إياد الخياط: الشِّعر ريشتي التي أرسم بها عاطفتي

أسس دار نشر إلكترونية لمنع احتكار الأدب

نشر في 19-09-2019
آخر تحديث 19-09-2019 | 00:02
الشاعر العراقي إياد الخياط
الشاعر العراقي إياد الخياط
نجح الشاعر العراقي الشاب إياد الخياط في لفت الأنظار إلى إبداعه بحديقة أشعاره المتناثرة عبر شبكة الإنترنت، فقد تجاوز أزمة النشر الورقي، وأراد أن يواكب العصر، فأنشأ دار نشر ومجلات إلكترونية، كما أطلق ثلاث قنوات لنشر الشعر على موقع "يوتيوب".
وفي حوار أجرته معه "الجريدة" من القاهرة، قال الخياط إن تأسيسه للدار الإلكترونية هدفه منع احتكار الأدب من جانب دور النشر الورقي، كما تحدث عن علاقته بالشعر ومنطلقه في الكتابة.. وفيما يلي نص الحوار:
● إلى أي مدى أسهمت نشأتك وسط عائلة تحب الشعر وتكتبه، في اتجاهك بالمسار الأدبي ذاته؟

- ساهمت نشأتي بين عائلتي في بناء ثقافتي وهيكلي، لولا عائلتي ما كنت الآن شاعراً وطالب ماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية، حيث أسهمت نشأتي بين عائلتي في غرس القيم الأدبية، وفي تنمية هذه القيم، وذلك من خلال النقاشات الكثيرة التي تدور بيني وبين أبي الشاعر كريم محسن الخياط وعمي الشاعر سعدون الخياط، فقد عملت هذه النقاشات على تنمية حبي للشعر وصقلت موهبتي.

● ماذا يعني الشعر بالنسبة إليك؟

- علاقتي مع الشعر تمثّل قصة حب طويلة الأمد لا يمكن أن أستغني عنه ولا هو يستغني عنّي؛ فنحن نمثّل أخوين أو صديقين مقربين في مسرحية الحياة، فالشعر ريشتي التي أرسم بها عاطفتي الجياشة، وأزمتي التي تحكي لي تفاصيل حياتي؛ فهو المعادل الموضوعي لما يعتمل في داخلي ويخرجه إلى حيّز الوجود، وبذلك يمنحني وجودا مختلفا أجد فيه حريتي التي تتعاضد مقيدات كثيرة على تغييبها.

مقولة الخيال

● من أين تنطلق حين تشرع في كتابة قصيدة؟

- لعل سؤالك هذا يثير قضية مدى صحة مقولة الخيال في الشعر، فهل الشاعر يتخيل مثل الروائي على سبيل المثال؟ وأرى أن الخيال يأتي لاحقاً للانطلاق بالكتابة الشعرية، فأنا أرى أن الانطلاقة في كتابة الشعر تأتي دون تخطيط مسبق، بعد ذلك يأتي دور الخيال ليتدخل في تنمية الفكرة.

كما أرى أن الفكرة يجب أن تكون غير مسورة بمنفعة وغير مؤطرة بقضية، إنها الجمال ليس إلا، وباختصار يمكنني القول إن منطلقي في كتابة الشعر هو منطلق جمالي ينأي عن كل ما يعكر صفو الجمال الخالص.

قضايا شتى

● ما القصيدة التي تحاول كتابتها، لكنها تستعصي عليك وتأبى الخروج إلى النور؟

- أجد أن أسئلتك عميقة وتثير قضايا شتى، فقد أثار فيّ هذا السؤال لحظة سماعه قضية إمكانية اللغة في التعبير عن العواطف والأفكار، فهي بالتأكيد لا تتمكن من ذلك، وبناء عليه تكون القصيدة التي تأبى الخروج هي تلك القصيدة التي تنقل عواطفي وأفكاري مثلما هي، مفجّرة طاقة اللغة، وبما أن ذلك ضرب من المحال، فإنني أحاول مقاربة تلك المشاعر والأفكار من خلال ترجمتها إلى كلمات.

● هل نال إنتاجك الأدبي من الشعر اهتماماً كافياً من جانب النقاد؟

- لعلي لم أنضج بما فيه الكفاية لكي أستحوذ على اهتمام كاف من النقاد، ومع ذلك فقد اهتمّ شعراء نقاد محترمون بأدب الشباب، وحظي بعض نصوصي باهتمامهم، أذكر منهم الشاعر صدام غازي محسن، والشاعر قاسم حسين، والشاعر غزوان البسنو.

روح العصر

● أسست دار نشر ومجلات إلكترونية... هل قصدت مواكبة روح العصر، أم أردت تجاوز أزمة النشر الورقي؟

- كلا الأمرين صحيح، إذ جاءت هذه الدار لمواكبة روح العصر أولا، ثم تجاوز أزمة النشر الورقي التي عاناها أدباؤنا، ونعانيها الآن، على الرغم من أنها أخف وطأة الآن.

وعملت هذه الدار ومثيلاتها على منع احتكار الأدب من قبل المتمكنين من النشر الورقي، وأظهرت أسماءً لهم شأن أدبي سيصبح كبيراً في المستقبل، أما عن المجلات الأدبية التي أعددتها فهي لا تخرج عن إطار أزمة النشر الورقي ومواكبة روح العصر.

الصوت والصورة

* حدثني عن تجربة القصائد المسموعة على "يوتيوب" وكيف كانت أصداء التجربة في ضوء تأسيسك 3 قنوات لهذا الغرض؟

- جاءت هذه القنوات انطلاقا من فكرة أننا في زمن الصوت والصورة، فإذا أصبحت الصورة وكذلك الصوت أكثر تأثيراً في المتلقي؛ فلماذا لا ننشر الشعر بهذه الطريقة؟ ومن المعروف أن الصوت والصورة يشغلان حاستي النظر والسمع بكل طاقتيهما، مما يجعل من الشعر تلقيا أكثر شدّاً للانتباه.

ومثلما هناك فارق بين الأغنية المسموعة فقط والأغنية التي تُصور بطريقة الفيديو كليب، هناك فارق بين القصيدة المكتوبة على الورق والقصيدة المسموعة والقصيدة المصورة ، علماً بأنني لم أنشر قصائدَ بصوتي أنا حتى الآن، فالقنوات موظفة لنشر شعر غيري، وكانت هذه التجربة نافعة إلى حد ما، بالنظر إلى عدد المشاهدات التي حققتها القنوات.

المشروع الأدبي

قال الخياط إنه بصدد إنجاز مجموعة شعرية جديدة لم يتحدد عنوانها حتى هذه اللحظة، وأضف إلى ذلك مسألة تسجيل قصائدي صوتيا، كما أنني بصدد إكمال رواية مازالت حوادثها عالقة في ذهني، ولديّ الكثير من الأفكار المزدحمة لجعلها أدبا وعملا فنيا مميزا.

علاقتي مع الشعر تمثّل قصة حب طويلة الأمد لا يمكن أن أستغني عنه

القصيدة التي تنقل عواطفي وأفكاري مثلما هي تأبى الخروج للنور
back to top