سعد البازعي: الرواية مهمة بثرائها الإنساني ومتعتها السردية

في محاضرته «سيدات القمر الرواية والترجمة» بجمعية الثقافة والفنون في الدمام

نشر في 20-09-2019
آخر تحديث 20-09-2019 | 00:00
قال د. سعد البازعي في محاضرته (سيدات القمر الرواية والترجمة)، التي نظمها بيت السرد بجمعية الثقافة والفنون في الدمام، بحضور أساتذة الترجمة والكُتاب والروائيين، إنه بعد فوز رواية جوخة الحارثي بجائزة "مان بوكر" لروايتها "سيدات القمر"، بات سؤال الترجمة أساسياً عند الحديث عن الرواية.
تناول د. سعد البازعي خلال محاضرته في الدمام، حول رواية "سيدات القمر"، للكاتبة العمانية جوخة الحارثي الفائزة بجائزة "مان بوكر"، مسألة الترجمة، ودورها في منح هذه الجائزة لها.

وقال البازعي في محاضرته (سيدات القمر الرواية والترجمة)، التي نظمها بيت السرد في جمعية الثقافة والفنون، إن "الترجمة وضع متوقع، لكنه غير منصف لعمل غني بذاته، يظلم حين يبدو أن جزءا من أهميته ناتج عن الترجمة، أي لو لم يُترجم لما فاز العمل بالجائزة الإنكليزية العالمية، لكن في هذا ظلم للعمل، لأنه يصرف النظر عن القيمة الأدبية السردية والثقافية التي يكتسبها العمل بحد ذاته ".

قراء أجانب

وأضاف: "نعم الترجمة كانت السبب في فوز العمل، لأنها لفتت أنظار قراء أجانب وغير أجانب إليه بشكل غير مسبوق، لكن قارئ الرواية بلغتها العربية سيكتشف أن الرواية مهمة من حيث ثرائها الإنساني ومتعتها السردية بعيداً عن الترجمة، التي يشوبها بعض النقص، لكن هذا يمكن أن يقال عن أي عمل، وإن تفاوتت وجوه النقص في الكثرة والأهمية، ومع ذلك فلا مناص من طرح سؤال الترجمة، مع أنه سؤال يمكن تناوله منفصلا عن سؤال السرد في النص الأصلي".

عمل احترافي

وتابع البازعي: "في رواية سيدات القمر لا نحتاج إلى الكثير من الخبرة أو المهارة، لندرك أننا أمام عمل احترافي، من حيث قصدية الإبداع السردي، فواضح منذ البدء أن الكاتبة لم ترد أن تحكي قصة تشدنا أحداثها فحسب، بل في كيفية سرد تلك الأحداث، وهذا شرط أساسي في أي عمل سردي ينشد الأدبية، وتفاوت الساردين أحد وجوه تلك الكيفية".

وأشار إلى أن هناك وجهاً آخر ما يلبث أن يتماثل أثناء القراءة، حيث يتبيَّن أن "الحكايات يُعاد سردها المرة تلو الأخرى، لكن من زوايا متباينة، وبتفاصيل مختلفة، وتطالعنا الشخوص في الفصول الأولى، وهذا هو الأهم، مع ما يعنيه ذلك بالنسبة لتطور الأحداث وتنامي الشخصيات ودلالات القصص ككل".

شخوص الرواية

وذكر أن السرد في الرواية ينعقد حول أسرتين: أسرة العم سعيد وأسرة العم سليمان، وشخوص الرواية ينتمون إلى إحدى الأسرتين أو كليهما، نتيجة المصاهرات والعلاقات التجارية التي تشمل تجارة الرقيق، الرقيق الذين يشكلون فئة اجتماعية متصلة بالأسرتين، لكنهم في وضع خاص بطبيعة الحال، نتيجة الظلم الاجتماعي القاسي الذي يكتنف تاريخ الرق عامة، وأثره العميق على البنى الاجتماعية والاقتصادية، فقراءة تاريخ الرق في عمان لا تختلف عن قراءته في بلدن عربية أخرى، أو بأميركا، أو بريطانيا، فهو ظلم متشابه الوجوه، متماسك الألم.

ولفت إلى أن المترجمة كررت استعمال عبارات يصعب شرحها، بل إن ترجمتها تفقدها خصوصيتها الدينية، مثل "بسم الله الرحمن الرحيم" (ص213) و"اللهم صل على النبي" (ص18)، لكن عبارات أخرى ترد بشكلها العربي ثم تترجم، ويبدو ذلك غير مناسب، لأن المتحدث في الرواية يبدو وكأنه يقول العبارتين بلغتين مختلفتين، ومثال ذلك ما يرد في الصفحة 104، من النص الإنكليزي "يا حبيبي يا سيدي"، وترد بنصها العربي ثم تترجم.

لا نحتاج إلى الكثير من الخبرة أو المهارة لندرك أننا أمام عمل احترافي
back to top