جوزاك يناقض نفسه لتبرير فشله الذريع مع الأزرق

• بعد 13 شهراً تذكر أن المنتخب ليس لديه ملعب... وأن اللاعبين هواة
• انتقد الجميع بعد تفريطه في فرصة ذهبية للتحول من محاضر إلى مدرب!

نشر في 12-09-2019
آخر تحديث 12-09-2019 | 00:05
مما لا شك فيه أن جوزاك خسر «الجلد والسقط» في المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاء الأزرق مع أستراليا، بعد تناقض تصريحاته، قبل وبعد المباراة التي خسرها الفريق بالثلاثة، ليوجه هجومه إلى الجميع، منتقداً العديد من الأوضاع، رغم توليه المسؤولية منذ 13 شهراً!
من أبجديات لعبة كرة القدم بصفة خاصة، وجميع اللعبات الجماعية بصفة عامة، الوصول إلى التشكيل الأمثل الذي يخدم أهداف الفريق، وبالتالي العمل على تثبيت هذا التشكيل في جميع المباريات، وإجراء تغييرات في حالتين فقط، الإصابات أو انخفاض مستوى اللاعبين، وهو الأمر الذي ضرب به المدرب الكرواتي روميو جوزاك عرض الحائط، حيث واصل "التأليف" في مباراة منتخبنا الوطني الأول أمام ضيفه الأسترالي، التي أقيمت مساء أمس الأول الثلاثاء، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، وكأس آسيا 2023 بالصين، والتي خسرها الأزرق بثلاثة أهداف دون رد.

ومن خلال هذا التأليف الخارج عن حدود المنطق تماماً، أكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه أقل كثيراً من أن يقود منتخباً بحجم وتاريخ الأزرق، فالمدرب تفتق ذهنه عن خطة "جهنمية" مفادها الإبقاء على بدر المطوع، ويوسف ناصر ومبارك الفنيني على مقاعد البدلاء في لقاء أستراليا، وهم الذين تألقوا وأجادوا أمام المنتخب النيبالي، علماً بأنه وصف الفنيني بأنه "بدر المطوع" الجديد، الذي سيكون له شأن كبير في المستقبل القريب.

من المتسبب في تقديم موعد اللقاء؟!

بعيدا عن تناقض جوزاك، وفشله الذريع مع "الأزرق"، ثمة أسئلة تطرح نفسها بقوة، منها: من المسؤول عن تقديم موعد المباراة إلى السادسة والنصف في هذه الأجواء الحارة؟ وما الهدف من هذا التقديم غير المبرر؟

وإذا كان الشخص الذي اتخذ القرار بناء على تجربة سابقة، فهذه التجربة نجحت مرة واحدة فقط، لذلك فالقرار جاء دون دراسة أو تفكير، فقد تأثر لاعبو منتخبنا الوطني الذين مازالوا في بداية الموسم بالطقس شديد الحرارة، لاسيما أنهم لم يصلوا إلى معدل اللياقة المأمول، فيما لم يتأثر لاعبو المنتخب الأسترالي بهذا الطقس، كونهم يلعبون في دوريات كبرى، كما أنهم قادرون على التعامل مع أي ظروف خارجة يتعرضون لها.

وأصاب جوزاك الجميع بالصدمة حينما تم كشف النقاب عن التشكيل الأساسي الذي خلا من المطوع وناصر، اللذين يمتلكان مقومات اللاعب الدولي القادر على صنع الفارق مع المنافسين، والغريب في الأمر أنه أكد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب انتهاء اللقاء أن الإبقاء على اللاعبين على مقاعد البدلاء جاء من أجل تهدئة اللعب في الشوط الأول بالاعتماد على طريقة 4-5-1، ثم الدفع بهما في الشوط الثاني للضغط على المنافس والهجوم على مرماه، ويبدو أن هذه هي المفاجأة التي تحدث عنها خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق اللقاء، ويبدو أنه نسى أو تناسى أنه يواجه أحد أقوى المنتخبات، الذي يقوده المدرب غراهام أرنولد، حيث أوصله خياله الخصب إلى أنه سيفرض طريقة لعبه على المنافس! رغم أنه من المعلوم أن التغيير طريقة اللعب لا تعني على الإطلاق استبعاد عناصر القوة والأوراق الرابحة من التشكيل الأساسي.

ومن المؤكد أن الأزرق لم يذهب إلى استاد الكويت لمواجهة المنتخب الأسترالي، فالمستوى الذي قدمه الفريق جاء سيئا للغاية، ولم يحمل أي فكر للمدرب الذي وقف "يندب" في المنطقة الفنية دون التدخل بشكل فعال في محاولة لإنقاذ ما يمكنه إنقاذه، خصوصا أن الفريق افتقد تماما جميع المقومات، فلا تمرير صحيحا، ولا التحام قوياً أمام لاعبين يمتلكون أجساماً فارعة قوية، ويمتلكون لياقة بدنية عالية، ولا هجوم منظما، ولا دفاع قادراً على إفساد الهجمات.

العودة لأرض الواقع

الغريب في الأمر، أن جوزاك أكد في المؤتمر الصحافي الذي سبق اللقاء، أن الأزرق جاهز للقاء، وأنه قادر على مجاراة لاعبي استراليا، وأنه يهدف إلى تحقيق الفوز، ولمَ لا وهو من قال إن المنتخب يسير على الطريق الصحيح والسليم وإنه أرسل رسالة إلى العالم بعودة الأزرق بفوزه على المنتخب النيبالي "المتواضع" بسباعية، لكنه عاد ليناقض نفسه بقوة في مؤتمر ما بعد اللقاء، مؤكدا ان المباراة أعادت الفريق إلى أرض الواقع، ثم برر الخسارة بأن سببها عدم إعداد اللاعبين ذهنيا، ولا نعلم مسؤولية من هذه؟ ثم واصل سيناريو التبرير متسائلا: "كم يوماً تدرب المنتخب مكتمل الصفوف استعدادا لمباراتي نيبال وأستراليا عقب العودة من بطولة غرب آسيا؟"، في إشارة إلى أن الأندية المشاركة في البطولة العربية حرمته اللاعبين، ويبدو أنه نسي أو تناسى أن استعداداته للمباراتين جاءت من خلال معسكر طويل في انكلترا لعب خلاله الفريق 4 مباريات تجريبية، ثم المشاركة في بطولة غرب آسيا ومواجهة منتخبات السعودية والأردن والبحرين، ثم اكتمال الصفوف يوم 31 أغسطس والدخول في معسكر تدريبي للمباراتين.

تناقض غريب

واللافت في الأمر هو الهجوم الذي شنه جوزاك خلال المؤتمر الصحافي الأخير على اطراف عديدة، كما تحدث عن عدم تطبيق الاحتراف، وعدم وجود ملعب خاص بالمنتخب، وهو الأمر الذي تحدث عنه للمرة الأولى منذ توليه المسؤولية قبل 13 شهراً، حصل خلالها على 286 ألف دينار (رواتب شهرية)، وذلك على الرغم من أنه أتيحت له فرصة ذهبية لم تتح لمدرب قبله، ومن الصعوبة بمكان أن تتاح لمدرب آخر، والتي تتمثل في وجود متسع من الوقت بلغ عاما ميلاديا لإعداد فريق قادر على مقارعة المنتخبات القوية، وهو ما لم ينجح في استغلاله واستثماره على الإطلاق، كما أنه المدرب الوحيد في تاريخ الكرة الكويتية الذي منحه الاتحاد الحرية في جلب أطقم فنية كاملة للمنتخبات الأول والأولمبي والشباب، ومنحه فرصة تشكيلها كما يريد، وهو ما فشل فيه أيضا، بعد أن قام بعملية تدوير، حيث أسند إلى مدرب منتخب الشباب دينكو مسؤولية تدريب المنتخب الأولمبي، بدلا من راجيك ماجيكو، ليتولى الأخير مهمة تدريب منتخب الشباب، وحينما فشل "الأولمبي" في التأهل لبطولة كأس آسيا رغم إقامة التصفيات في الكويت، قرر إعادة دينكو إلى منتخب الشباب مجدداً والاستغناء عن خدمات ماجيكو!

مَن تعاقد مع المدرب؟

من المعلوم للجميع، أن مجلس إدارة الاتحاد هو من وقّع على عقد جوزاك، لكن الموقف الحالي يحتاج إلى شخص يمتلك الشجاعة لإعلان أنه هو الذي اختار المدرب لتولي مهمة تدريب الأزرق، لا سيما أنه لو حقق النجاح المأمول لتحدث مرارا وتكرارا ودون ملل أو كلل عن أنه من اختاره.

كما يتعين على هذا الشخص توضيح أسباب اختياره لجوزاك، وما هي مبرراته ودوافعه لهذا الاختيار، إذ إن جوزاك يعمل في الأساس محاضرا في الاتحاد الكرواتي لكرة القدم، أي أن عمله نظري فقط، ولم يعمل في مجال التدريب إلا مدة 7 أشهر فقط، وتمت إقالته لفشله في مهمته.

ولعل الجميع يتذكرون تصريحاته لتلفزيون الكويت حينما أكد أنه جاء لإعداد منتخب قوي قادر على المنافسة على التأهل لمونديال 2022، لكنه مع أول خسارة في مشوار 2022، ناقض نفسه بقوة حينما تحدث عن الاحتراف وعدم وجود ملعب خاص بالمنتخب، فهل الخسارة من استراليا هي التي دفعته للحديث عن مثل هذه الأمور؟ وهل لم يكن يعلم قبل توليه المسؤولية عدم تطبيق الاحتراف وعدم وجود ملعب خاص للأزرق؟!

ووفقاً لمصدر مقرب من المنتخب، فإن جوزاك أكد في المحاضرة الفنية التي ألقاها على اللاعبين قبل اللقاء، ضرورة استمرار الخطة 4-5-1، طوال الشوط الأول دون تغيير على الإطلاق، لكنه أبلغهم بتغييرها عقب الهدف الثاني، ليصيبهم بالارتباك الشديد، وفقدان التركيز... في "منتهى التناقض"!

«الفنية» تتمسك برحيل المدرب وسيناريوهان لاختيار خلفه

علمت "الجريدة" أن عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة - رئيس اللجنة الفنية خالد الشمري عقد اجتماعاً مع المدرب الكرواتي جوزاك قبل اجتماع اللجنة، ابلغه خلاله برغبة اللجنة في انهاء عقده، سواء من خلال تقديم استقالته أو حتى إقالته، وذلك بعد فشله في صناعة منتخب قوي قادر على المنافسة في التأهل لمونديال 2022، مثلما وعد قبل توليه المهمة.

وشهد اجتماع اللجنة مناقشة قرار إنهاء المهمة، وجاءت الموافقة عليه بالإجماع، بعد المستوى الهزيل الذي ظهر عليه المنتخب، إضافة إلى حالة الغضب التي اجتاحت الشارع الرياضي، والتي تسببت في غضب الجماهير التي حضرت اللقاء، إلى جانب تناقض تصريحات المدرب بشكل غير مسؤول، لا سيما أنه وعد بتحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب الاسترالي.

ورفعت اللجنة توصية إلى مجلس إدارة الاتحاد تفيد بإنهاء مهمة جوزاك، سواء قدم استقالته أو تمسك بعدم تقديمها من أجل الحصول على قيمة الشرط الجزائي كاملة، على أن يدرس الاتحاد التوصية قبل الموافقة عليها بالتمرير.

وهناك انقسام داخل الاتحاد بشأن المدرب الذي سيتولى المسؤولية خلفا لجوزاك، فهناك من يرى أن الإدارة لديها متسع من الوقت قبل لقاء الأردن (شهر) من أجل التعاقد مع مدرب أجنبي، بشرط عمله من قبل في المنطقة، بينما يرى آخرون اسناد المهمة بشكل مؤقت إلى مدرب الكويت حسام السيد، فيما يبقى المدرب الوطني محمد إبراهيم ضمن الخيارات المطروحة لخبرته العريضة مع اللاعب الكويتي.

جوزاك تسلم المسؤولية وتحدث عن بناء منتخب جديد للأزرق قادر على المنافسة على التأهل لمونديال 2022... ولكن!

المدرب يتذكر بعد الخسارة من أستراليا عدم تطبيق الاحتراف وعدم وجود ملعب خاص للأزرق

فرّط في فرصة ذهبية بإعداد منتخب قوي على مدار عام كامل... ومبرراته غير مقنعة وبعيدة عن المنطق
back to top