الحسينيات أحيت ذكرى «عاشوراء»: ثورة إنسانية لنصرة المظلومين

الخطباء: مصيبة الحسين باقية إلى قيام الساعة وخالدة في كل زمان ومكان

نشر في 11-09-2019
آخر تحديث 11-09-2019 | 00:02
وسط حضور كبير ووجود أمني لافت، أحيت الحسينيات في الكويت، صباح أمس، ذكرى يوم عاشوراء الذي استشهد فيه الإمام الحسين عليه السلام وأولاده وأصحابه.
في أجواء إيمانية مليئة بالدموع والبكاء، اتشحت الحسينيات وعدد من المساجد في بعض المحافظات بالسواد؛ إحياء لذكرى استشهاد سبط الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي، عليهما السلام، الذي قضى وأولاده وأهله وجمع من أصحابه في واقعة الطف بمدينة كربلاء.

وتفاوت وقت تناول تفاصيل "عاشوراء" بين خطباء المنبر الحسيني، إذ قرأ بعضهم أحداث هذه المعركة في الحسينيات خلال الفترة الصباحية، في حين عرض البعض الآخر تفاصيلها بعد صلاة الظهر في المساجد، وذلك بمشاركة جموع غفيرة حرصت على إحياء ذكرى عاشوراء التي حملت بين طياتها مشاهد ومواقف أليمة عاشها الإمام الحسين مع أهله وأبنائه وأصحابه.

استشهاد الحسين

وخصص الخطباء صباح يوم عاشوراء لقراءة قصة استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه، وما قدمته ثورته العظيمة من "تضحيات كبيرة ستبقى محل استلهام للكرامة الإنسانية عبر التاريخ"، مؤكدين أن "قضية الحسين غير مقتصرة على فئة معينة فقط، بل لكل إنسان يرفض الظلم والطغيان، لأنها تتضمن دروساً ومعاني خالدة تتوارثها الأجيال".

وأوضح الخطباء أن "إحياء هذه الشعائر الحسينية في ذكرى مصيبة الإمام الحسين مستمر وسيبقى حتى قيام الساعة، لاسيما أنه ضرب مثالاً للثورة الإنسانية الحية في ضمير كل إنسان والخالدة في كل زمان ومكان، ولأن الإمام الحسين قدم نفسه وولده من أجل الإصلاح في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الشعار الذي حمله أثناء رحلته إلى كربلاء".

وبينوا أن "عظمة الإمام الحسين تأتي امتدادا لرسول الله ولإحياء رسالته السماوية، إذ إن إحياء ذكرى الحسين هو إحياء لقضية الإسلام والأمة، وإحياء لذكرى كل شهيد وانتصار لقضية كل مظلوم"، مبينين أن "هذه المعركة انتهت بأعظم فاجعة ومصيبة عرفها تاريخ البشرية، تمثلت في استشهاد الحسين وأنصاره وحمل رؤوسهم على الرماح وسبي نسائهم وأطفالهم من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى بلاد الشام".

ثورة عظيمة

وأشاروا إلى أن "هذه المأساة أدمت قلب الإنسانية، لاسيما أن الإمام الحسين قدم نفسه وولده فداء للإسلام، فضلاً عن أن هذه الفاجعة قتل فيها الشيخ الطاعن في السن من أصحاب الحسين، وكذلك الفتى الصغير والطفل الرضيع والمرأة العجوز، ولا يمكن أن ننسى ما مرت به المأساة من الألم والحسرة من خلال التمثيل بأجساد الشهداء وقطع رؤوسهم، ورض الأجساد بحوافر الخيل، وحرمان النساء والأطفال من الماء، إضافة إلى سبي بنات رسول الله من بلد إلى بلد، ينظر إليهن أهل هذه البلاد، وغيرها من المآسي والآلام التي حلّت بشهداء هذه الثورة العظيمة".

ليلة الوداع

وفي ليلة العاشر من المحرم الحرام، تناول الخطباء في المجالس الحسينية ملامح هذه الليلة الحزينة التي وصفوها بليلة الوداع، إذ تطرقوا إلى كيفية وداع الإمام الحسين لأبنائه، وأصحابه الذين خيّرهم بين العودة إلى ديارهم والبقاء معه، ومعرفة مدى استعدادهم لخوض المعركة في صباح اليوم التالي.

كما خصص الخطباء جزءاُ من محاضراتهم لقصة عبدالله الرضيع، ابن الإمام الحسين عليه السلام، وواقعة استشهاده بين يدي والده، مؤكدين أن "هذه المصيبة الأليمة، من أصعب المواقف التي مرت بالإمام الحسين خلال مأساة عاشوراء، لاسيما أنه كان يطلب الماء لابنه الرضيع الذي أعياه العطش".

لقطات

حضور أمني

بذلت وزارة الداخلية جهوداً كبيرة خلال الأيام العشرة الأول من المحرم، إذ وجدت قوات أمنية بشكل مكثف أمام الحسينيات والمساجد وعلى مداخل الطرق لحفظ الأمن وتنظيم حركة السير.

التزام بالنظام

التزمت الحسينيات والمساجد بالأنظمة والقوانين التي أقرتها وزارة الداخلية قبل بدء شهر المحرم، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في نجاح هذا الموسم دون حوادث تذكر.

توزيع «البركة»

حرص الكثير من الحسينيات على توزيع وجبات غذائية (البركة)، على الحضور بعد الانتهاء من قراءة قصة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته.

تعاون الجيران

أعرب كثير من المشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء عن شكرهم وامتنانهم لأصحاب المنازل المجاورة للحسينيات على موقفهم الرائع من السماح بالوقوف بالقرب من منازلهم الملاصقة لبعض الحسينيات.

back to top