وقفة مع: «هن لباس لكم»

نشر في 30-08-2019
آخر تحديث 30-08-2019 | 00:07
 محمد العويصي استوقفتني الآية الكريمة 187 من سورة البقرة "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، وبحثت وقرأت واستمعت إلى عدة تفاسير حولها، وإليكم ملخص ما قرأته لتعم الفائدة الجميع: شبه الله سبحانه وتعالى الزوجة والزوج باللباس، لأن الزوجة ستر وغطاء وسكن للزوج تعينه على غض بصره وحفظ فرجه وتمنعه من الحرام مع غيرها بما يعاشرها من الحلال، يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "وفي بضع أحدكم صدقة...".

وكذلك الرجل لباس لزوجته يسترها ويعفها ويمنعها من الحرام بالحلال، وليس المقصود باللباس في الآية الجماع فقط، إنما ما يحدث بين الزوجين في أمور الحياة ومشاكلها وهمومها وأفراحها وأتراحها، والفضفضة اليومية بينهما، وحفظ أسرار كل منهما وحديثهما عن المشاعر والغزل والكلام المعسول والذكريات الجميلة والسفر، ومشاكل الأولاد والأحفاد والخدم، والمصاعب التي يواجهانها في الحياة حلوها ومرها خلال عشرتهما الطويلة.

ولو تدبر الزوجان الآية الكريمة وفقها معانيها ودلالاتها لقلت نسبة الطلاق "الفاشل" في المجتمع، والشيء بالشيء يذكر، يقول أحد طلاب العلم من الجالية الهندية ويدرس في الرياض ويعمل في ترجمة كتاب "ليدبروا آياته": في يوم من الأيام حدث خلاف بيني وبين زوجتي بالهاتف، اشتد الخلاف بيننا وصممت على الطلاق، ثم عدت إلى عملي في ترجمة الكتاب، فكان من توفيق الله لي أن مررت على قوله تعالى: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، فوقفت عندها وتدبرتها وفهمت معناها جيداً، وقمت على الفور واتصلت بزوجتي وأخبرتها بأني صرفت النظر عن الطلاق.

تعجبت زوجتي من سرعة تغيري من حال إلى حال، فقلت لها إن الآية الكريمة: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، هي السبب في ثنيي عن الطلاق، وقال لها: أنت لباس لي، وأنا لباس لك، لا يليق أن يمزق اللباس، ولا أن يخلع هكذا ارتجالاً في لحظة غضب، يقصد بالطلاق "الفاشل" لأتفه الأسباب.

ما أعظم وأجمل هذه الآية! "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، وياحبذا لو علقها الزوجان في غرفة نومهما، لكي تكون نبراساً لهما وهداية ونورا من شر الطلاق "الفاشل" الذي تفشى في مجتمعنا، وانتشر كانتشار النار في الهشيم، فهل من متعظ؟! آمل ذلك.

* آخر المقال

يقول الشيخ عمر عبدالكافي:

"الزواج في زماننا صار سهلاً، والطلاق أسهل"!

back to top