كريمي لإعادة السينما الأفغانية إلى سابق عهدها

عرضت فيلمها «هافا مريم عائشة» في مهرجان البندقية بدعم أنجلينا جولي

نشر في 22-09-2019
آخر تحديث 22-09-2019 | 00:02
صحراء كريمي
صحراء كريمي
عرفت السينما الأفغانية ، فترة انتعاش مذهلة وكان النفس التحرري واسعاً وأنتج الكثير من الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية، لكن الاجتياح السوفياتي للبلاد عام 1979، قضى على كل هذه الحركة وبات عمل السينمائيين يقتصر على الدعاية السياسية، قبل أن تكمم حركة طالبان أفواههم كلياً عندما تولت السلطة بين عامي 1996 و2001، بمنعها الأفلام والموسيقى.
وتعاود الصحوة قليلاً في الوقت الحالي على يد ابنة أفغانستان واسمها صحراء كريمي، لعل وعسى تعود بالسينما إلى سابق عهدها.
في مكاتب مجلس الفيلم الأفغاني حيث تتكدّس بكرات أفلام في صناديق تآكلها الصدأ، تشرف رئيسته صحراء كريمي على طاقم مؤلف من 77 رجلاً تأمل معهم إنعاش السينما الوطنية.

وتقول كريمي البالغة 36 عاما ، التي عرض فيلمها "هافا مريم عائشة" في مهرجان البندقية قبل أسابيع قليلة، "هذا منصب صعب جداً لأنني وصلت إلى مكتب يفتقر إلى كل المستلزمات ومدمر، وعليّ أن أعيد بناءه".

وكانت صناعة السينما الأفغانية عرفت عصرها الذهبي في السبعينيات مع أفلام ناجحة مثل "ماردا را كول است" (الرجال يفون بوعودهم) الذي يتناول مواضيع الحب والغرام والسلطة.

وعمد المتطرفون إلى القضاء على كل بكرات الأفلام وأشرطة الموسيقى وحظرت أجهزة التلفزيون وكل مخالف كان يعرض نفسه لقصاص صارم.

وبعد طرد حركة طالبان من السلطة، أعيد تشكيل مجلس الفيلم الأفغاني لكنه كان يراوح مكانه مع تولي مسؤولين معروفين بعدم كفاءتهم إدارته.

كما رميت في مكاتب كابول محفوظات ثمينة، فيما بات موظفوه وهم من الرجال فقط محبطين، وقد تمكن بعضهم من إخفاء بكرات الأفلام من أعين حركة طالبان.

وتؤكد كريمي "هذا تحدّ فعلي لكني أحب التحديات" بعدما أصبحت في مايو الماضي أول امرأة تتولى إدارة المجلس، إذ اقترحت منذ تعيينها مشاريع عدة لإحياء الإنتاج الوطني.

ومن بين هذه المشاريع مهرجان للفيلم امتد عشرة أيام شهد قبل فترة قصيرة عرض حوالى 100 فيلم روائي ووثائقي في أربعة مواقع في العاصمة من بينها مقر مجلس الفيلم الأفغاني.

وسمح هذا الحدث لمئات الأفغان بالتعرف على أفلام كلاسيكية في السينما الوطنية فيما الكثير منهم كان يجهل هذا الإرث السينمائي.

من جهتها، قالت عاطفة الصاري البالغة 21 عاماً، إن فكرة المهرجان ممتازة لأن دور السينما بقيت مغلقة فترة طويلة ولم ينتج أي فيلم جيد". وأضافت الصاري "لا نعرف السينمائيين الأفغان لأن معظمهم يعيشون في الخارج، إنها لفكرة جميلة أن نشاهد مجدداً أفلاماً أفغانية في أفغانستان".

من جانبه، قام مجلس الفيلم الأفغاني في الفترة الأخيرة برقمنة مئات الساعات من البكرات بينها أفلام روائية ووثائقية حول أفغانستان، ورأت كريمي أن إدارة المجلس يجب أن تكون أيضاً محرك نهضة السينما الأفغانية.

وأوضحت "قلت لهم إنه لا ينفع أن يبقوا في المكتب من الثامنة إلى الرابعة وإن عليهم الخروج والجلوس تحت شجرة وتبادل الآراء بين بعضهم البعض حول كل المواضيع وطرح الأفكار".

وعودة إلى فيلم كريمي "هافا مريم عائشة"، الذي دعمته أنجلينا جولي، حيث يروي حياة ثلاث نساء أفغانيات من أصول اجتماعية مختلفة والخيارات الصعبة التي عليهن اتخاذها.

back to top