غانتس الأول في الانتخابات الأسرائيلية ونتنياهو الثاني

نشر في 18-09-2019 | 10:23
آخر تحديث 18-09-2019 | 10:23
No Image Caption
ينتظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس الأربعاء النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية التي يتوقع أن تشير إلى نسب متقاربة جداً بينهما، ما سيؤدي على الأرجح إلى مشاورات شاقة لتشكيل حكومة جديدة.

وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية حلول حزب «أبيض أزرق» بزعامة بيني غانتس أولاً بحصوله على 32 مقعداً في الكنيست يليه حزب ليكود بزعامة بنيامين نتنياهو بـ 30 مقعداً، بينما حلت القائمة العربية المشتركة ثالثة بـ 15 مقعداً لتصبح القوة الثالثة في الكنيست.

وإلى جانب نتائج الحزبين، ستكون تلك التي سيسجلها الحلفاء المحتملين لكل منهما حاسمة لأن الأمر يتعلق بمعرفة أي من المعسكرين سيحصل عبر تحالفات تخوله الحصول على الأغلبية المحددة بـ 61 نائباً في البرلمان، بينما تشير الاستطلاعات إلى أن الانتخابات لن تسفر عن كتلة واضحة تتمتع بالغالبية على ما يبدو.

ودعا رئيس تحالف «أزرق أبيض» الجنرال السابق بيني غانتس في وقت مبكر الأربعاء إلى تشكيل حكومة وحدة موسعة.

وقال غانتس في بث تلفزيوني من مقرّ حملته الانتخابية إنه بدأ «المشاورات السياسية لتشكيل حكومة وحدة موسعة».

وأضاف «سأتحدث مع الجميع»، مؤكداً أنه «مساء اليوم بدأت عملية إصلاح المجتمع الإسرائيلي»، بعدما كان قد دعا إلى التصويت ضد «الفساد» و«التطرف» بدون أن يسمي نتانياهو.

وتابع غانتس أن «الوحدة والمصالحة أصبحتا أمامنا».

من جهته، تحدث نتانياهو في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، أمام أنصاره في تل أبيب بعد انتهاء الانتخابات، وقد بدا صوته خافتاً بالمقارنة مع النبرة العالية التي كان يتحدث فيها أمام أنصاره قبل الاقتراع.

وقال «في الأيام المقبلة سندخل في مفاوضات لتشكيل حكومة صهيونية قوية»، وأضاف «لن يكون هناك ولا يمكن أن يكون هناك حكومة تعتمد على أحزاب عربية معادية للصهيونية، أحزاب تنكر وجود اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية».

ويشير نتانياهو بذلك إلى القائمة العربية المشتركة التي كشفت استطلاعات الرأي أنها يمكن أن تصبح ثالث أكبر قوة في البرلمان. وقد ذكرت أنها يمكن أن تدعم بشروط غانتس لرئاسة الوزراء وهذا ما قد يمنع نتانياهو من العودة إلى المنصب.

وإذا ثبتت صحة استطلاعات الرأي، فلن يكون أي من نتانياهو أو غانتس قادراً على أن يشكل حكومة مع حلفائه من دون اللجوء إلى ليبرمان بعد هذه الانتخابات الثانية خلال خمسة أشهر، بعدما أفضت انتخابات أبريل إلى النتيجة نفسها.

في هذا السيناريو، يمكن أن يرجح الحزب القومي «اسرائيل بيتنا» الذي يقوده أفيغدور ليبرمان وغير المنحاز لأي من المعسكرين حالياً كفة الميزان، وتشير الاستطلاعات إلى أنه سيشغل ثمانية أوعشرة مقاعد في الكنيست.

وليبرمان الذي تولى حقيبة وزارية في حكومة نتانياهو في الماضي لكنه على خلاف معه حالياً، لم يوضح ما إذا ما سيدعم معسكر غانتس، لكنه دعا إلى تشكيل «حكومة وحدة وطنية».

وقال في بث تلفزيوني من مقرّ حملته الانتخابية «أوصي رئيس الدولة من الآن وقبل ظهور النتائج الرسمية بأن يدعو كلّاً من نتانياهو وبيني غانتس إلى تشكيل حكومة وطنية، حتّى إذا لم انضم إليها، وذلك أفضل من حكومة ضيّقة غير مستقرّة».

وأضاف ليبرمان «ليس لدينا سوى خيار واحد هو تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة وليبرالية مع اسرائيل بيتنا وحزب أبيض أزرق والليكود»، مستبعداً الأحزاب اليهودية الدينية المتشددة والعربية.

وخاض ليبرمان حملته ضد الأحزاب الدينية المتشددة التي يتهمها بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على العلمانيين في إسرائيل. وقد أعلن عزمه على الدفع باتجاه إصدار قانون يضع حداً لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.

كما هاجم خلال حملته بعنف الأحزاب العربية.

وأفادت استطلاعات الرأي أن القائمة العربية المشتركة ستحصل على ما بين 11 و15 مقعداً ويمكنها بذلك أن تلعب دوراً حاسماً في ترجيح الكفة لمصلحة هذا المعسكر أو ذاك.

تبدو نتيجة هذا الاقتراع حاسمة لنتانياهو لأنه تأتي قبل مثوله أمام القضاء في الثالث من أكتوبر لقضايا «فساد» و«استغلال الثقة» و«اختلاسات».

ونتانياهو شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 1996 و1999. وانتخب من جديد في 2009 ليبقى رئيساً للحكومة 13 عاماً، أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في إسرائيل.

ويرى كثيرون أن نتانياهو غير المتهم ولا المدان حالياً، سيسعى في حال فوزه سيسعى للحصول من البرلمان على حصانة لتجنب المحاكمة.

back to top