الداء السكري... الصوم قبل فحص الدم مضرّ

نشر في 13-09-2019
آخر تحديث 13-09-2019 | 00:00
No Image Caption
ينصح الأطباء المريض قبل الخضوع لفحص معدل الكولسترول في الدم بالصوم بضع ساعات بغية الحصول على النتائج الأكثر دقة. لكن دراسة جديدة تُظهر أن هذه المقاربة قد تكون مضرة أكثر في حالة مرضى الداء السكري.
يحمل مرضى الداء السكري عموماً معدلات أعلى من البروتين الدهني منخفض الكثافة أو «الكولسترول السيئ». قد يقود هذا إلى تراكم فائض من الدهون في الشرايين. لهذا السبب، ينصح الأطباء هؤلاء المرضى بالخضوع لفحوص دورية لمعدل الكولسترول في الدم.توصي التوجيهات الحالية المرضى بعدم تناول أي طعام أو شراب، باستثناء الماء، قبل فحص الدم بهدف عدم التأثير في النتائج. لكن عدداً أكبر من الدراسات يشير إلى أن هذه الخطوة قد لا تكون ضرورية، حتى أنها قد تكون مضرة في بعض الحالات.يفيد بحث جديد قاده خبراء من جامعة ولاية ميشيغان في إيست لانسينغ أن الصوم قبل الخضوع لفحص معدل الكولسترول في الدم قد يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم في حالة مرضى الداء السكري الذين يأخذون الإنسولين أو السلفونيليوريا (دواء لضبط الداء السكري من النمط الثاني).قد تؤثر هذه الاكتشافات، التي نُشرت أخيراً في المجلة الدولية لعلم الغدد الصماء، في نصيحة الأطباء لمرضى الداء السكري.

تناول الطعام

عمل الفريق مع 525 مريضاً يعانون الداء السكري وشاركوا في واحدة من تجربتين سريريتين في مجال علم الغدد الصماء في ميشيغان. طلب العلماء إلى المشاركين ملء استبانة من صفحتين، ولم يأخذوا في الاعتبار سوى مَن قدموا البيانات الملائمة كافة.عقب تحليل المعلومات، اكتشف الباحثون أن مرضى الداء السكري يكونون أكثر عرضة لنقص سكر الدم على الطريق نتيجة الصوم إذا صاموا قبل الخضوع لفحص الدم.

في حالة نقص سكر الدم على الطريق نتيجة الصوم، يصبح معدل السكر في الدم متدنياً جداً، أقل من 70 مليغراماً في الديسيلتر، ما يؤدي إلى الإغماء، وتشوش الذهن، والدوار. وقد يجعل ذلك المريض عرضة لحوادث تهدد حياته إن كان يقود السيارة (على الطريق) إلى العيادة حيث سيخضع للفحص.

يوضح صالح الدسوقي، الباحث الذي أشرف على تقرير الدراسة: «نقص سكر الدم مشكلة لا تحظى بالاهتمام الكافي نراها من حين إلى آخر في مرضى الداء السكري الذين يحضرون للخضوع لفحص دم بعد تفويتهم وجبة الفطور».

يضيف: «يواصل المريض أخذ دواء الداء السكري من دون أن يتناول الطعام، ما يؤدي إلى تراجع معدلات السكر في دمه ويعرضه لنوبة نقص سكر في الدم أثناء القيادة من المختبر أو إليه ويهدد حياته وحياة آخرين».

يتابع الدسوقي: «شعارنا الجديد «تناول الطعام لتفادي نقص سكر الدم على الطريق نتيجة الصوم»، بغية تذكير المرضى بهذا الخطر ودفعهم إلى تناول الطعام».

ضرورة تعديل التوجيهات

يشير الدسوقي إلى أن خبراءنا يدركون اليوم أن تناول الطعام قبل الخضوع لفحص معدل الكولسترول في الدم لا يؤثر على الأرجح في القياسات المطلوبة. لذلك، قد يكون تناول وجبة قبل التوجه للخضوع للفحص أفضل من الصوم وربما فقدان الوعي على الطريق إلى المختبر.

يضيف أن فكرة الصوم قبل الخضوع لفحوص الدم ترجع إلى مجموعة بالية من التوجيهات تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، علماً بأن الخبراء في كندا ومعظم الدول الأوروبية ما عادوا يعتمدونها.

تُظهر نتائج الدراسة أن 35 % من المشاركين يتلقون النصائح بشأن كيفية تفادي نقص سكر الدم على الطريق نتيجة الصوم قبل التوجه للخضوع لفحص معدل الكولسترول في الدم.يوضح الدسوقي: «نشجع المرضى، الذين يُطلب إليهم الخضوع لفحص في المختبر، على سؤال طبيبهم عما إذا كان الصوم ضرورياً، وإذا كان كذلك، عما إذا كان عليهم مواصلة أخذ أدوية الداء السكري خلال فترة الصوم نظراً إلى التبدلات التي تطرأ على معدلات السكر في دمهم».يختم: «تتجاهل الممارسات السريرية شعار «تناول الطعام لتفادي نقص سكر الدم على الطريق نتيجة الصوم». ونسعى إلى تسليط الضوء على هذه المشكلة وتثقيف الأطباء والمرضى أكثر عن عواقب الصوم أثناء تناول أدوية الداء السكري».

back to top