جنود الترفيه الصيفي

نشر في 08-09-2019
آخر تحديث 08-09-2019 | 00:10
 مظفّر عبدالله أول العمود:

إفلاس مصفاة مؤسسة البترول في فيتنام مؤشر خطير على انحراف الاستثمار في المصدر شبه الوحيد للحياة في دولة الكويت.

***

فاتت شهور الصيف اللاهبة، وقُدِر للبعض السفر والمتعة، وقدر لغيرهم الوجود في الكويت لظروف مختلفة، ومع شح منافذ الترفيه في الكويت– التي لا تملك اليوم مدينة ترفيهية– تعمل بعض المؤسسات جاهدة لرسم الفرح والابتسامة للمرابطين من سكان الكويت على اختلاف جنسياتهم، ويأتي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في صدارة المؤسسات التي تعمل طوال الشهور الصيفية الثلاثة الأكثر قسوة مناخياً.

في المجلس– المؤسسة الثقافية العليا في البلاد– جنود يسهرون على راحة الجمهور وتلبية احتياجاته واحترام ذائقته، أشغلوا شهور يونيو ويوليو وأغسطس وجزء من سبتمبر بالفرح والثقافة والموسيقى والفن والوعي.

أقام المجلس خلال هذه الفترة القاسية في الطقس ٣ مهرجانات: الأول مهرجان الأطفال والناشئة في يونيو ويوليو وبمعدل ٢٠ نشاطا، والثاني المهرجان العربي لمسرح الطفل في يوليو بمعدل ١٠ أنشطة، ومهرجان صيفي ثقافي في أغسطس وجزء من سبتمبر الجاري بمعدل ٤٩ نشاطاً وفعالية. كانت الحصيلة النهائية مايقارب الـ٨٠ فعالية أشغلت مسارح المجلس ومراكزة الثقافية، وحشدت جمهورا كثيفا أثبت أن هناك فئات لا تستطيع السفر لأسباب مختلفة وأن من واجب الدولة الاهتمام بهم، ووفرت هذه الحركة النشطة مادة لوسائل الإعلام التي عادة ما تخبو في الصيف لقلة الحدث المحلي.

واستطاع المجلس في هذا الموسم– وكعادته في المواسم الأخرى– أن يراعي الجميع فيما يقدم من فعاليات، فكانت معارض الكتب، والأمسيات الموسيقية والاستعراضية، والمسرحيات والورش الخاصة بها كصناعة الأزياء والدمى، والرسم وفنونه، والكتابة والقراءة، والندوات، والأفلام السينمائية، والتراث والآثار، ومسرح الطفل، وهكذا.

وفي تقييم سريع لما سبق يمكن القول إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يسد سنوياً فراغاً ترفيهياً رئيسياً بشكل شبه منفرد مع استثناء بعض الجمعيات الأهلية النشطة كالأدباء والخريجين وغيرهما، وبعض الجهد الثقافي الذي يأتي من مؤسسات ثقافية خاصة أو تكوينات شبابية ذات تأثير جيد، ويمكن القول أيضاً إن هذا الجهد الذي يقام على مدار شهور العام- حيث إن للمجلس مهرجاناته الأخرى كالقرين والموسيقى الدولي والسينما ومعرض الكتاب وغيرها- نقول إنه يقوم بكل ذلك بميزانية متواضعة لكنها موزعة بشكل مخطط له بشكل حرفي جيد، ولذلك لابد من نظرة لزيادة دعم هذه المؤسسة ماديا لتتحرك بحرية.

ونضيف أيضاً، أن المشهد الترفيهي في البلاد قاصر وتنقصه الكثير من الأمور ومنها شح أماكن الترفيه، وتوقف أنشطة بعض المؤسسات في فترة الصيف، وهي عملية لو اكتملت لتغيرت الحال فيما يتعلق بعلاقة السكان بالسفر.

تحية لجنود الصيف الذين يعملون طوال شهور العام من منتسبي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فلقد أسعدتم من لم تسعفه ظروفه للسفر، وبانتظار هداياكم الثقافية الرائعة في معرض الكتاب الدولي ومهرجان القرين الثقافي قريباً.

back to top