الاجتماع "لكن فقط إذا عادت إلى الاتفاق النووي وأوقفت حربها الاقتصادية".

من جانب آخر، جدد الوزير نفي بلاده اتهام الرياض لها بالتورط في "اعتداء أرامكو". وجاء ذلك بعد يوم من إعلان رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط وقف الهجمات على المملكة مقابل وقف "التحالف" الذي تقوده الرياض غاراته في اليمن.

تهديد سلامي

في موازاة ذلك، هدد قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي بنقل الحرب إلى دول اخرى.

وقال سلامي في كلمة خلال افتتاح "متحف الثورة الاسلامية والدفاع المقدس": "من ريد أن تكون أراضيه الساحة الرئيسية للمعركة فنحن مستعدون لها"، مضيفاً: "لن نسمح مطلقا بجر الحرب الى أراضينا".

وتابع: "نأمل ألا يرتكبوا خطأ استراتيجيا" كما فعلوا في السابق قبل أن يعدد ما وصفه بـ "المغامرات" العسكرية الأميركية ضد إيران.

وفيما بدا أنه تعليق على اتهام ايران بالوقوف وراء هجوم "أرامكو" قال سلامي: "لتعلموا أننا سنعلن أي عمل نقوم به" مضيفاً: "لدينا الإرادة عملا وقولا لتحمل المسؤولية عما نفعله".

وشدد على أن بلاده "ستتعقب أي معتدٍ، حتى وإن شن هجوماً محدوداً، وستسعى للقضاء عليه"، محذراً من أن "الضربة المحدودة لن تبقى محدودة، وسوف نرد على كل من تسول له نفسه العدوان علينا، وسندمره ولن نترك له أي نقطة سليمة". وتابع: "سنسعى لإنزال العقاب وسنستمر حتى نجهز تماماً على أي معتد".

من جانبه، أكد قائد القوة الجوفضائية أمير حاجي زادة أن أي هجمات على إيران سيقابلها "رد ساحق".

وفي وقت سابق، أكد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في اتصال هاتفي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، أن الهجوم على "أرامكو" عمل إجرامي يمثل تصعيداً خطيراً وتهديداً لأمن المنطقة.

وقال إن "السعودية ستتخذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على أمنها بعد استكمال التحقيقات"، التي يتوقع أن تعلن اليوم أو غداً.

الميليشيات الحوثية تعلن وقف مهاجمة السعودية وتدعو «التحالف» لوقف ضرباته
back to top