الفوسفات... هل يمنعنا هذا المضاف الغذائي من ممارسة الرياضة؟

نشر في 13-09-2019
آخر تحديث 13-09-2019 | 00:00
No Image Caption
حللت دراسة مؤلفة من جزأين نماذج من الفئران والبشر واكتشفت رابطاً بين الفوسفات غير العضوي (مضاف غذائي شائع في الحمية الغربية) وبين تراجع مستوى النشاطات الجسدية.
وفق أحدث الإحصاءات التي أجرتها وزارة الصحة والخدمات البشرية الأميركية، يبدو أن أقل من 5% من الراشدين يخصصون 30 دقيقة لممارسة النشاطات الجسدية يومياً. من ثم، لا يلتزم أكثر من 80% من الراشدين الأميركيين بالتوجيهات التي تدعو إلى ممارسة الأيروبيك وتمارين المقاومة.كذلك، ينجح شخص من كل ثلاثة أشخاص بممارسة الرياضة خلال المدة الأسبوعية الموصى بها.

ما سبب قلة الحركة الشائعة على نطاق واسع؟ ربما وجد بحث جديد الآن العنصر المذنب في مضاف غذائي موجود في اللحوم والمشروبات الغازية وبعض المأكولات المُصنّعة: الفوسفات غير العضوي.

حلل علماء من المركز الطبي الجنوبي الغربي التابع لجامعة تكساس في دالاس الرابط القائم بين الفوسفات غير العضوي وبين قلة الحركة لدى الفئران والبشر معاً.الفوسفات عنصر مشتق من الفوسفور: إنه المعدن الذي يحتاج إليه الجسم لبناء العظام والأسنان وإصلاحها، ولتسهيل عمل الأعصاب وجعل العضلات تنقبض.نشر الباحثون، بقيادة الدكتورة وانبن فونغباتاناسين، أستاذة طب في المركز الطبي الجنوبي الغربي التابع لجامعة تكساس، نتائجهم في مجلة «الدورة الدموية».

خطر صحي

تضيف شركات التصنيع الفوسفات إلى الأغذية لإبقائها طازجة لفترة أطول ولتحسين نكهتها، لا سيما اللحوم المصنّعة، والجامبون، والنقانق، والأسماك المعلّبة، والمخبوزات والمشروبات الغازية.في الحالات العادية، تتحكم الكلى بكمية الفوسفات الموجودة في الدم، كذلك تسهم في تصفية فائض الفوسفات في البول. لكن تجد الكلى الشائبة في المقابل صعوبة في التخلص من فائض الفوسفات. لذا تكلم العلماء سابقاً عن «الخطر الصحي» الذي تطرحه المضافات الغذائية ودعوا إلى تحديد كمية الفوسفات المضافة في المنتجات الغذائية.تكشف دراسات أيضاً أن الفوسفات غير العضوي يرتبط بارتفاع خطر الوفاة بالنسبة إلى المصابين بأمراض في الكلى. في الوقت نفسه، كشفت دراسات جديدة أن فائض الفوسفات، لدى عامة الناس أيضاً، يرتبط بارتفاع خطر الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية أو لأسباب أخرى.

تأثيرات

عمدت فونغباتاناسين وزملاؤها خلال دراستهم إلى إعطاء حميات مشابهة لمجموعتين من الفئران السليمة. لكنهم أعطوا مجموعة من الفئران فائضاً من الفوسفات بدرجة مساوية للكمية التي يستهلكها الراشدون الأميركيون.يستهلك حتى 25% من الراشدين الأميركيين كمية فوسفات تفوق الجرعة الموصى بها بثلاث أو أربع مرات.خلال التجربة على الفئران، برز رابط بين تبني حمية غنية بالفوسفات على مر 12 أسبوعاً وبين تراجع الوقت المخصص للتمارين على جهاز المشي وتدهور اللياقة القلبية لدى القوارض.كان الأيض الذي يحرق الدهون شائباً لدى الفئران التي استهلكت كمية إضافية من الفوسفات. كذلك، اكتشف الباحثون تغيرات في خمسة آلاف جينة تسهم في تفكيك الدهون وتُسهّل أيض الخلايا لدى تلك الفئران.في الجزء الثاني من الدراسة، حللت فونغباتاناسين وفريقها بيانات تعود إلى أكثر من 1600 شخص سليم. استعمل المشاركون أجهزة لتعقب الرشاقة طوال سبعة أيام، ما سمح للعلماء بمراقبة مستويات تمارينهم الجسدية.لاحظ العلماء رابطاً بين ارتفاع مستويات الفوسفات في الدم وبين توسّع نطاق قلة الحركة وتراجع الوقت المخصص للنشاطات الجسدية المعتدلة أو المكثفة.تعليقاً على أهمية تلك النتائج، قالت فونغباتاناسين: «أظن أن الوقت حان كي نحث قطاع الصناعات الغذائية على ذكر كمية المضافات التي تستعملها، كي نعرف نسبة الفوسفات الموجودة في طعامنا. لكن لا تزال هذه الجهود في بدايتها ولا بد من إجراء بحوث إضافية لتحويل هذا الهدف إلى واقع ملموس».

شركات التصنيع تضيف الفوسفات إلى الأغذية لإبقائها طازجة فترة أطول ولتحسين نكهتها
back to top