العالم يحتفي بالذكرى الـ 250 لباحث الحضارة هومبولت

يعد المكتشف الثاني لأميركا بعد كريستوف كولومبوس

نشر في 12-09-2019
آخر تحديث 12-09-2019 | 00:02
ألكسندر هومبولت
ألكسندر هومبولت
تحتفل الكثير من المؤسسات العلمية المرموقة بالذكرى الـ 250 لميلاد ألكسندر هومبولت، والتي تحل في 14 الجاري.

ورغم مرور 250 عاما على ميلاد هذا العالم العبقري، فإن المعلومات التي توصل إليها لا تزال حاضرة الآن عن أي وقت مضى، "حيث إن تفكيره المتشابك يناسب عصرنا" وفق ما يرى أوتمار ايته، الخبير في حياة هومبولت، من جامعة بوتسدام الألمانية، مبررا ذلك بأن هومبولت جمع بين الأمرين؛ باحث الطبيعة والباحث الحضاري، ولا يزال حتى اليوم شخصية رئيسة في العلم، بدءا من أبحاث المناخ، وصولا إلى علم السلالات والأجناس. كما يُعد هومبولت "المكتشف الثاني لأميركا"، بعد كريستوف كولومبوس.

وكان هومبولت يقوم برحلاته البحثية عبر القارة الأميركية، في ظل متاعب لا تصدق، فقد كان يسير على قدميه، أو يمتطي ظهر البغال أو في قارب بسيط، قاطعا آلاف الكيلومترات بين الكاريبي والأنديز. وقام مع رفيق دربه، عالم النبات الفرنسي إميه جاك بونبلاند (1858-1773)، بالتجول في ثنايا الغابات المدارية بالمنطقة التي تُعرف اليوم بفنزويلا وكولومبيا.

وصعد هومبولت في المنطقة التي تُعرف اليوم بالإكوادور بركان تشيمبوارازو، ووصل مع رفيقه بونبلاند في يونيو 1802 إلى أعلى قمة وطأتها قدما إنسان آنذاك، وهي على ارتفاع 5917 مترا، وكان ذلك في ظل قلة الأوكسجين والبرودة الشديدة.

واستمر هومبولت في تطوير اهتمامه بالطبيعة أثناء دراسته اقتصاد الدولة في مدينة فرانكفورت أودر، شمال شرق ألمانيا، ثم دراسته فيما بعد بمدينة فرايبرغ. وعندما كان يعمل مساعدا في التعدين، كان يقدم اقتراحات لتطوير التعدين، رغم أن عمره لم يكن يتجاوز 22 عاما آنذاك، وكان من بين هذه الاقتراحات أيضا مصباح جديد من نوعه للإضاءة في المناجم. لكن الفضول العلمي وحب المغامرة دفعا هومبولد للانطلاق في العالم الفسيح.

وحاول هذا العبقري في لندن وباريس الحصول على فرصة للوصول للغابات المدارية على متن إحدى السفن، لكن دون جدوى، نظرا للمخاطر التي كانت تمثلها حروب نابليون والقراصنة.

وفي النهاية أعطته إسبانيا تصريحا بالسفر إلى الأندلس الجديدة، التي تُعرف اليوم بفنزويلا.

وصل عالمنا على متن الفرقاطة "بيزارو" عام 1799 إلى كومانا، فنزويلا، على ساحل الكاريبي، حاملا معه حملا ثقيلا كان يضم أجهزة قياس وآلة السدس التي كانت تقيس الزوايا، ومقرابا وتلسكوبا وساعة لقياس الأطوال وجهاز باروميتر وترمومترا.

وظل هومبولت وبونبلاند يتجولان على مدى خمس سنوات بين الكاريبي والأنديز، "أشعر بأني هنا، وأن هذه الانطباعات ستظل تروح عن نفسي مستقبلا".

سحر الطبيعة

لقد سحرت الطبيعة وغزارتها العالمين، لاسيما جنة عدن والدورادو، وسلك طريقه، وكأنه تحت تأثير السحر، من جران سابانا في فنزويلا حتى المحيط الهادي، واكتشف هومبولت وبونبلاند العلاقة بين التيارين، أورينوكو وأمازوناس.

كما وصف المستكشفان كيفية تحضير سم السهم كورار، وحددا خط الاستواء المغناطيسي، وحددا زرقة السماء.

وقام هومبولت بخمس رحلات استكشافية إجمالا أثناء إقامته في أميركا، والتي استمرت خمس سنوات.

وسافر إلى كوبا والمكسيك، وبحث التيار البارد عند الساحل الغربي لأميركا الشمالية، والذي أصبح اليوم يحمل اسمه، وأمر بشحن اكتشافاته إلى أوروبا، وكانت تملأ صناديق تتكون من عينات صخرية، من نباتات وحيوانات ومشاريع ثقافية، ونشر الحقائق التي توصل إليها من خلال حملته الاستكشافية في أكثر من 30 مجلدا، وأصبح كتابه (الكون) من أفضل الكتب مبيعا.

back to top