واشنطن تتمسّك باتهام طهران في «هجوم أرامكو»

«أصدقاء إيران» يدعون للتريث... وأوروبا إلى ضبط النفس
ترامب: ننتظر تقييم الرياض للتحرك
● عبدالمهدي: بومبيو أكد أن الاعتداء لم يخرج من العراق
● زيادة تبادل المعلومات بين الرياض وواشنطن

نشر في 17-09-2019
آخر تحديث 17-09-2019 | 00:05
No Image Caption
أصرت الولايات المتحدة على اتهام إيران بالتورط في هجوم استهدف منشأتين تابعتين لشركة "أرامكو" السعودية وتسبب في تعطيل نحو 5% من إمدادات الطاقة العالمية، في حين دعت روسيا والصين إلى التريث وعدم الاستعجال في توجيه الاتهامات من دون أدلة.
رغم نفي إيران اتهام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لها بالوقوف وراء هجوم تبنته جماعة "أنصار الله" الحوثية على منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة "أرامكو" السعودية شرق المملكة، تمسك وزير الطاقة الأميركي ريك بيري أمس، باتهام بلاده لطهران.

وقال الوزير الأميركي، في كلمة أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس: "ما من شك في أن الهجوم مدبر يستهدف الاقتصاد وسوق الطاقة العالمي".

وأضاف أن الاعتداء "سلوك غير مقبول تتحمل إيران المسؤولية عنه".

ودان بيري ما أسماه "هجوم إيران على السعودية".

وأوضح أنه "على الرغم من المساعي الإيرانية الخبيثة، فإننا على ثقة في قدرة سوق النفط العالمي على التعافي".

ورغم إعلان الحوثيين المسؤولية عن الاعتداء، اتهم كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية إيران بأنها وراء الهجوم.

تأهب ترامب

من جانبه، لمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، إلى إمكانية "الرد العسكري" على إيران بعد الهجمات.

وقال ترامب، في سلسلة تغريدات بشأن الهجوم: "تعرضت إمدادات النفط في المملكة العربية السعودية للاعتداء. وهناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف الجاني. نحن على أهبة الاستعداد اعتماداً على التحقق، لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة بشأن من يعتقدون أنه سبب الهجوم، وبأي شروط سوف نتحرك!"

صباح أمس، عاد ترامب ليؤكد استعداده لمساعدة حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط رغم عدم احتياجها لمحروقات المنطقة.

وجدد الرئيس الأميركي عبر "تويتر" التأكيد على: "لأننا حققنا أداء جيداً جداً في الطاقة على مدار الأعوام القليلة الماضية، شكراً للسيد الرئيس! فإننا أصبحنا مصدّراً صافياً للطاقة والمنتج الأول للطاقة في العالم".

وأضاف: "لا نحتاج إلى نفط وغاز الشرق الأوسط، وفي الواقع لدينا عدد قليل جداً من الناقلات هناك، لكننا سنساعد حلفاءنا".

بن زايد

في غضون ذلك، دان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان الهجوم على "أرامكو"، مشدداً على وقوف الإمارات بجانب السعودية.

وأكد ولي عهد أبوظبي خلال اتصال أجراه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقوف الإمارات مع المملكة وما يمسّ أمنها.

من جهته، أكد ولي العهد السعودي لولي عهد أبوظبي أن المملكة قادرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه.

ضبط النفس

من جهته، حضّ "الاتحاد الأوروبي" على "أكبر قدر ممكن من ضبط النفس".

وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني إن "الهجوم بواسطة طائرات بدون طيار على منشأتين نفطيتين لأرامكو يشكل خطراً فعلياً على الأمن الإقليمي".

وأضافت موغيريني، "في وقت يتصاعد التوتر في المنطقة، فإن الهجوم يقوض جهود خفض التوتر والحوار الجارية".

وأكدت أن "من المهم التثبت بوضوح من الوقائع وتحديد المسؤولية في الهجوم المؤسف. وفي الوقت ذاته، يكرر الاتحاد دعوته من أجل أكبر قدر ممكن من ضبط النفس وخفض حدة التوتر".

وتسببت الهجمات بواسطة طائرات مسيّرة السبت الماضي بانفجارات أدت إلى اندلاع النيران في منشأتي بقيق، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وهجرة خريص المجاورة التي تضم حقلاً نفطياً شاسعاً شرق السعودية، ما أدى إلى توقف نصف إنتاج النفط السعودي.

وبينما شدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، على أن بلاده تعمل مع شركائها على تحليل الموقف ومعرفة منفذ الهجمات التي "تثير خطر تصاعد الأوضاع" وكيف حدث، أعرب رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون عن مساندته لحلفائه السعوديين ووصف الهجوم بأنه "انتهاك سافر للقانون الدولي".

تحذير روسي

وفي حين تتصاعد مخاطر حدوث صدام عسكري بالمنطقة بعد حديث مسؤول أميركي كبير عن وجود أدلة تدين طهران، حث المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الدول في الشرق الأوسط وخارجه على عدم استقاء "استنتاجات متسرعة" بشأن من نفذ الهجمات على منشآت النفط السعودية.

وعبّر بيسكوف عن أمل موسكو في أن تتغلب السعودية سريعاً على أضرار الهجوم على منشآتها النفطية، مؤكداً أن الرياض لم تطلب مساعدة من روسيا في هذا الشأن.

وأشار إلى الحادث المؤسف لم يؤثر على الاستعدادات لزيارة الرئيس فلاديمير بوتين المقبلة للمملكة أكتوبر المقبل.

كما حضّت الصين الولايات المتحدة وإيران على "ضبط النفس".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ إنه "في غياب تحقيق نهائي يسمح باستخلاص استنتاجات، قد لا يكون من المسؤولية تصور الجهة التي ينبغي تحميلها مسؤولية" الهجمات.

وأضافت: "ندعو جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن اتخاذ تدابير تقود إلى تصعيد التوتر في المنطقة".

وتابعت "نأمل أن يتمكن الطرفان من التحلي بضبط النفس والحفاظ معاً على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

نفي جديد

وفي إيران، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي نفي بلاده للاتهامات الأميركية.

وذكر موسوي في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني الرسمي أمس: "نستنكر الاتهامات ونعتبرها غير مقبولة وبلا أساس على الإطلاق".

عبدالمهدي: بومبيو أكد أن الاعتداء لم يخرج من العراق

أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الأول، أن "مهمة العراق هي الحفاظ على أمنه واستقراره وتجنب أي خطوة للتصعيد، ومنع استخدام أراضيه ضد أي دولة مجاورة أو شقيقة أو صديقة".

وقال مكتب رئيس الوزراء، في بيان أمس، إن الرجلين بحثا "الضربات الأخيرة التي تعرضت لها السعودية وقيما موقفهما من الأزمة الراهنة، واتفقا على التعاون في تبادل المعلومات".

وبحسب البيان، فقد أوضح عبدالمهدي أن "العراق بسياسته يسعى للعب دور إيجابي لتفكيك الأزمات والصراعات التي تعيشها المنطقة، وإبعاد شبح الحرب عن العراق والمنطقة وابتعاده عن سياسة المحاور".

ونقل البيان عن بومبيو أن المعلومات التي بحوزة واشنطن "تؤكد بيان الحكومة العراقية في عدم استخدام أراضيها في تنفيذ هذا الهجوم".

ونفت الحكومة العراقية، أمس الأول، استخدام أراضي العراق في هجوم بقيق وخريص. وعلمت "الجريدة" أن بغداد اعتمدت على تقرير روسي عن حركة الأجواء لإصدار نفيها.

وبحسب تقارير صحافية، فإن عبدالمهدي طالب مسؤولي الاستخبارات بتكثيف نشاط المراقبة في المناطق الجنوبية من البلاد، التي أُشيع أنها استُخدمت لمهاجمة السعودية.

وذكرت التقارير أن عبدالمهدي كلّف مسؤولين أمنيين بالتواصل مع نظرائهم السعوديين، للحصول على أي معلومات تدعم التحقيقات العراقية في هذا الإطار، في حين تعهّد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض بمتابعة هذا الملف.

زيادة تبادل المعلومات بين الرياض وواشنطن

أبلغ مسؤولون أميركيون "رويترز" أن الولايات المتحدة تدرس زيادة تبادل معلومات المخابرات مع السعودية عقب الهجوم على منشأتي "أرامكو".

ولم يكشف المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن نطاق الزيادة لكن الولايات المتحدة، الحذرة منذ فترة طويلة من التورط بشدة في حرب اليمن، لم تطلع السعودية إلا على بعض المعلومات بشأن تهديدات من جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.

back to top