إدارة ترامب ترسل إشارات متضاربة بشأن طهران

إنتاج إيران النفطي بأدنى مستوى منذ 30 عاماً... ونتنياهو في موسكو للاحتفاظ بحريّة العمل بسورية

نشر في 13-09-2019
آخر تحديث 13-09-2019 | 00:05
إسرائيليون بجوار لافتة انتخابية لـ«حزب ليكود» في القدس المحتلة أمس الأول   (رويترز)
إسرائيليون بجوار لافتة انتخابية لـ«حزب ليكود» في القدس المحتلة أمس الأول (رويترز)
نفت واشنطن وجود خطط لعقد قمة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات للأمم المتحدة تعقد في نيويورك قريباً، في وقت أكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، قبل مغادرته إلى روسيا، أنه يهدف إلى الاحتفاظ بحريّة العمل ضد الوجود الإيراني في سورية، وصولاً إلى طرده.
بعد ترجيح تقارير عدة لاحتمال عقد لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني بوساطة فرنسية، عقب إزاحة مستشار الأمن القومي الأميركي المتشدد جون بولتون من البيت الأبيض، أعلن وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، أنه لا خطط حتى الآن لعقد القمة الأميركية - الإيرانية، التي يحتمل أن تكون على هامش اجتماعات للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال منوتشين، في تصريحات أمس، إن «واشنطن لا تزال مستمرة حتى الآن في حملة الضغوط القصوى على إيران».

وجاءت تصريحات الوزير غداة تلميح ترامب لإمكان تخفيف العقوبات الاقتصادية التي يفرضها على طهران، بهدف تسهيل إجراء مفاوضات معها، وتأكيده أنه لا يبحث عن لقاء مع روحاني في الأمم المتحدة منتصف سبتمبر الجاري.

وحذّر ترامب أمس الأول من أن تخصيب إيران لليورانيوم سيكون «خطيراً جداً» عليها، وذلك في رد على سؤال حول سعيه للقاء روحاني.

روحاني وماكرون

وبالتزامن مع تحذير ترامب، جدّد الرئيس الإيراني تمسك بلاده بعدم الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة، في ظل استمرار العقوبات المفروضة عليها.

وقال روحاني لماكرون، في اتصال هاتفي مساء الأول، إن «إيران حكومة وبرلمانا وشعبا ترى أنه لا معنى ولا مفهوم للتفاوض مع أميركا في الوقت الذي مازالت إجراءات الحظر قائمة».

«ديلي بيست»

ويأتي هذا في وقت ذكر موقع «ديلي بيست» نقلا عن مصادر على دراية بالمحادثات بين ترامب ونظيره الفرنسي ماكرون القول إن الأول أبدى خلال الأسابيع الأخيرة انفتاحا على خطة الأخير بشأن تقديم 15 مليار دولار خطوط ائتمان لإيران مقابل عودتها إلى الالتزام بالاتفاق النووي.

وقال اثنان من هذه المصادر إن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، بمن فيهم الوزير مايك بومبيو، منفتحون أيضا على الاقتراح.

ورغم أن ترامب لم يبد موافقته على المقترح حتى الآن، فإنه أبدى استعدادا للتعاون بشأنه في عدة مناسبات خلال أغسطس الماضي، بما في ذلك أثناء اجتماعات مجموعة الدول السبع.

وقالت عدة مصادر لـ «ديلي بيست» إن مسؤولين أجانب يتوقعون أن يوافق ترامب على التعاون بشأن المقترح الفرنسي، أو أن يعرض تخفيف بعض العقوبات على طهران.

وفي الوقت ذاته، أكدت «ديلي بيست» أن ترامب يدرس عقد قمة مع روحاني.

في غضون ذلك، صرح وزير المالية الإسرائيلية موشيه كحلون بأن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى أكد له أنه لن يطرأ أي تغيير على سياسة العقوبات الأميركية ضد إيران.

وقال كحلون: «انتهيت للتو من اجتماع عمل مميز مع وكيل وزارة الخزانة الأميركية سيغال ماندلكير في تل أبيب».

هجوم وتقلص

إلى ذلك، هاجم قائد الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، أمس، التحالف البحري الذي تعمل الولايات المتحدة على تشكيله لحماية الملاحة في الخليج قبالة السواحل الإيرانية، وقال إنه «سيولد مهزوما، ولن يجلب سوى تفاقم انعدام الأمن إلى المنطقة».

من جهة أخرى، قال باقري إن إيران قررت استئناف أنشطتها النووية من جديد، في حال لم تنفذ الأطراف الأخرى التزاماتها بالاتفاق النووي، معتبرا أن العودة إلى التفاوض في المجموعة 5+1 غير ممكنة، إلا من خلال العودة إلى التعامل المنطقي مع إيران واحترام حقوق الشعب الإيراني.

على صعيد قريب، أفادت وكالة الطاقة الدولية، أمس، بأن إنتاج إيران من النفط الخام خلال الشهر الماضي، تراجع لأدنى مستوى منذ 30 عاماً، تحت ضغوط العقوبات الأميركية.

نتنياهو وبوتين

في موازاة ذلك، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن من المهم «مواصلة الحفاظ على حرية العمل التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، وسلاح الجو، ضد أهداف إيرانية في سورية».

وقال نتنياهو، قبيل مغادرته إلى منتجع سوتشي الروسي، للقاء الرئيس فلاديمير بوتين: «هذه زيارة مهمة للغاية، نعمل حالياً على أكثر من ساحة في محيط عبارة عن 360 درجة من حولنا، من أجل ضمان أمن إسرائيل إزاء المحاولات التي تقوم بها إيران والجهات الموالية لها لمهاجمتنا».

وأضاف: «إن الساحة السورية هي الساحة الرئيسية، ونسمع عن ذلك بين الحين والآخر، من المهم بنظرنا مواصلة الحفاظ على حرية العمل التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو ضد أهداف إيرانية، وأهداف تابعة لحزب الله وأهداف إرهابية أخرى».

وتابع نتنياهو: «الزيارة تهدف إلى مواصلة التنسيق المهم الذي يمنع الاصطدامات بيننا وبين القوات الروسية، كما تهدف إلى مواصلة العمل على تحقيق الغاية المشتركة التي اتفقنا عليها، والتي لم تحقق بعد، وهناك شوط طويل لقطعه حتى يتم تحقيقها، وهي إخراج إيران من سورية، هذا هو هدف الزيارة».

وتأتي زيارة نتنياهو الى روسيا قبل 5 أيام من انتخابات تعتبر مصيرية لمستقبله السياسي.

طهران: دخول الإيرانيات للملاعب غير مناسب الآن

اعتبر مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي أنه "في ظل الأجواء الحالية التي يهين فيها المشجعون بعضهم بعضاً، وكذلك مع وجود الاشتباكات التي تحدث، فإن حضور النساء في الملاعب ليس مناسباً".

وقال واعظي، في تصريحات أمس الأول: "تم تكليف وزير الرياضة بالتحدث إلى رؤساء الأندية الرياضية لتوفير مساحة أخلاقية، لحضور النساء، وكذلك لتوفير مكان مناسب خاص بالدخول والجلوس والمراحيض". ويأتي تصريح واعظي في سياق ردود الفعل الضمنية على وفاة مشجعة كرة القدم الإيرانية سحر خداياري، التي أحرقت نفسها، احتجاجاً على عقوبة السجن 6 أشهر، بسبب حضورها في ملعب آزادي، والتي أثارت موجة من ردود الفعل في شبكات التواصل الاجتماعي، داخل إيران وخارجها الثلاثاء الماضي.

back to top