إسرائيل تضرب فصائل عراقية داخل الأراضي السورية

• 5 غارات تقتل 21 مقاتلاً وتؤجل فتح معبر القائم... وتل أبيب تعلن إحباط صواريخ من دمشق
• ميليشيات النظام تترك مورك وخان شيخون بأوامر روسية... و150 شاحنة أميركية لدعم «قسد»

نشر في 10-09-2019
آخر تحديث 10-09-2019 | 00:05
جنود إسرائيليون يجهزون قذيفة هاون بمرتفعات الجولان المحتل أمس   (أ ف ب)
جنود إسرائيليون يجهزون قذيفة هاون بمرتفعات الجولان المحتل أمس (أ ف ب)
في تطور ميداني كبير، أطلق فيلق "القدس" الإيراني صواريخ عدة من داخل سورية باتجاه إسرائيل رداً على ضربة جوية استهدفت مواقع فصائل شيعية عراقية تعمل تحت قيادته في محافظة دير الزور وتسببت بتأجيل فتح معبر القائم الحدودي.
في حادث نادر، رصد الجيش الإسرائيلي، أمس، محاولة لإطلاق عدة صواريخ من محيط العاصمة السورية دمشق باتجاه تل أبيب، متهماً الميليشيات العاملة تحت إمرة فيلق القدس الإيراني بقيادة قاسم سليماني بشن الهجوم.

وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه: "في ساعات الصباح الباكر أطلقت الميليشيات الشيعية، بقيادة فيلق القدس الإيراني عدداً من القذائف الصاروخية من ضواحي دمشق لكن جميعها لم تبلغ هدفها وفشلت في الوصول إلى داخل إسرائيل".

وحمل المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي الجيش الإسرائيلي الحكومة السورية مسؤولية "كل عملية تنطلق من أراضيها"، محذراً في تهديد شديد اللهجة ​"نظام الرئيس ​بشار الأسد​ بأنه سيدفع ثمناً باهظاً على سماحه للإيرانيين وللميليشيات الشيعية العمل من داخل أراضيه حيث يغضّ طرفه، وحتّى يتعاون معها. لا يخفى هذا الشيء علينا. وقد أُعذر من أنذر".

21 قتيلاً

ويأتي إعلان إسرائيل بعد أن أدت ضربات جوية استهدفت مواقع للقوات الإيرانية ومجموعات موالية لها في شرق سورية ليل الأحد- الإثنين إلى مقتل 21 مقاتلاً، بحسب المرصد السوري.

وكشف مصدر أمني عراقي عن سقوط 18 قتيلاً و38 جريحاً جراء الضربات الجوية في البوكمال.

وقال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، إن الفصائل العراقية التي استهدفت هي ميليشيات "حيدريون"، و"الإبدال" و"كتائب حزب الله"، مضيفاً أنه لم يتم التأكد من اسم الفصيل الرابع إذا كان "فاطميون" أو "النجباء".

وأكد مصدر في قوات حرس الحدود تعرض فصائل لا يعرف إن كانت منضوية تحت لواء الحشد الشعبي أم لا للقصف داخل منطقة البوكمال الحدودية من قبل طيران لم يحدد بعد، مشيراً إلى أنها "تلقت 5 ضربات بين كل واحدة وأخرى لم يتجاوز الدقيقة الواحدة".

وشدد الناطق باسم القيادة المشتركة العراقية على أن القصف تم داخل الأراضي السورية، نافياً أن تكون المواقع المستهدفة داخل العراق.

ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن الشريط الحدودي بين العراق وسورية يشهد انتشاراً لعناصر "حزب الله" اللبناني وكتائبه العراقية وأيضاً حركة النجباء وفصيلي "فاطميون" و"زينبيون".

ونقلت "أسوشيتد برس" عن إحدى جماعات المعارضة السورية قولها، إن الغارات أصابت مستودع أسلحة لقوات "الحشد الشعبي" العراقي المدعومة من إيران.

وكانت شبكة "فوكس نيوز" الاميركية المحافظة كشفت نقلاً عن مصادر استخبارية غربية عن قيام إيران ببناء قاعدة عسكرية جديدة في سورية على الحدود مع العراق يطلق عليها اسم "مجمع الإمام علي".

كما ذكرت الشبكة أن إيران تقوم ببناء معبر حدودي غير بعيد عن المجمع الجديد بعدما تعرض المعبر الحدودي "البوكمال ــ القائم" لأضرار جسيمة.

تفجيرات غامضة

وشهدت الأسابيع الماضية نحو خمس تفجيرات كبرى لمخازن تعود لفصائل "الحشد"، آخرها وقع قرب قاعدة بلد شمال بغداد حيث المقر المهم للقوات المشتركة العراقية والأميركية والمدرج الأساسي لطائرات F16.

ومع غروب ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، شهدت بغداد تفجيرات مهولة لم تشهد مثلها منذ أعوام، حيث خرق الهدوء انفجار مدو في مخازن عتاد "الحشد" في الضاحية الجنوبية، واستمرت الصواريخ والمقذوفات تتفجر ساعات طويلة وتدمر المباني السكنية القريبة، حتى جرت السيطرة عليه بصعوبة فجر اليوم الثالث، دون أن تنهي موجة هلع اضطرت عائلات كثيرة للهرب من منازلها نحو شمال المدينة.

ونقلت قناة "​روسيا اليوم​" الحكومية عن مصدر أمني عراقي ترجيحه تأجيل فتح منفذ القائم الحدودي بين ​العراق​ و​سورية "حتى إشعار آخر" الذي كان مقرراً أن يفتتح أمس بسبب القصف الإسرائيلي.

وتعهدت إسرائيل بمنع إيران، عدوها الرئيسي، من ترسيخ وجودها العسكري في سورية ونفذت لأجل هذه الغاية مئات الضربات ضد مواقعها وأخرى تابعة لحزب الله، لكنها نادراً ما تعترف بها. ورفضت متحدثة عسكرية التعليق عما إذا كانت إسرائيل وراء الهجمات الأخيرة.

ووسط أنباء عن دخول قافلة من 150 شاحنة محملة بالمساعدات الأميركية من شمال العراق لقوات سورية الديمقراطية (قسد) شرق الفرات، أفاد المرصد السوري عن صدور أوامر روسية إلى ميليشيات تابعة للنظام بالانسحاب من منطقة مورك شمال حماة وخان شيخون لمصلحة دوريات مشتركة مع القوات التركية.

بعثيون سوريون إلى تركيا

كشفت صحيفة «الوطن» السورية شبه الحكومية عن نية عدد من الشخصيات السورية حضور مؤتمر في إسطنبول، ببحث «المسألة السورية»، بعد تلقيهم دعوات من «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض.

وأكد مدير مدرسة الإعداد الحزبي المركزية التابعة لحزب «البعث» الحاكم بسام أبوعبدالله، تلقي دعوة لحضور المؤتمر، قائلاً: «ستكون أول فرصة يتاح فيها للسوريين أن يكونوا في إسطنبول، ويقدموا مقاربتهم فيما يجري».

وأكد الكاتب سركيس قصارجيان أيضاً تلقيه دعوة لحضور المؤتمر، من الحزب التركي.

وقال مدير «مؤسسة القدس الدولية» خلف المفتاح، الذي تلقى الدعوة أيضاً، «إنه في حال كان هذا المؤتمر يشكل مصلحة سورية فإن حضوره سيحصل».

يشار إلى أن زعيم «حزب الشعب الجمهوري» التركي، كمال كليجدار أوغلو دعا سابقا الرئيس رجب طيب إردوغان إلى بدء التفاوض مع نظيره الرئيس السوري.

back to top